
عدن – وكالات : اجرى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إقتراعا امس على مشروع قرار يضع نجل الرئيس اليمني السابق وزعيما بارزا للحوثيين في القائمة السوداء ويفرض فعليا حظرا على السلاح إلي المتمردين الذين يسيطرون على معظم اليمن.
وامتنعت روسيا عن التصويت ولم تستخدم حق النقض ضد المشروع الذي قدمه الاردن ودول عربية خليجية أعضاء بالمجلس. وكانت روسيا قدمت إقتراحا لم يلق قبولا أثناء المفاوضات بأن يدعو المشروع إلي وقف فوري لإطلاق النار وأن يشمل حظر السلاح حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقال الدبلوماسيون إن مشروع القرار ينص على فرض تجميد عالمي للأصول وحظر على السفر على أحمد صالح الرئيس السابق للحرس الجمهوري في اليمن وعبد الملك الحوثي وهو زعيم بارز لجماعة الحوثيين الشيعية.
وكان مجلس الأمن قد وضع والد صالح -الرئيس السابق على عبد الله صالح- وزعيمين آخرين بارزين للحوثيين هما عبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم في القائمة السوداء في نوفمبر. ويقاتل جنود يمنيون موالون للرئيس السابق الي جانب الحوثيين.
وقال الدبلوماسيون إن مشروع القرار يتضمن حظرا على السلاح إلي الرجال الخمسة و»اولئك الذين يعملون بالنيابة عنهم أو بتوجيهات منهم في اليمن» وهو ما يعني فعليا الحوثيين والجنود الموالين لصالح.
ويدعو المشروع أيضا «الدول الأعضاء وخصوصا الدول المجاورة لليمن إلي تفتيش ... كل الشحنات الي اليمن» إذا كان لديها اسباب معقولة للاعتقاد بانها تحتوي على أسلحة متجهة الي البلد الفقير الواقع في جنوب شبه الجزيرة العربية.
ويطالب جماعة الحوثيين بوقف القتال والانسحاب من المناطق التي استولوا عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء. ويعبر أيضا عن القلق «للأعمال المزعزعة للاستقرار» من جانب الرئيس السابق صالح «بما في ذلك دعم أعمال الحوثيين.»
وفي وقت سابق هذا الشهر قدمت روسيا مشروع قرار من جانبها يطالب «بتوقفات إنسانية منتظمة وإلزامية في الضربات الجوية للائتلاف» بما يسمح بإجلاء الاجانب. ويناشد مشروع القرار المقدم من الأردن والدول العربية الخليجية جميع الأطراف تسهيل إجلاء الأجانب.
ميدانيا قالت فصائل مسلحة في جنوب اليمن يوم الثلاثاء إنها صدت الحوثيين المدعومين من إيران على عدد من الجبهات بعد ثلاثة أسابيع من الغارات الجوية التي تقودها السعودية على الحركة الشيعية الشمالية.
وفي مدينة عدن الساحلية التي شهدت لقرابة ثلاثة أسابيع معارك عنيفة في الشوارع انسحب المسلحون الحوثيون من حي خور مكسر الذي يضم مطارا دوليا وعددا من البعثات الأجنبية.
ويحرم الانسحاب الحوثيين من جسر يوصل إلى أحياء وسط المدينة حيث يواجهون مقاومة شديدة من المقاتلين المحليين.
وتقصف السعودية وحلفاؤها من الدول العربية السنية الحوثيين في محاولة لطردهم وابعادهم عن عدن آخر مدينة رئيسية في اليمن موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فر إلى الرياض.
وينظر إلى الصراع في اليمن بشكل كبير على انه حرب طائفية بالوكالة بين السعودية السنية وإيران الشيعية. وتقول الرياض إنها تحمي هادي وحكومته من الحوثيين لكن السعودية تشعر بالقلق أيضا إزاء الاضطرابات التي طال أمدها في جارتها الجنوبية.
ويواجه هادي وداعموه السعوديون أيضا معارضة قوية من الجنود الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وهو سياسي مخضرم تحالف مع الحوثيين خصوم الامس.
