
عواصم – وكالات : تتواصل منذ منتصف الليلة قبل الماضية الغارات الجوية التي تشنها عشر دول بقيادة السعودية تحت اسم "عاصفة الحزم" على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في مناطق مختلفة من اليمن.
وأفاد مراسلون من اليمن أن الغارات المتواصلة شملت مواقع عسكرية بصنعاء إضافة إلى المطار، وقد دمرت أربع طائرات للحوثيين.
كما استهدفت الغارات مخازن للأسلحة في صنعاء ومقر قيادة قوات الاحتياط في جنوب صنعاء.
في حين اشتعلت النيران في دار الرئاسة بصنعاء التي استولى عليها الحوثيون إثر قصف جوي.
وشمل القصف أيضا غرفة العمليات المشتركة للقوات الجوية في صنعاء ومعسكر ريمة حميد بمنطقة سنحان معقل الرئيس المخلوع جنوب صنعاء وقاعدة العند الجوية شمال عدن.
وبالامس أعلن مصدر رسمي سعودي أن القوات الجوية المشاركة في عملية "عاصفة الحزم" التي نفذتها الطائرات السعودية المقاتلة في وقت مبكر صباح الخميس على معاقل الحوثيين في اليمن نتج عنها تدمير عدد من المواقع العسكرية في العاصمة صنعاء وأخرى في جنوب البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن الضربة الجوية الأولى نتج عنها تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل في صنعاء وقاعدة الديلمي وبطاريات صواريخ سام وأربع طائرات حربية بالعاصمة، دون أي خسائر في القوات الجوية السعودية.
كما استهدف الطيران الحربي السعودي قصر الرئاسة اليمنية بصنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون ومطار العاصمة، وعدة معسكرات، وقاعدة العند الجوية جنوب اليمن القريبة من عدن، والتي تخضع لسيطرة جماعة الحوثي. وتحدثت مصادر عن مقتل وجرح عشرات من الحوثيين، وأن القصف استهدف أيضا منزل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في العاصمة.
وشمل القصف أيضا غرفة العمليات المشتركة للقوات الجوية في صنعاء ومعسكر ريمة حميد بمنطقة سنحان معقل علي صالح جنوب صنعاء.
ووصل وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان الليلة قبل الماضية إلى مركز عمليات القوات الجوية لقيادة عملية عاصفة الحزم التي انطلقت عملياتها بأمر من الملك سلمان بن عبد العزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية السعودية في تمام الساعة 12 منتصف الليل.
وبدأت الدول العربية -وعلى رأسها السعودية- توجيه ضربات عسكرية لمواقع تتبع مليشيات تابعة للحوثيين الذين سيطروا على مفاصل ومؤسسات الدولة اليمنية.
وأكد بيان لدول الخليج -ما عدا عُمان- الاستجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بردع العدوان الحوثي.
وصدر بيان لدول السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت تناول فيه بالتفصيل الأزمة اليمنية وانقلاب الحوثيين على الشرعية.
كما أعلنت مصر دعمها سياسياً وعسكرياً التحالف الداعم للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأعلنت المغرب تضامنها الكامل مع السعودية ودول التحالف، وأعلنت الأردن والسودان وباكستان رغبتها المشاركة في عاصفة الحزم.
وأعلنت السلطات السعودية الخميس أن كلا من مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر) باستثناء عُمان.
وأرسلت الإمارات ثلاثين طائرة مقاتلة إلى السعودية، وتعهد الأردن بإرسال ست طائرات للمشاركة في العملية في اليمن.
وأعلنت الرياض أن عملية "عاصفة الحزم" ستستمر حتى تحقق أهدافها. وأن العملة تأتي استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحماية اليمن وشعبه "من عدوان المليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق".
جاء هذا في بيان مشترك أصدرته دول الخليج دون السلطنة، ونشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية في وقت مبكر من صباح الخميس.
وأكدت دول الخليج أن قرارها، القيام بعاصفة الحزم، جاء بعد استنفادها الطرق السلمية والحوار لحل الأزمة.
وكان سفير السعودية لدى الولايات المتحدة، عادل بن أحمد الجبير، قد أعلن ليل أمس الاول أن المملكة وتحالفاً من أكثر من عشر دول بدأت عملية عسكرية باليمن استجابةً لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية.
وأضاف الجبير أن طبيعة العملية العسكرية محددة ومصممة "لحماية الشعب اليمني وحكومته الشرعية من الانقلابين والمليشيا الحوثية العنيفة والمتطرفة".
من جانبه أكد وزراء الخارجية العرب بجلستهم امس في شرم الشيخ المصرية على دعم عملية "عاصفة الحزم".
وفي الاجتماع الوزاري -التحضيري للقمة العربية المزمعة نهاية الشهر في مصر- اعتبر وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أن اليمن يمر بظروف صعبة لاستمرار المليشيات الحوثية باللجوء للعنف، موضحا أن ذلك تطلب سرعة التحرك واتخاذ التدابير لإعادة الأمن والاستقرار لليمن وفقا لقرارات مجلس الأمن وقرارات الجامعة العربية واستجابة لطلب الرئيس اليمنى وتقديم مساعدة فورية عربية لحماية اليمن.
وشدد على ضرورة مواجهة التهديدات التي قام بها الحوثيون على الأراضي اليمنية مما يعد تهديدا للأمن القومي الخليجي والعربي، لافتا إلى أنه تم اتخاذ خطوات طبقا لمعاهدة الدفاع العربي المشترك وميثاق مجلس التعاون الخليجي وقرارات الجامعة العربية والتي أقرت الحق الطبيعي للدول للدفاع عن نفسها وعن السلم والأمن.
من جانبه أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الأمن القومي العربي كان وما زال يواجه تحديات كبيرة تتعلق باستعادة دور الدولة في منطقتنا للحيلولة دون توسع الصراعات والنزاعات الطائفية، والتي ضاعفت التحدي الذي يمثله خطر "الإرهاب".
وأكد شكري أن ما تشهده الساحة اليمنية من تطورات بالغة الخطورة لم تكن لتقف عند حدود اليمن إن لم يتم تداركها من خلالِ تحرك سريع وفاعل، معربا عن تأييد بلاده واستعدادها للمشاركة في عملية عاصفة الحزم التي تقودها الدول الخليجية.
ولفت إلى أن مصر أعلنت عن دعمها السياسي والعسكري للعملية، وكذلك عن ترتيب المشاركة مع الائتلاف بقوة جوية وبحرية مصرية وقوة برية إذا لزم الأمر "على ضوء مسؤولية مصر التاريخية والراسخة تجاه الأمن القومي العربي وأمن الخليج العربي".
من جانبه أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تأييد الجامعة لـ"عاصفة الحزم ضد الحوثيين بمشاركة عدد من الدول العربية".
وقبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب عقد اجتماع لوزراء خارجية لدول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى وزيري الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الأردني ناصر جودة، في الاجتماع الذي خصص للتشاور وتبادل الرؤى بشأن مستجدات الأحداث في اليمن.