
عواصم – وكالات : قال موقع سايت الذي يرصد الحركات الإسلامية المتشددة إن مجموعة من أنصار تنظيم الدولة الإسلامية نشرت تسجيلا مصورا تقول إنه يظهر افرادها ينفذون الأسبوع الماضي عملية إطلاق نار في السعودية على مواطن دنمركي نجا من الهجوم.
ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من التسجيل المصور لكن السعودية قالت يوم 22 نوفمبر إن مواطنا دنمركيا أصيب في كتفه أثناء مغادرته عمله في الرياض وإن حالته مستقرة.
وفي الشهر الماضي دعت الدولة الإسلامية أنصارها في السعودية التي تشارك في الضربات الجوية ضد الجماعة المتشددة في سوريا إلى مهاجمة الشيعة والمسؤولين الحكوميين والمواطنين الغربيين.
وقالت وزارة الداخلية السعودية لرويترز الشهر الماضي إنها تعرفت على حوالي 2000 سعودي ذهبوا للقتال في سوريا والعراق لكن 600 منهم عادوا إلى المملكة وتم احتجازهم بينما توفي آخرون.
وكثيرا ما عبرت السلطات السعودية عن قلقها في أن يتسبب الصراع في سوريا والعراق وصعود الدولة الإسلامية في هجمات في الداخل. وأدت آخر حملة لمتشددين سعوديين في الفترة من 2003 إلى 2006 إلى مقتل مئات الأشخاص.
وفي أوائل نوفمبر قتل متشددون سنة قالت الحكومة أنهم على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية ثمانية من الشيعة في المنطقة الشرقية. واعتقلت السلطات منذ ذلك الحين ما يزيد على 70 شخصا من المشتبه في صلتهم بالهجوم.
ويوم الاحد قالت وسائل اعلام إن كنديا أصيب بعد ان طعنه سعودي في مركز تجاري بالمنطقة الشرقية لكن الدافع لم يعرف.
وفي أكتوبر قتل مواطن أمريكي بالرصاص وأصيب آخر في حادث اطلاق نار في محطة بنزين في الرياض. وقالت السلطات ان دافعا شخصيا فيما يبدو وراء الحادث لان الرجلين كانا يعملان في شركة واحدة.
وقالت السلطات السعودية انها تحقق في حادث الهجوم على الدنمركي.
وقال موقع سايت ان مؤسسة البتار الاعلامية هي التي نشرت التسجيل المصور وزعمت انها عملية نفذها أنصار الدولة الاسلامية في أرض الحرمين الشريفين في اشارة الى السعودية.
وتضمن التسجيل فقرات من خطب ابو بكر البغدادي زعيم الدولة الاسلامية وابو محمد العدناني المتحدث باسم الدولة الاسلامية حثا فيها السعوديين على قتل والبصق على مواطني الدول الغربية المشاركة في الحرب ضد التنظيم.
من جانبه اعتقل الجيش اللبناني احدى زوجات زعيم تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي المتطرف ابو بكر البغدادي ونجلهما في شرق البلاد قرب الحدود مع سوريا قبل نحو عشرة ايام، بحسب ما افادت الثلاثاء مصادر امنية وعسكرية وكالة فرانس برس.
وقال مصدر امني رفيع المستوى ان «مخابرات الجيش اللبناني تمكنت من اعتقال احدى زوجاته (البغدادي) عندما كانت تتنقل برفقة نجلهما قرب بلدة عرسال» عند الحدود اللبنانية السورية، مضيفا ان عملية الاعتقال جرت «قبل نحو عشرة ايام».
واشار الى ان «السلطات تكتمت على عملية الاعتقال لافساح المجال امام اتخاذ الاجراءات الامنية الاستباقية المناسبة».
واكد من جهته مصدر عسكري عملية الاعتقال، مشيرا الى ان المراة المعتقلة «شابة تحمل الجنسية السورية، وعمر ابنها بين ثماني وتسع سنوات».
من جهتها، ذكرت صحيفة «السفير» اللبنانية ان عملية الاعتقال جرت «بالتنسيق مع اجهزة استخبارية اجنبية»، مشيرة الى ان زوجة زعيم تنظيم الدولة الاسلامية «كانت تتنقل بهوية مزورة» وانها «اقتيدت الى مقر وزارة الدفاع (...) حيث تتواصل التحقيقات معها».
ويعتبر ابو بكر البغدادي الذي نصب نفسه «خليفة» ويفرض سطوته على مناطق تمتد بين العراق وسوريا، رجل ظل نادر الظهور، وتحول خلال اشهر الى احد اخطر المطلوبين في العالم.
ولعرسال حدودا طويلة مع منطقة القلمون السورية.
وشهدت عرسال معارك عنيفة في مطلع اغسطس بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل البلدة استمرت خمسة ايام وتسببت بمقتل عشرين جنديا و16 مدنيا وعشرات المسلحين.
وانتهت هذه المواجهات بانسحاب المسلحين من عرسال الى الجرود والى سوريا، الا انهم خطفوا معهم عددا من العسكريين وعناصر قوى الامن الداخلي، ولا يزالون يحتجزون 27 منهم.
