
صنعاء – وكالات : قتل أربعة مسلحين حوثيين على الأقل في هجوم شنه مسلحون من القبائل وتنظيم القاعدة في رداع وسط اليمن، في حين أعلن قيادي حوثي سيطرة جماعته على مديرية أرحب بالكامل شمال صنعاء.
وقالت مصادر يمنية محلية إن المهاجمين سيطروا بعد منتصف الليلة قبل الماضية على مواقع للحوثيين في جبل "قلالة" المطل على قرية "حُمّة صِرار" برداع في محافظة البيضاء وسط البلاد.
وكانت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة قد اندلعت بين الجانبين، كما أطلق مسلحو القبائل قذائف قبل انسحابهم من تلك المواقع عند ساعات الصباح الأولى.
وفي شمالي البلاد، أكد القيادي في جماعة ما يسمى أنصار الله «الحوثيين» محمد البخيتي إن مسلحي الجماعة سيطروا بالكامل على مديرية أرحب شمالي اليمن، بعد اقتحام عشرين منطقة فيها و"تطهيرها من الجماعات التكفيرية".
وأشار البخيتي إلى أن اقتحام أرحب جاء بعد "اعتداءات جماعات تكفيرية مرات عديدة على منتسبي جماعة الحوثيين خلال الفترة الأخيرة".
في المقابل، قالت مصادر قبلية إن المسلحين الحوثيين فجّروا سبعة منازل شمال العاصمة صنعاء.
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن مسلحين حوثيين قاموا بتفجير مقر مكون من ثلاثة طوابق تابع لحزب التجمع في منطقة بيت مران بمديرية أرحب.
جاء ذلك بعد وقت قصير من قيام مسلحين حوثيين بتفجير مركز لتحفيظ القرآن الكريم في قرية يحيص بالمديرية ذاتها -بحسب مصدر قبلي- من دون أن يوضح هل وقعت خسائر بشرية أم لا؟
وسبق أن فجر مسلحون حوثيون في عدد من مناطق اليمن خلال الفترة الأخيرة عدداً من مراكز ودور تحفيظ القرآن بدعوى أنها تابعة لما يسمونها "جماعات تكفيرية".
ويوم أمس الاول قررت قبيلة أرحب الانسحاب من مواقع القتال وعدم مواجهة الحوثيين بعد جهود بذلتها وساطة قبلية عقب مواجهات خلفت قتلى وجرحى من الطرفين.
وكانت قبائل من أرحب اتهمت الأربعاء الحوثيين بمحاولة اغتيال الشيخ القبلي محمد مبخوت نوفل مما أدى إلى إصابته مع نجله وثلاثة من مرافقيه وإصابة مثلهم من الحوثيين في إحدى نقاطهم المستحدثة قرب معسكر جبل الصمع الذي كان تابعًا لقوات الحرس الجمهوري سابقاً.
ومنذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر ، اقتحم الحوثيون مؤسسات حكومية وخاصة ومنازل شخصيات سياسية وعسكرية لخصومهم قبل أن يتوسعوا إلى عدد من المحافظات.
من جانبها أولت الصحف اليمنية الصادرة الأحد اهتماما واسعا لدخول مسلحي الحوثي إلى مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء -معقل أبرز القادة القبليين في حزب التجمع اليمني للإصلاح- وتحدثت عن مشاركة قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في عملية السيطرة على قرى أرحب.
وقالت صحيفة "الشارع" إن الحوثيين اقتحموا منزل عبد الخالق الجندبي- الرجل الثاني في حزب الإصلاح بمديرية أرحب- وقاموا بنسف المنزل الواقع بقرية عومرة، كما اقتحموا دار الدرب أبرز المعاهد العلمية السابقة وأهم مقار الإصلاحيين، واقتحموا كذلك منزل الداعية الإسلامي الشيخ عبد المجيد الزنداني.
ونقلت الصحيفة عن مصدر حوثي قوله إن جميع مناطق أرحب سقطت وأصبحت تحت سيطرة مسلحي الحوثيين بما فيها قرية بيت الحنق، حيث يوجد منزل النائب بمجلس النواب اليمني الشيخ منصور الحنق المقيم منذ أشهر خارج اليمن.
