العدد 2039 Thursday 18, December 2014
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة

دولي

جيران ليبيا يطالبون الغرب بالتدخل ووضع حد للتهديد الإرهابي المنطلق من أاضيها

طرابلس «وكالات»: قال مسؤولون يوم الثلاثاء إن الحكومة المنافسة في ليبيا أطلقت سراح أربعة أفراد من أوكرانيا وروسيا وطاجيكستان من طاقم طائرة مؤجرة من الإمارات دخلت أجواء ليبيا دون تصريح.
وذكرت وكالة الأنباء التابعة للحكومة ومقرها طرابلس أن سبعة من افراد الطاقم احتجزوا يوم 14 نوفمبر لنقلهم شحنة مريبة لحساب الامارات. وذكرت مواقع اخبارية ليبية قريبة من الحكومة المعترف بها والتي تعمل انطلاقا من شرق البلاد أن الطائرة وهي من طراز ايرباص كانت تنقل مساعدات.
ويوجد في ليبيا برلمانان وحكومتان مما يقسم البلاد. ولا تحظى الحكومة التي يوجد مقرها في طرابلس باعتراف دولي لكنها تسيطر على الوزارات والمناطق الغربية. وعرقل الصراع توصيل امدادات غذائية ومساعدة طبية الى الجنوب الليبي النائي. وتتهم الحكومة التي يوجد مقرها في طرابلس الامارات ومصر بمساعدة الشرق عسكريا وهو ما ينفيه البلدان.
وقال وزير الخارجية في الحكومة المنافسة محمد الغيراني إن «قرار الافراج جاء تنفيذا لقرار النائب العام». واضاف انه يأمل اطلاق سراح الثلاثة الباقين رهن الاحتجاز ايضا.
وقال في مؤتمر صحفي حضره افراد الطاقم الأربعة المطلق سراحهم إنه يتمنى «للمفرج عنهم سلامة الوصول لبلدانهم وعيد ميلاد سعيدا.» وأكد قنصل اوكراني حضر المؤتمر الافراج عن الأربعة.
وعلى صعيد ذا صلة دعا رؤساء تشاد ومالي والسنغال الدول الغربية الثلاثاء الى «انجاز المهمة» في ليبيا عبر التدخل ضد المعقل الجهادي في جنوب البلاد والذي يهدد منطقة الساحل برمتها.
وقال الرئيس التشادي ادريس ديبي ان «ليبيا اصبحت ملاذا للارهاب ولجميع المخربين. ومالي هي النتيجة المباشرة للدمار والفوضى في ليبيا، وبوكو حرام ايضا»، مشيرا بذلك الى الجماعة الاسلامية المسلحة في شمال نيجيريا التي تنتهك حدود هذا البلد.
وفي خطاب نال تصفيقا كبيرا لدى اختتام المنتدى الدولي في دكار حول السلام والامن في افريقيا، قال «كان الهدف في ليبيا اغتيال القذافي وليس شيئا آخر».
واضاف الرئيس التشادي ان «الحل ليس بين ايدينا، هو بين ايدي الحلف الاطلسي الذي تسبب في حصول الفوضى، ولا يتعين عليه سوى اعادة النظام. والامم المتحدة التي وافقت على التدخل (عام 2011) مسؤولة ايضا».
وقال ادريس ديبي «لا يستطيع اي جيش افريقي ان يذهب الى ليبيا للقضاء على الارهاب ...وليس هناك الا الحلف الاطلسي الذي تتوافر لديه الوسائل» للقيام بهذه المهمة.
وشدد الرئيس التشادي على القول «اذا ما اردنا ايجاد حل لمشكلة الساحل، يجب ان نولي ليبيا اهتماما. نستطيع ان نرافقهم». وقد تدخلت تشاد التي تعد قوة اقليمية، الى جانب الجيش الفرنسي في مالي لمحاربة الجهاديين في 2013 في اطار عملية سرفال.
وكان الرئيسان المالي ابراهيم بوبكر كيتا والسنغالي ماكي سال شددا قبله ايضا على التهديد الذي تواجهه المنطقة من جراء الحركة الجهادية ومختلف انواع عمليات التهريب العابرة للحدود من جنوب ليبيا الى حدود الجزائر والنيجر وتشاد. وتحصن قسم من الجهاديين الذي هربوا من مالي ومنهم الجزائري مختار بلمختار والمالي الطوارق اياد اغ غالي، في هذه المنطقة التي اصبحت ملاذا حقيقيا لتهريب الاسلحة المسروقة من المخزونات الهائلة في مستودعات الجيش الليبي ايام العقيد القذافي.
وقال مصدر حكومي فرنسي «أسكنوا فيها عائلاتهم، ويتزودون منها بالمؤن ويلجأون اليها للاستراحة»، مشيرا الى ان بلمختار رزق بابن جديد فيها.
واكد الرئيس المالي «يجب على المجموعة الدولية ان تقتنع بأن ثمة مهمة يتعين انجازها ونحن ضحاياها الجانبيون».
وقال ماكي سال «يجب على الذين بدأوا المهمة ان يساعدوننا على انهائها». وأقر وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان بأن المسألة لم تحل بعد. وقال «نعم، المسألة الليبية مطروحة امامنا. وتقاسم هذه المهمة يبدو لي امرا جيدا».
لكن فرنسا ترفض حتى الان اي خيار عسكري من دون توافر بعض الدعم الدولي. وتدعو الى تسوية سياسية في ليبيا التي تتواجه فيها حكومتان متنافستان وحيث يسيطر الاسلاميون المتطرفون على مزيد من المناطق.
وقال مصدر حكومي فرنسي «لن نكرر ما يأخذه العالم علينا، اي التدخل من دون التخطيط للخطوة التالية. لا نريد ان نذهب وحدنا الى ليبيا».
واذا كان بعض البلدان مثل مصر تؤيد تدخلا جماعيا سريعا، تتخوف الجزائر في المقابل من انكفاء الجهاديين نحو اراضيها.
واضاف المصدر «في هذه المرحلة، ليس في وسعنا سوى لفت انتباه المجموعة الدولية. ولا يتوافر غير الخيار الدبلوماسي، الحوار مع جميع بلدان المنطقة، بالاضافة الى تبادل المعلومات الاستخبارية وقدرات التحرك السريع» عبر قوة برخان التي حلت منذ اغسطس محل عملية سرفال.لذلك اقام الفرنسيون قاعدة متقدمة في ماداما شمال النيجر على مقربة من الحدود الليبية.
واضاف المصدر ان العنصر الاخر المثير للقلق هو ان «اسلاميين بدأوا يوحدون صفوفهم في الشمال الليبي ولن يتأخروا عن التخطيط لشن عمليات معا».

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق