
عواصم – «وكالات» : قالت مصادر أمنية عراقية إن أكثر من ثلاثين من قوات الجيش والحشد الشعبي قتلوا في معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية بمحافظة ديالى، حيث تمكنت خلالها القوات الحكومية من السيطرة على أهم سد للمياه شمالي المحافظة واستعادة عدد من القرى بالمحافظة.
وأفادت المصادر أن 32 من أفراد القوات الحكومية ومليشيات الحشد الشعبي قتلوا وأصيب نحو مائة بالمعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية بمنطقة المقدادية شمال شرقي المحافظة.
وأشارت أيضا إلى أن مليشيات الحشد الشعبي فجرت وأحرقت 12 مسجدا وعشرات المنازل بالقرى التابعة لمدينة المقدادية والتي تمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة عليها من تنظيم الدولة.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في ديالى صادق الحسيني لوكالة الأناضول إن القوات العراقية بإسناد الحشد الشعبي تمكنت خلال العملية العسكرية التي تشنها على آخر معاقل تنظيم الدولة بالمحافظة من السيطرة على سد ديالى الصدور «50 كلم شمال بعقوبة مركز المحافظة».
وأشار أيضا إلى أنه «بعد تحرير سد الصدور، استبعد خطر قطع المياه من قبل داعش عن المناطق الزراعية وخاصة في قضاء بلدروز».
وكان الحسيني قد أعلن السبت استعادة السيطرة على سبع قرى من تنظيم الدولة بديالى، ومقتل العشرات من التنظيم خلال المواجهات. وتقع القرى المحررة بمحيط ناحية المنصورية «40 كلم شرق بعقوبة».
من جانب آخر، نفت قوات البشمركة أن تكون قصفت الموصل بغازات سامة، مشيرة إلى أنها قصفت المدينة بعشرين صاروخا من نوع غراد، وأن القصف استهدف اجتماعا لكبار قادة التنظيم.
واتهم تنظيم الدولة قوات البشمركة بقتل عشرات الأشخاص اختناقا وإصابة عشرات آخرين بقصف حيي العريبي والإصلاح الزراعي بالموصل شمالي العراق بالغازات السامة.
وكانت قوات البشمركة الكردية قد تمكنت من استعادة قرى وأراض غرب مدينة الموصل «شمال العراق» كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ أشهر.
وأكدت المصادر أن القوات الكردية خاضت اشتباكات عنيفة مع مقاتلي تنظيم الدولة تزامنت مع قصف لطائرات التحالف على هذه القرى، ومن بينها قرية الصالحية ومنطقة قريبة من سد بادوش فضلا عن قرية حسن جلاد شرق سد الموصل.
وقال الضابط بقوات البشمركة رشيد حاج علي إن القوات الكردية باتت على بعد 12 كيلومترا من الموصل المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة بالعراق، مشيرا إلى أن المدينة باتت تحت مرمى مدفعية البشمركة.
وكانت قوات البشمركة قد أعلنت منذ فجر الأربعاء عملية عسكرية كبيرة على مناطق شمال غرب الموصل «شمال» تحت غطاء من طائرات قوات التحالف.
وفي محافظة الأنبار، أكد قائد قوات الجيش اللواء الركن قاسم أن قوة من الجيش والشرطة تمكنت من قتل 21 عنصرا لتنظيم الدولة الإسلامية جنوب الرمادي، وتدمير سبع مركبات لهم تحمل أسلحة.
من جانبه أفاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين الواقعة الى الشمال من العاصمة العراقية بغداد بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» أعدم أربعة من ضباط الشرطة السابقين في تكريت والدور في المحافظة مساء السبت بتهمة التجسس لمصلحة القوات الحكومية وتشكيل قوة لمقاتلة التنظيم.
وأوضح المصدر أن التنظيم نفذ عقوبة الاعدام بحق ضابط سابق في شرطة تكريت برتبة ملازم اول بعد أن داهم منزله في حي الزهور وسط تكريت وقام بإعدامه أمام الناس بتهمة إيصال معلومات عن التنظيم للقوات الأمنية الحكومية.
أما في قضاء الدور جنوب تكريت فقد أعدم التنظيم ثلاثة من ضابط الشرطة السابقين في ساحة المدينة وسط القضاء بتهمة تشكيل قوة لمقاتلة التنظيم.
يذكر أن مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية دخلوا مساجد تكريت والعلم والبو عجيل والدور الأسبوع الماضي وحذروا الأهالي من أن المتعاونين مع القوات الأمنية سيواجهون عقوبة الاعدام.
وعلى صعيد ميداني منفصل قالت الشرطة العراقية امس ان شخصين قتلا واصيب 13 اخرون بجراح اثر انفجار قنبلتين في مكانين منفصلين بالعاصمة العراقية بغداد.
وذكر مصدر في الشرطة لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان انفجارا عنيفا وقع في ميدان السباع وسط بغداد واسفر عن مصرع شخصين اثنين واصابة خمسة اخرين بجراح متفرقة.
كما اصيب ثمانية اشخاص بجراح اثر انفجار قنبلة ثانية قرب مطعم شعبي في منطقة الحبيبية الى الشرق من بغداد ونقلوا الى المستشفى لتلقي العلاج.
وعلى صعيد منفصل دانت اليابان والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بشدة السبت قتل احد رهينتين يابانيين لدى تنظيم الدولة الاسلامية الذي طالبه رئيس الوزراء الياباني والرئيس الاميركي «بالافراج الفوري» عن الرهينة الياباني الآخر المحتجز لدى الجهاديين.
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ان «عمل ارهاب كهذا دنيء وغير مقبول وادينه باكبر قدر من الحزم»، بينما عبر مسؤولو الاحزاب السياسية اليابانية اليوم الاحد عن استيائهم الشديد لقتل الرهينة.
وعبر آبي عن تعازيه لاسرة هارونا يوكاوا الذي خطف في سوريا على ما يبدو في اغسطس الماضي. وطالب مجددا باطلاق سراح الرهينة الثاني الصحافي الياباني كينجي غوتو الذي خطفه تنظيم الدولة الاسلامية في نهاية اكتوبر الماضي على الارجح.
واكد رئيس الوزراء الياباني «سنواصل مكافحة الارهاب الى جانب الاسرة الدولية».
من جهته، صرح باراك اوباما ان الولايات المتحدة تقف «الى جانب حليفتها اليابان وتشيد بتفاني اليابان من اجل السلام والتنمية في منطقة بعيدة عن حدودها».
واضاف «سنواصل العمل معا لاحالة هؤلاء القتلة على القضاء وسنواصل تحركاتنا لاضعاف تنظيم الدولة الاسلامية والقضاء عليه في نهاية الامر».
واكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان «القتل الوحشي المفترض لهارونا يوكاوا والتهديدات الاخرى التي اطلقها «تنظيم» الدولة الاسلامية تذكر من جديد بوحشية هؤلاء الارهابيين».
كما دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاحد قتل الرهينة الياباني ودعا الى الافراج «الفوري» عن الرهينة الثاني. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان نشر ليل السبت الاحد ان «رئيس الجمهورية يدين بشدة الاغتيال الوحشي لهارونا يوكاوا المواطن الياباني الذي خطفه ارهابيو داعش». واضاف البيان ان الرئيس هولاند «يدعو الى ان يطلق فورا سراح الصحافي الياباني كينجو غوتو المحتجز رهينة ايضا»، مشيرا الى ان الرئيس الفرنسي «اشاد بالالتزام الحازم لليابان في الحرب ضد الارهاب الدولي ودورها الفاعل من اجل السلام في الشرق الاوسط».
وعلى الرغم من بعض التشكيك في صحة التسجيل الذي وضع على الانترنت لاعلان مقتل ياكاوا، قال شينزو ابي الاحد انه يتمتع بصدقية كبيرة. وصرح خلال نقاش تلفزيوني «فحصنا هذه الصور بدقة وتجري تحاليل لكن لم يعد بامكاننا الا التفكير بانها تتمتع بمصداقية كبيرة».
من جهته، قال الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا «نواصل التحقق» من صحة التسجيل.
وتشير تصريحات الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء البريطاني على ما يبدو الى ان اجهزة الاستخبارات في بلديهما تحققت من صحة التسجيل الذي نسب الى الجهاديين.
وقالت مديرة موقع سايت المركز الاميركي التخصص في مراقبة المواقع الالكترونية للتيار الجهادي ان هذا التسجيل «بثه بالفعل تنظيم الدولة الاسلامية» مع انه «لا يحمل الصفات نفسها للتسجيلات السابقة لعمليات قتل بقطع رأس» واضافت ان «المونتاج جرى على عجل على ما يبدو وينقصه شعار مؤسسة الفرقان الذراع الاعلامية لتنظيم الدولة الاسلامية».
وجاءت هذه التطورات الجديدة بعد اقل من يومين على انتهاء مهلة ال72 ساعة التي حددها التنظيم الثلاثاء الماضي للحصول على فدية بقيمة 200 مليون دولار والا فانه سيقوم بقتل الرهينتين.
واكدت الحكومة اليابانية التي تتعرض لضغوط القادة الاجانب لعدم التساهل، مجددة تصميمها على «عدم الرضوخ للتهديدات الارهابية» وكذلك التزامها «محاربتهم مع المجتمع الدولي»، وان كانت اليابان لا تستطيع تقديم سوى دعم غير عسكري بسبب الدستور الذي يمنع القيام بهجوم. وكرر الناطق باسم الحكومة اليابانية اليوم الاحد ان «موقفنا لم يتغير». واصبحت اولوية حكومة شينزو آبي انقاذ كينجي غوتو «وفعل ما بوسعها لاطلاق سراحه في اسرع وقت ممكن» مع طلب «مساعدة دول اخرى بدءا بالاردن» الذي طالب تنظيم الدولة الاسلامية في التسجيل الجديد بالافراج عن سيدة معتقلة لديه.
وقال خبير لشبكة التلفزيون العامة ان اتش كي ان «حكومة الاردن ايضا في وضع حساس»، معتبرا ان «الطريقة التي ستتحرك فيها ستكون حاسمة».