
موسكو – «وكالات»: بدأت الأربعاء في العاصمة الروسية موسكو محادثات بين موفدين يمثلون الرئيس السوري بشار الأسد وآخرين من معارضة الداخل السوري، بهدف بحث إمكانية استئناف الحوار.
وتغيّب عن الاجتماع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهو تحالف وطني للمعارضة يتخذ من مدينة إسطنبول التركية مقرا له.
واستبعد هذا التحالف أي مشاركة في المحادثات التي يرى أنها ينبغي أن تُعقد «برعاية الأمم المتحدة وفي دولة محايدة، وليست روسيا التي تدعم نظام الحكم القائم».
ويمثل معارضة الداخل في محادثات موسكو 32 عضواً من مختلف مجموعات المعارضة التي يتسامح معها النظام.
ويرأس وفد سوريا الرسمي المكون من ستة أعضاء، ممثلها لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، بعد أن خففت دمشق مستوى تمثيلها في الاجتماع الذي كان مقررا في وقت سابق أن يقوده وزير الخارجية وليد المعلم أو نائبه فيصل المقداد، وذلك -على ما يبدو- كرد على عدم حضور شخصيات أو أطراف وازنة من المعارضة.
واعرب الجعفري عن الامل في ان يتسم اللقاء التشاوري ب «الجدية» لاسيما بعد ان استجابت الحكومة السورية لكل المبادرات العربية والدولية لحل الازمة السورية.
وقال الجعفري في كلمة له خلال اللقاء الذي يعقد لليوم الثالث على التوالي خلف ابواب مغلقة ان «الحكومة السورية استجابت لكل المبادرات العربية والدولية من اجل معالجة الازمة وتعاونت معها بشكل كامل».
واضاف وفق ما ذكرته مصادر مقربة من اللقاء « ان هدف المشاورات يكمن في تبادل الافكار والاراء لبلورة اسسس مواصلة الحوار السوري السوري في دمشق».
وشدد على اهمية ان يرتكز هذا الحوار الى الثوابت الوطنية المتمثلة في احترام السيادة الوطنية ووحدة اراضي سوريا واحترام ارادة الشعب السوري وسيادة القانون والتصدي للارهاب.
من جانبه قال امين سر هيئة التنسيق ماجد حبو في تصريح لاذاعة صوت روسيا ان المعارضة ستقدم خلال اللقاء مع وفد الحكومة ورقتين احداهما تتعلق بضرورة معالجة الازمة بالوسائل السياسية فيما تتعلق الاخرى بالجوانب الانسانية على اختلافها وخاصة وقف العنف وعمليات القصف وادخال المساعدات الانسانية ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة وعدم استهدف المدنيين والافراج عن المعتقلين.
واضاف حمو ان لقاء موسكو يندرج في اطار الخطوات الهادفة لاحياء العملية السياسية بعد ان هيمن العمل العسكرية بعد فشل مؤتمر جنيف.
وشارك في اللقاء رئيس حركة التحرير والتغيير قدري جميل وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب سمير هواش وامين سر هيئة التنسيق ماجد حبو والامين العام المساعد لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي عبد المجيد حمو وممثل تيار الطريق السلمي فاتح جاموس اضافة الى ممثلي القبائل وغيرهم.
وكانت السلطات الروسية وجهت الدعوة ل 30 شخصية سورية معارضة بصفتة شخصية للمشاركة في اللقاء الذي تجري فعالياته في بيت الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية.
واعلنت روسيا في بيان رسمي ان هدف استضافتها اللقاء يكمن في تمكين الاطراف من العمل على بلورة نهج من شأنه ان يسهم في وقف سفك الدماء بين الاشقاء ووضع نهاية لمعاناة الشعب السوري وتوحيد الجهود لمكافحة التطرف والارهاب وتسوية الازمة بالوسائل السياسية.
وتعتبر هذه المحادثات الأولى بين أعضاء من المعارضة -لا سيما ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي- والأكراد ومسؤولين عن النظام منذ فشل محادثات جنيف2، في فبراير 2014.
غير أن أحد المعارضين المشاركين في المحادثات أقر بتواضع الطموحات نظراً لغياب معارضة الخارج التي يمثلها الائتلاف الوطني.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن هذا المعارض -الذي قالت إنه رفض الكشف عن اسمه- تأكيده أنهم حضروا بلائحة من عشر نقاط. وأضاف أنه «لتجنب ارتكاب الخطأ نفسه الذي ارتُكب في جنيف2، لن نطرح في بادئ الأمر مسألة تشكيل حكومة انتقالية».
وتابع «بين أولويات المعارضة التي ستطرح في موسكو: وقف القصف والإفراج عن السجناء السياسيين لا سيما النساء والأطفال، ووضع آليات لنقل المساعدة الإنسانية».
وتأتي مبادرة موسكو بعد نحو عام على مؤتمر جنيف2 لمحادثات السلام الذي عقد بين أطراف الأزمة السورية تحت إشراف الأمم المتحدة وقوى دولية، وبعد أيام من اجتماع للمعارضة في القاهرة.
وفي مقابلة مع مجلة «فورين أفيرز» الأميركية نُشرت الاثنين، قدّم الرئيس السوري دعمه للقاءات مع التشكيك في الوقت نفسه بشرعية بعض المشاركين.
وقال الأسد «ما يجري في موسكو ليس مفاوضات حول الحل، إنها مجرد تحضيرات لعقد مؤتمر، أي كيفية التحضير للمحادثات». لكنه أردف متسائلا «مع من نتفاوض؟ لدينا مؤسسات وجيش وتأثير، أما الأشخاص الذين سنتفاوض معهم فأي جهة يمثلون؟».