وأشارت إلى قيام الحوثيين بالسيطرة على مقر حزب الإصلاح في منطقة بيت مرّان، كما قصفوا بالدبابات منزل الشيخ كهلان بن عبد الحميد وقتل شقيقه صدام، كما قتلت شقيقته أيضا جراء القصف المدفعي الذي تعرض له منزلهم، ولفتت إلى أن القصف الحوثي لمنزل الشيخ كهلان جرى بعد انسحاب مقاتلي الإصلاح من المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر محلي إن قوات الحرس الجمهوري المنحلة الموالية للرئيس السابق هي من تولت حسم القتال في أرحب. وأشارت إلى أنه منذ فجر أمس السبت انتشرت قوات ودبابات الحرس الجمهوري، وحسمت القتال بشكل سريع بمساندة من مسلحي الحوثيين.
وأوضحت أن موقع جماعة الحوثيين أكد قيام مسلحيهم بالتعاون مع القوات المسلحة بتطهير مديرية أرحب ممن وصفوهم بالتكفيريين، حسب بيان أصدروه.
وقال قائد مسلحي الحوثي بمديرية أرحب فارس الحباري للصحيفة إن مسلحيه يلاحقون الشيخ عبد المجيد الزنداني ونجله علي وجميع أبنائه، وعددا من قيادات حزب الإصلاح في الجبال الشاهقة التي قد يكونون لجؤوا إليها فرارا من انتقام الحوثيين.
وقال الحباري إن علي الزنداني هو المطلوب رقم واحد للحوثيين، واتهمه بأنه يقود من سماهم الدواعش والتكفيريين في أرحب وفي أبين بجنوب اليمن.
من جهتها، ذكرت صحيفة "اليمن اليوم" أن حزب الإصلاح غادر مديرية أرحب التي تعد معقل أبرز قياداته القبليين شمال العاصمة صنعاء.
وأفادت بأن وساطة قبلية قادها الشيخ بكيل الصوفي بمساعدة من مشايخ قبيلة حاشد تمكنت من إقناع مشايخ ووجهاء قبيلة أرحب الموالين لحزب الإصلاح واللواء علي محسن الأحمر بالانسحاب من المواجهة لكون الحرب محسومة سلفا لصالح الحوثيين.
وأضافت الصحيفة التابعة للرئيس السابق أن مسلحي الإصلاح بدؤوا فجر أمس السبت بالانسحاب بآلياتهم الثقيلة والخفيفة من مواقعهم التي كانوا أعادوها في الأيام الماضية إثر الاشتباكات الأخيرة مع مسلحي الحوثي.
وأشارت إلى أن بعض الشباب المتحمسين والرافضين توجيهات قياداتهم في صنعاء وأرحب استمروا في بعض المواقع وتحديدا بمنطقتي الرجو وبيت مرّان وبني عثبان، وتمكنوا من السيطرة على دبابة للحوثيين وإعطاب أخرى قبل أن ينسحبوا لجهة مجهولة.
من جهة أخرى، هدد الشيخ حمد بن وهيط -أحد مشايخ عبيدة في محافظة مأرب- بلجوء القبائل إلى طلب المساعدة من الدول المجاورة لليمن إذا لم يسحب الحوثيون مسلحيهم من مشارف المحافظة الغنية بالنفط والغاز، والتي يهدد الحوثيون بالاستيلاء عليها.
وقال الشيخ بن وهيط في حوار مع صحيفة "أخبار اليوم" إن قبائل مأرب على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها وأرضها ومحافظتها من دخول أي مليشيات مسلحة، وقال إن مليشيا الحوثي هي عصابات مستوردة من إيران.
واتهم الشيخ القبلي الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي ومعه وزير الدفاع السابق اللواء محمد ناصر أحمد بالتآمر على اليمن والتسهيل للحوثيين باجتياح المحافظات وإسقاط العاصمة صنعاء والمناطق القبلية الرافضة لمليشيا الحوثيين الغازية القادمة من صعدة، بحسب قوله