ويشكل أيضا تنظيم القاعدة الذي نفذ تفجيرات انتحارية ضد الحوثيين تهديدا لاستقرار اليمن. ويهدد القتال أيضا ممرات الشحن البحري القريبة ومضيق باب المندب الذي يمر عبره حوالي اربعة ملايين برميل نفط يوميا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
وقالت مصادر من فصائل الجنوب إن مقاتليها بسطوا سيطرتهم على قاعدة مشاة موالية للحوثيين بعد قتال شرس الاثنين قرب منشأة بلحاف للغاز الطبيعي المسال في محافظة شبوة المطلة على بحر العرب في جنوب اليمن.
وسيطر مسلحون قبليون الثلاثاء على منشأة بلحاف الاستراتيجية لانتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال في جنوب اليمن المملوكة جزئيا من قبل شركة توتال الفرنسية، وذلك بعد انسحاب قوة الجيش الموكلة حمايتها، بحسبما افاد مصدر عسكري.
واتى هذا التطور فيما اعلنت شركة اليمن للغاز الطبيعي المسال انه تم وقف جميع عمليات الانتاج والتصدير من هذه المنشأة الوحيدة للغاز المسال في اليمن الذي يشهد نزاعا محتدما بين الحوثيين وحلفائهم وانصار الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي.
وقال المصدر العسكري لوكالة فرانس برس ان «مسلحين قبليين سيطروا على منشأة بلحاف بعد انسحابنا منها». وينتمي المصدر الى القوة العسكرية التي كانت تقوم بحماية المنشأة.
من جانبه، قال شيخ قبلي لوكالة فرانس برس ان «ال400 جندي الذين كانوا ينتشروا في المنشأة القوا السلاح وانسحبوا ودخل رجالنا الى المنشأة والميناء والى مكاتب شركة اليمن للغاز الطبيعي المسالط.
واكد الشيخ ان دخول المسلحين «يهدف الى ضمان امن المنشأة وحمايتها» خصوصا من اعمال النهب.
من جانها، قالت شركة اليمن للغاز الطبيعي المسال في بيان انه نظرا الى «التدهور الجديد للوضع الامني حول بلحاف»، قررت «وقف جميع عمليات الانتاج والتصدير واجلاء الموظفين».
وتقع بلحاف على شواطئ محافظة شبوة الجنوبية المطلة على خليج عدن والتي تشهد معارك ضارية بين الحوثيين وانصار هادي.
وتملك شركة توتال الفرنسية 40% من شركة اليمن للغاز الطبيعي المسال التي بدأت بتصدير الغاز من بلحاف في 2009.
الا ان الشركة الفرنسية اكدت على لسان المتحدث باسمها في باريس انها لا تقوم بتشغيل منشأة بلحاف بشكل مباشر، الامر الذي تقوم به شركة اليمن للغاز الطبيعي المسال.
كما ذكرت انه ليس لديها اي موظف اجنبي في اليمن حاليا واشارت الى ان وقف العمليات في بلحاف ناتج عن وضع المنشأة في «وضع الحماية» وليس عن اغلاقها بشكل تام، وهذا يسهل استئناف العمليات فيها بسرعة نسبيا.
وتصدر الشركة الغاز المسال بموجب عقود طويلة الأمد الى الاسواق الاسيوية والاميركية والاوروبية.
وتعد عائدات مشروع بلحلف اساسية بالنسبة لليمن احد افقر دول العالم، اذ تشكل هذه العائدات 30% من ايرادات الدولة اليمنية.
وفي محافظة الضالع بجنوب البلاد قالت فصائل مسلحة إن مقاتليها قتلوا حوالي 40 من الحوثيين والجنود المتحالفين معهم خلال اليوم المنصرم لكن لا يمكن تأكيد ذلك على نحو مستقل.
وفي مدينة الحوطة بمحافظة لحج بالجنوب قالت فصائل مسلحة إنها هاجمت دبابة للحوثيين بقذائف صاروخية وبنادق آلية مساء الاثنين مما أسفر عن مقتل نحو 15 حوثيا.
