
عواصم – وكالات :قالت مصادر عراقية امس إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ما زالوا يحاصرون قوة من الشرطة الاتحادية العراقية مدعومة بقوات من الصحوة في منطقة الكيلو 35 غرب الرمادي في محافظة الأنبار «غربي البلاد».
وأضافت المصادر أن المواجهات المسلحة بين الطرفين أسفرت خلال اليومين الماضيين عن مقتل عشرة من الشرطة وإصابة ثمانية. وكان تنظيم الدولة قد شن هجوما مسلحا غرب مدينة الرمادي وسيطر على عدد من المناطق من بينها مدينة البغدادي.
وقد سقط عدد من القتلى والجرحى في ثلاثة تفجيرات بثلاث سيارات ملغمة استهدفت أماكن لتجمع الشرطة العراقية في مناطقَ متفرقة غرب الرمادي.
وعلى صعيد آخر تمكن مقاتلو تنظيم الدولة من الدخول إلى الجهة الغربية من مدينة بيجي شمالي محافظة صلاح الدين، والسيطرة على عدد من الأحياء فيها بعد وقوع اشتباكات انتهت بانسحاب القوات العراقية من المدينة، وذكرت مصادر إن خمسة عناصر من الشرطة العراقية قتلوا في اشتباكات مع التنظيم غرب بيجي.
وكان تنظيم الدولة قد قتل أمس الاول 19 شرطيا على الأقل وحاصر آخرين داخل مقرهم في بلدة الوفاء في محافظة الأنبار «غربي البلاد» التي يسيطر على مساحات كبيرة من أراضيها.
وبالسيطرة على بلدة الوفاء «45 كيلومترا غرب الرمادي» يصبح تنظيم الدولة مسيطرا على المزيد من البلدات إلى الغرب من الرمادي منها هيت وكبيسة. ويخوض التنظيم معركة ضد القوات الحكومية منذ شهور للسيطرة على الرمادي.
وتعليقا على الهجوم الذي تعرضت له بلدة الوفاء، قال رئيس بلديتها حسين كسار إن قوات الشرطة تقاتل تنظيم الدولة منذ الجمعة لكن نقص الذخيرة أجبرها على التقهقر فخسرت البلدة ولجأت لأحد مقرات الشرطة داخل البلدة. وأضاف أنه يشعر بالإحباط لأن البلدة لم تتلق أي دعم من الحكومة لمواجهة التنظيم.
وقال رئيس البلدية الذي كان مع قوات الشرطة التي انسحبت من الوفاء بالهاتف إن تنظيم الدولة الإسلامية استطاع محاصرتهم يوم السبت داخل مقر الشرطة وأضاف أنه اذا لم يتم إرسال قوات حكومية لمساعدتهم فإنهم سيبادون.
وقال رئيس البلدية وضابط بالشرطة إن القوات المدعومة بعدد من مقاتلي العشائر السنية حاولت منع المتشددين من عبور الحاجز الرملي المحيط بالبلدة لكنها اضطرت للانسحاب حين فتحت خلايا نائمة من داخل البلدة النار.
واضطرت قوات الشرطة ومقاتلو العشائر الموالون للحكومة للانسحاب الى مركز للشرطة قريب من البلدة.
وقال مسؤولون محليون ورجال عشائر يوم السبت إن متشددين من تنظيم الدولة الإسلامية أعدموا 21 على الأقل من مقاتلي العشائر السنية في غرب الأنبار بعد أن خطفوهم قرب بلدة البغدادي يوم الأربعاء. وحملت جميع الجثث آثار أعيرة نارية في الرأس والصدر وألقيت في بستان قرب بلدة كبيسة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
واستعاد مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" السيطرة على جميع القرى في ناحية البغدادي في محافظة الأنبار غربي العراق، حسبما قالت مصادر عسكرية عراقية.
وقالت المصادر لبي بي سي إن سيطرة مسلحي التنظيم جاء بعد معارك عنيفة مع القوات الأمنية ومقاتلي العشائر.
وتقع منطقة البغدادي في الجزء الغربي من الأنبار، الواقعة غربي العراق.
وحسب المصادر، فإن الجيش العراقي كان قد استعاد تلك القرى من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل شهرين بعد استيلائه عليها لفترة.
