
عواصم – «وكالات»: اقتحم تنظيم الدولة الإسلامية فجر الامس مطار دير الزور العسكري، ونقل المعارك إلى داخل أسواره بالاشتباك مع القوات النظامية، كما سيطر على جبل يطل على المدينة وتقع عليه كتيبة مدفعية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عناصر تنظيم الدولة اقتحموا فجرا مطار دير الزور العسكري وتقدموا في أجزاء منه، حيث تدور معارك عنيفة بينهم وبين القوات النظامية داخل المطار.
وتحدث ناشطون عن سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة على كتيبة الصواريخ في الجهة الجنوبية من مطار دير الزور العسكري، بينما تتواصل المعارك بالقرب من بوابة المطار مع تقدم لعناصر التنظيم إلى بقية منشآت المطار.
وقالت مصادر في المعارضة إن مقاتلي التنظيم شنوا هجوما على الجبل المطل على مدينة دير الزور من محور حي العمال, وسيطروا على نقاط عسكرية بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل 11 عسكريا تابعا للنظام.
وفي الأثناء، ذكرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة أن التنظيم سيطر على مدفعية الجبل، كما تحدث ناشطون عن استحواذ التنظيم على أسلحة ثقيلة ومتوسطة وذخائر، وأن المعارك لا تزال دائرة بالمنطقة.
ويعد الجبل المذكور ثكنة عسكرية منذ عامين، حيث نصبت عليه قوات النظام مدافع من أنواع عدة لتقوم بقصف أحياء المدينة الخارجة عن سيطرتها بشكل شبه يومي. ولا تقتصر أهمية الجبل على وقف خطر المدفعية المنصوبة عليه، بل يمكن من خلاله قطع طريق الإمداد الوحيد لمطار دير الزور العسكري.
من جانبها أعلنت قيادة القوات المركزية الأميركية الجمعة أن طائرات التحالف الدولي شنت عشرين غارة جوية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة ضد مواقع تابعة لـتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، مؤكدة أن الضربات حققت أهدافها.
وجاء في بيان للقيادة أن الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر الجاري شهدت ست غارات للقوات الأميركية وحدها على أهداف للتنظيم في سوريا، إضافة إلى 14 غارة لقوات التحالف والولايات المتحدة على أهداف في العراق.
وأشار البيان إلى أن الطائرات الأميركية شنت خمس غارات في محيط مدينة عين العرب (كوباني) ضربت من خلالها موقعا قتاليا وآخر للتدريب، كما شنت غارة أخرى على مقربة من دير الزور استهدفت معسكر تدريب وثلاث سيارات تابعة للتنظيم.
وأضاف البيان أن أربع غارات جوية شنتها قوات التحالف قرب مدينة القائم العراقية دمرت نقاط تفتيش وعربات مدرعة ومخابئ وتحصينات ووحدة تكتيكية، بينما شنت هذه القوات ثلاث غارات على كركوك، وغارتين على كل من الموصل وتل عفر وسامراء، وغارة واحدة على الفلوجة.
وأكد البيان أن تلك الغارات أصابت أهدافها، ودمرت العديد من المعدات والأسلحة والمواقع التابعة للتنظيم بتلك المدن. يذكر أن الضربات الجوية للتحالف بالعراق بدأت في أغسطس الماضي بعدما استولى التنظيم على الموصل، وتم توسيع الحملة لاحقا لتشمل سوريا بعد أن توعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإضعاف تنظيم الدولة والقضاء على التهديد الذي يمثله، وذلك بشن هجمات جوية عليه وزيادة الدعم للقوات الكردية والعراقية التي تقاتله.
وعلى صعيد غير بعيد تضاربت تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن شن طهران غارات على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق، فبينما أقر مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية بها نفى رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني شن هذه الغارات، معتبرا أن التحالف الدولي لا يمكنه القضاء على «الإرهاب».
ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن إبراهيم رحيم بور مساعد وزير الخارجية الإيراني قوله إن إيران قصفت مواقع لتنظيم الدولة في شرق العراق، وذلك «دفاعا عن مصالح أصدقائنا في العراق».
وأكد رحيم بور أن الغارات تمت دون أي تنسيق مع الولايات المتحدة، وأن إيران نسقت فقط مع الحكومة العراقية قبل شن تلك الغارات.
وتابع مساعد وزير الخارجية الإيراني قائلا «لن نسمح بأن تتدهور الأوضاع في العراق كما حدث في سوريا حيث تتدخل عناصر أجنبية»، مشيرا إلى أن مساعدة إيران للعراق هي أقوى من مساعدتها لسوريا لأنها أقرب إلى إيران، حسب قوله.
وفي سياق متصل، نفى علي لاريجاني «صحة التقارير عن غارات جوية مشتركة بين إيران والولايات المتحدة ضد المتشددين»، مؤكدا أن إيران لم تنفذ ضربات جوية ضد تنظيم الدولة، «لأنها تعتبر أن هذه الطريقة في محاربة الإرهاب خاطئة»، مشددا على أن لبلاده أسلوبا مختلفا في مواجهة التنظيم.
وخلال زيارته العاصمة الباكستانية إسلام آباد، قال لاريجاني إن التحالف الدولي الذي تشكل لمحاربة تنظيم الدولة هو «حملة دعائية»، لأن الغارات الجوية لا يمكن أن تقضي على «الإرهاب» ولن تفيد بشيء على الإطلاق.
وشدد لاريجاني على أن طهران حذرت الدول الغربية من مغبة دعمها الجماعات المعارضة في سوريا، واستطرد قائلا «لكن لم يصغ لنا أحد»، وإن قوات التحالف الدولي «ما زالت على الخطأ نفسه».
وأشار رئيس مجلس الشورى الإيراني إلى احتمال قيام بعض الدول المشاركة في التحالف بدعم التنظيم، مضيفا «لذلك فهي لا تحارب داعش (تنظيم الدولة) بالمعنى الحقيقي».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ستيف وارن إن إيران شنت غارات في محافظة ديالى شرق العراق، مشيرا إلى أنها العملية القتالية الأولى لمقاتلات «إف4» الإيرانية ضد تنظيم الدولة حسب معرفة واشنطن، مضيفا «نحن لا نشاط لدينا هناك».
وسبق للمتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن تحدث عن مؤشرات لضربات إيرانية هناك الأربعاء الماضي، مضيفا أنه يعود للحكومة العراقية أن تنسق الضربات الجوية التي تشنها دول مختلفة ضد التنظيم وليس للولايات المتحدة.
ونفت رئاسة الأركان الإيرانية آنذاك أي تنسيق بينها وبين قوات التحالف الدولي بشأن العمليات ضد تنظيم الدولة، في حين أنها لم تؤكد أو تنف قيامها بالغارات.