وتركت معارك الشوارع المستمرة منذ أسابيع أجزاء من مدينة عدن التي كانت مزدهرة ذات يوم في حالة من الخراب وأدت أيضا إلى نقص المياه وإمدادات الغذاء والكهرباء.
لكن سكانا مسلحين يقولون إنهم فرضوا حصارا على جيوب الحوثيين وقوات الجيش الموالية لصالح مما أدى إلى إجبارهم على الاستسلام بالعشرات بعد نفاد الإمدادات.
وقال أحد المقاتلين في خور مكسر لرويترز «لن يهدأ لنا بال حتى نطردهم من كل مناطقنا وأحيائنا.»
وقتل 16 مسلحا من المتمردين الحوثيين ليل الاثنين الثلاثاء في انفجار وكمين في محافظة لحج بجنوب اليمن حيث تستمر المواجهات بين المتمردين والموالين للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وذكرت مصادر عسكرية ان ستة حوثيين قتلوا في كمين نفذه مسلحو المقاومة الشعبية المواليه لهادي ضد مركبة عسكرية منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في شمال مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج.
واكدت تلك المصادر ان المسلحين المناوئين للحوثيين أطلقوا قذيفة آر بي جي على المركبة مما أسفر عن مقتل ستة وإصابة آخر.
وفي وسط مدينة الحوطة، انفجرت دراجة مفخخة وسط تجمع للحوثيين في مقر حكومي مما ادى الى مقتل عشرة منهم واصابة 12 آخرين.
وفي مدينة عدن، تستمر المواجهات العنيفة بين مسلحي الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومسلحي المقاومة الشعبية بحسب مصادر متطابقة.
واستمرت طوال الليل المواجهات في احياء دار سعد وخور مكسر والمعلا والقلوعة.
ودعت مساجد عدن عبر مكبرات الصوت مساء الاثنين وصباح الثلاثاء الحوثيين والقوات الموالية لصالح الى تسليم أنفسهم مقابل الأمان لهم والعفو بحسب سكان من المدينة التي تعاني اوضاعا انسانية بغاية الصعوبة.
وقالت مصادر في اللجان الشعبية الموالية لهادي ان 21 حوثيا كانوا متمركزين في مبنى القنصلية الروسية بمدينة عدن سلموا أنفسهم الى مسجد ابي ذر الغفاري بعد سماعهم الدعوات لتسليم أنفسهم.
وفي صنعاء اقتحم مسلحون حوثيون منزل خالد بحّاح نائب الرئيس اليمني ، ونصبوا فوقه قاذفات صواريخ.
وفي الحديدة (غرب البلاد) أفاد سكان محليون بالمحافظة أن المسلحين الحوثيين انسحبوا امس من مديريتي الزيدية والقناوص بالمحافظة دون أية مواجهات معهم، وأخلوا مقري المجمع الحكومي فيهما بشكل مفاجئ.
وأضافوا أن «الحوثيين غادروا المديريتين واتجهوا إلى محافظة صعدة، حيث معقلهم في الشمال».
في المقابل، تعرضت منازل المواطنين في الضالع (جنوب البلاد)، لقصف من الحوثيين والقوات الموالية لصالح، وألحق القصف أضرارا كبيرة بمنازل وممتلكات المواطنين.
كما أفاد مراسلون من لحج (جنوب شرق العاصمة) بأن مسلحين حوثيين يحاصرون مستشفى ابن خلدون، وأن الطاقم الطبي يطلق نداءات استغاثة.
ويتزامن ذلك مع استمرار طيران تحالف «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية، لليوم العشرين على التوالي، في قصف مواقع الحوثيين، وقوات صالح، في أنحاء متفرقة بالبلاد.
وكان الناطق الرسمي باسم عاصفة الحزم العميد الركن أحمد عسيري قد أكد أمس الاول أن العمليات الجوية تواصل استهداف تجمعات المليشيات الحوثية على جميع الأراضي اليمنية، وأنه تم القضاء على معظم تحركاتهم في عدن، مؤكدا أنهم أصبحوا يلجؤون إلى الطرق الوعرة وبذلك أصبحوا أهدافا سهلة لطيران عاصفة الحزم، أو للكمائن التي تنصبها المقاومة الشعبية على الأرض.
1375