ومنذ ذلك الحين، سجلت مواجهات عدة محدودة في مناطق عرسال الجردية بين الجيش الذي انتشر في المدينة ومحيطها، ومجموعات مسلحة. وفي 19 سبتمبر، قتل جنديان في تفجير استهدف دوريتهم في عرسال.
كما نفذ الجيش اللبناني خلال الاشهر الثلاثة الماضية سلسلة مداهمات لتجمعات لاجئين سوريين واوقف العشرات منهم. ووجهت الى البعض منهم تهم المشاركة في «نشاطات ارهابية».
وعلى صعيد غير بعيد استبعدت واشنطن الاثنين اي خطط وشيكة لاقامة منطقة حظر جوي على الحدود بين تركيا وسوريا نافية تقارير صحافية اشارت الى ان البيت الابيض يتباحث مع انقرة في هذا الشان.
واعلن المتحدث باسم البيت الابيض الاثنين امام صحافيين ان الولايات المتحدة «منفتحة امام التباحث في سلسلة من الخيارات مع الاتراك»، مضيفا ان اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا ليست مطروحة «في الوقت الحاضر».
وقال متحدثا عن وضع انساني «رهيب» في تركيا مع وجود اكثر من مليون لاجىء على حدودها مع سوريا «في المرحلة الحالية، لا نعتقد انه من الملائم هنا (اقامة) منطقة حظر جوي».
وتطالب تركيا باستمرار باقامة منطقة امنة داخل الحدود في سوريا لحماية اللاجئين من المعارك بين قوات النظام السوري والمقاتلين المسلحين وجهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.
الا ان انقرة العضو في الحلف الاطلسي فشلت في اقناع واشنطن بدعم مثل هذا المشروع مع ان الولايات المتحدة تشن غارات جوية ضد التنظيم.
ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، توالت النداءات من اجل اقامة منطقة حظر جوي لحماية مقاتلي المعارضة واللاجئين.
ويبدو ان وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون كانت تؤيد الفكرة، الا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما رفض الاقتراح باستمرار لتفادي اي انزلاق لبلاده في النزاع.
واوردت وسائل الاعلام الاميركية في نهاية الاسبوع الماضي ان واشنطن بصدد تغيير موقفها بعد زيارة نائب الرئيس جو بايدن الى تركيا الشهر الماضي، الا ان ارنست شدد على ان الامر ليس كذلك.
وقال ارنست ان بايدن بحث بالطبع هذه المسالة خلال زيارته لتركيا قبل عشرة ايام مع رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، لكنه اضاف انه «لا يمكنه ان يوضح بالتفصيل ما هو التقدم الذي تمكنا من احرازه خلال مباحثاتهما في هذه المرحلة».
وافادت صحيفة وول ستريت جورنال ان اتفاقا بين الولايات المتحدة وتركيا سينص على اقامة «منطقة امنة» على طول الحدود يحظر فيها على قوات النظام السوري التحليق.
ومثل هذه المنطقة وهي اضيق من منطقة حظر جوي لن تحتاج لشن غارات جوية، بل ستكتفي الولايات المتحدة بتبليغ النظام السوري بعدم الاقتراب منها، بحسب الصحيفة.
في المقابل، ستستخدم مقاتلات الحلف الاطلسي ومن بينها الطائرات الاميركية قاعدة انجرليك التركية وغيرها للقيام بدوريات فوق المنطقة لضمان عدم تعرضها لهجمات.
واتت التقارير الصحافية بينما كان وزير الخارجية جون كيري في طريق عودته الى بروكسل للمشاركة في محادثات اليوم الاربعاء مع وزراء الدول الستين المشاركة في الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية ومن المفترض ان يرافقه المنسق الاميركي للائتلاف الدولي الجنرال جون آلن.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي «انها فرصة لاستعراض ما وصلت اليه الامور وللتباحث طبعا بما يجب القيام به في هذه المرحلة ومراجعة مواقف الدول المشاركة».
واضافت بساكي ان واشنطن تواصل مراجعة عدد من الخيارات من بينها اقامة منطقة حظر جوي، لكنها شددت على ان المحادثات «لا تزال مستمرة». وقالت بساكي امام صحافيين «لايزال لدينا خلافات» مع تركيا، وشددت على «اننا لم نتخذ بعد قرارا حول التزام محدد بل نواصل المحادثات مع تركيا».
وتعتبر تركيا ان الغارات الجوية التي يشنها التحالف ضد «الدولة الاسلامية» غير كافية وانه لا يمكن التغلب على تهديد الاسلاميين الا بعد اسقاط النظام السوري.
وترفض تركيا على عكس الولايات المتحدة تزويد المقاتلين الاكراد في عين العرب (كوباني) السورية التي يحاصرها الجهاديون بالاسلحة. وتحت ضغط حلفائها سمحت بمرور مقاتلين اكراد عراقيين عبر اراضيها الى المدينة التي يسميها الاكراد كوباني.