
صنعاء – «وكالات» : دعا عدد من الشباب اليمنيين للتظاهر الثلاثاء احتجاجا على ما أسموها "اعتداءات" الحوثيين، بينما أصيب شخصان على الأقل في هجوم بالقنابل استهدف منزل وزير الإدارة المحلية اليمني عبد الرقيب فتح.
وقالت تقارير صحافية إن هناك دعوات لمجموعة من الشباب قالوا إنهم سيتجمهرون في الجامعة وفي ساحة التغيير "رفضا لما تقوم به جماعة الحوثي من "اعتداءات وتضامنا مع عدد من المختطفين".
وبيّنت أن الساعات القادمة يمكن أن تشهد توترا، وربما أعمالا للعنف كالأيام السابقة التي تميّزت برفض للسياسات التي يتعامل بها الحوثيون مع المظاهرات السلمية، وخاصة مع طلاب جامعة صنعاء.
وخرجت في الأيام الماضية في العاصمة اليمنية ومدن أخرى عدة مظاهرات رافضة لجماعة الحوثي وسيطرتها على مفاصل الدولة، ومؤيدة للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، بينما تعيش البلاد بلا رئيس أو حكومة.
وقد أشارت بعض التقارير إلى إصابة متظاهرين بعد هجوم مسلحين حوثيين على المتظاهرين في صنعاء.
على صعيد مواز، أصيب شخصان -على الأقل- جراء انفجار وقع أمام منزل وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية المستقيلة عبد الرقيب فتح في العاصمة صنعاء مساء الاثنين.
وحسب مصادر مقربة من الوزير، فإن الهجوم نفذه مجهول على فناء منزل الوزير، الذي رفض أن يتولى الحوثيون حراسته الشخصية مقابل إنهاء فرض الإقامة الجبرية عليه وعلى أسرته.
وكان عبد الرقيب فتح قد طالب الأحد الجهات المختصة ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل لرفع الحصار المفروض على منزله بالعاصمة من قبل مسلحي جماعة الحوثي.
وعبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حمّل فتح جماعة الحوثي مسؤولية ما قد يتعرض له أو أفراد أسرته، رافضا أي حماية من أي جهة كانت.
ووصف الوزير المستقيل ما يتعرض له بأنه "إجراء مخالف للقانون، ولا يستند إلى أي شرع"، مؤكدا أنه "واقع تحت الإقامة الجبرية".
يشار إلى أن يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين شهدا اشتباكات شرسة متقطعة بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحين حوثيين في عدة مواقع بصنعاء، بينها محيط منزل الرئيس هادي، انتهت بسيطرة الحوثيين على قصر الرئاسة في العاصمة التي اجتاحها مسلحون حوثيون يوم 21 سبتمبر الماضي قبل أن يتوسعوا إلى محافظات شمالية وغربية.
وعلى صعيد منفصل نقل موقع الصحوة نت الإخباري اليمني عن مصادر عسكرية وأمنية بمدينة الحديدة أن سفينة إيرانية اقتربت من ميناء المدينة وهي تحمل على متنها ستين ألف طن من الوقود لإيصالها إلى جماعة الحوثي.
وأوضحت المصادر -التي لم يكشف عنها- أن السفينة هي أول شحنة من نوعها للحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي.
وذكر الموقع أنه سبق للحوثيين أن استولوا على ميناء الحديدة وعزلوا المسؤول فيه القبطان محمد إسحاق، وعينوا مكانه شخصا مواليا لهم يدعى جمال عايش.
وقال الصحفي عبد الحفيظ الحطامي من الحديدة إن مصادر عسكرية وأمنية ومن داخل الميناء أكدت الاثنين النبأ، كما نقل عنها القول إن السفينة روسية وعلى متنها وقود إيراني، وإنه من المقرر أن تصل خلال الساعات القليلة القادمة إلى الميناء.
وأضاف أن وصول هذه الشحنة يعد مؤشرا على نية الحوثيين اقتحام مأرب، مشيرا إلى أن قبائل شبوة ومأرب ستقطع إمدادات الغاز والنفط في حال اندلاع الحرب هناك، مما يدفع الحوثيين الآن إلى البحث عن مصادر أخرى، حيث يبدو أن الحديدة هي المتنفس الوحيد للحوثيين لكونها المصدر الرئيس للغذاء والوقود في البلاد.
وكانت السلطات اليمنية قد أعلنت في فبراير 2013 عن ضبط السفينة الإيرانية "جيهان واحد" وعلى متنها عشرات الأطنان من الأسلحة المتطورة القادرة على إسقاط طائرات عسكرية ومدنية.
وقال مسؤول أمني آنذاك إن السفينة كانت متوجهة إلى ميناء المخا المطل على البحر الأحمر، وإن الأسلحة كانت متجهة للحوثيين.
ونفت إيران حينها بشكل قاطع علاقتها بالشحنة، كما وصفت وزارة الخارجية الإيرانية تأكيدات وتقارير يمنية بأنها "غير مسؤولة ولا تخدم مصالح أي من البلدين".
سياسيا اكد الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي امس دعم الجامعة للجهود التي يبذلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من أجل استعادة الأمن والاستقرار باليمن.
ودعا العربي خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية اليمن عبد الله محمد الصايدي الى ضرورة تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق الشراكة والسلم وما نصت عليه مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية باعتبارها تشكل الأساس اللازم لانجاز الحل السياسي السلمي للأزمة اليمنية.
وقال العربي وفق بيان صادر عن الجامعة ان مباحثاته مع وزير خارجية اليمن تطرقت الى الجهود المبذولة من قبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر وما يمكن لجامعة الدول العربية ان تقدمه لمساعدة اليمنيين على الخروج من نفق الأزمة الحالية.
من جانبه قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى الجمهورية اليمنية جمال بن عمر انه ما تزال هناك امكانية لتجاوز الازمة في اليمن والمضي قدما في العملية السياسية. وأكد بن عمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من صنعاء الليلة قبل الماضية خلال احاطة مجلس الامن بالتطورات في اليمن انه على اتصال دائم مع كافة الاطراف السياسية وفقا للمرجعية التي أسست لها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلام والشراكة وماتبقى من الية تنفيذ المبادرة الخليجية.