وحذرت المصادر العسكرية من أن قاعدة عين الأسد، وهى القاعدة الوحيدة في المنطقة التي ما زالت تسيطر عليها قوات الجيش والأمن العراقية، مهددة بالسقوط أيضا في أيدي التنظيم. من ناحية أخرى، شنت طائرات التحالف الدولي غارات على مواقع لمسلحي "الدولة الاسلامية" جنوب مدينة كركوك في شمال العراق.
على صعيد آخر، يقوم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم الاثنين بزيارة رسمية إلى دولة الامارات العربية المتحدة يبحث خلالها دعم الامارات لصندوق اعادة اعمار المناطق المتضررة من القتال مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال سعد الحديثي المتحدث باسم رئيس الوزراء إن العبادي سيبحث في الإمارات "تعزيز آليات التعاون بين البلدين في مجال الحرب على ما يسمى بالإرهاب وتجفيف منابعه."
وأكد الحديثي أن رئيس الوزراء العراقي يخطط لزيارة الكويت قريبا غير أن مكتب العبادي لم يحدد بعد موعدا لتلك الزيارة.
من جانب آخر، ذكر مركز إعلام الربيع العراقي أن الجيش العراقي قصف بالمدفعية الثقيلة قرية البوشبلي في ناحية المشاهدة بقضاء الطارمية شمال بغداد، وأضاف المركز أن قرى ناحية المشاهدة تتعرض لقصف شبه يومين منذ أشهر من قبل الجيش والمليشيات الداعمة له كان آخرها ليلة السبت، مما أدى لمقتل ستة أشخاص من عائلة واحدة.
والي سوريا حيث اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 16 مقاتلا من تنظيم الدولة الاسلامية خلال اشتباكات في محافظة «الحسكة» شمالي شرق سوريا فيما تحتدم المعارك في مدينة «حلب» شمالي البلاد.
وقال المرصد في بيان صحفي امس ان مقاتلي «داعش» لقوا مصرعهم اثر هجومين شنهما مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي خلال ال24 ساعة الماضية مستهدفين موقعين رئيسيين للتنظيم بالقرب من مدينة راس العين «سري كانيه» في محافظة «الحسكة». كمااستهدفت وحدات حماية الشعب الكردي بعدة قذائف تمركزا لتنظيم الدولة الاسلامية في منطقة «تل حميس» جنوبي غرب مدينة «القامشلي».
من جهتها ذكرت شبكة «شام الاخبارية» ان قوات النظام شنت هجوما عسكريا "شرسا جدا" على منطقة «الملاح الاستراتيجية» غربي «حندرات» بريف حلب شمالي سوريا اذ تسعى كتائب الثوار حاليا الى صد هذه الحملة بشتى الطرق.
واشارت الى استمرار الاشتباكات اذ يطلق الثوار في المنطقة نداءات بضرورة التوجه والقتال على الجبهات هناك في ظل القصف المدفعي العنيف على المنطقة وعلى مدينة «حريتان» القريبة منها.
واضافت الشبكة ان منطقة الملاح تعد مهمة بسبب اطلالها على الطريق الواصل بين مدينة حلب وريفها الشمالي وتعد ذات اهمية استراتيجية بالغة لموقعها شمال قريتي «حندرات» و«سيفات» وشرقي مدينة «حريتان». واشارت الى انه في حال تمكن النظام من السيطرة عليها سيؤدي ذلك الى عزل مدينة حلب عن ريفيها الشمالي والغربي ومحاصرتها.
ويأتي الهجوم الاوسع والاعنف في وقت وصول نائب المبعوث الاممي الى سوريا رمزي عزالدين رمزي الى العاصمة دمشق الليلة قبل الماضية لاجراء محادثات مع مسؤولي وزارة الخارجية والمغتربين السورية حول تفاصيل خطة المبعوث ستيفان دي ميستورا بتجميد القتال بحلب. ونقلت صحيفة الوطن السورية عن مصادر قريبة من دي ميستورا في تصريحات خاصة ان مساعده رمزي سيقدم الخطة التي اعتمدها المبعوث الاممي ويرد على التساؤلات السورية الرسمية والضمانات التي سبق أن طالبت بها دمشق. ومن المتوقع أن يواصل رمزي زيارته لدمشق الى حين تبلور آلية تنفيذ الخطة في حال اعطته دمشق موافقتها النهائية على ما سيقدمه من تفاصيل وضمانات. كما يأتي الهجوم الذي تشنه قوات النظام على عدة مواقع في حلب في وقت اجري فيه امس دي ميستورا محادثات مع وزراء خارجية الدول الاوروبية حول خطة تجميد القتال في حلب.