
عواصم – وكالات : قدم مبعوث الامم المتحدة لليمن جمال بنعمر استقالته مع انهيار العملية السياسية تماما فيما اكدت السعودية متابعة التحالف الذي تقوده العملية العسكرية في اليمن التي دخلت اسبوعها الرابع حتى تحقيق اهدافها.
وقالت الامم المتحدة في بيان ان بنعمر، الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى اليمن «اعرب عن رغبته في ترك مهمته». واضاف البيان ان «بديلا منه سيعين في الوقت المناسب».
وكان مسؤول في الامم المتحدة طلب عدم الكشف عن هويته قال ان من بين المرشحين المحتملين لخلافة بنعمر رئيس بعثة الامم المتحدة لمكافحة مرض ايبولا الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد.
وبنعمر دبلوماسي مغربي يبلغ من العمر 58 عاما، وقد اشرف منذ العام 2011 على المحادثات التي افضت الى التوقيع على اتفاق انتقال السلطة وتنحي الرئيس السابق على عبدالله صالح، ثم على المحادثات الداخلية الكثيرة التي بلغت حائطا مسدودا مع سيطرة الحوثيين على السلطة في صنعاء مطلع 2015.
واشار دبلوماسيون الى ان بنعمر تعرض خلال الاسابيع الماضية لانتقادات حادة من انصار الرئيس عبدربه منصور هادي وحلفائه في مجلس التعاون الخليجي خصوصا من قبل السعودية.
وتتهم دول الخليج بنعمر بانه خدع من قبل الحوثيين الذين انخرطوا في محادثات سلام مع مواصلة هجومهم على الارض.
وفي تفسير للخطوة، قال المحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان ان بنعمر «فشل في مهمته» على عدة مستويات.
وقال بدرخان لوكالة فرانس برس ان «الحوار اليمني حاد عن مبادئ المرحلة الانتقالية، كما انه ومنذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر اختل الوضع سياسيا وامنيا خاصة» معتبرا ان الوسيط الاممي «فشل في نقل حقيقة موقف واهداف الحوثيين الى مجلس الامن والمجتمع الدولي».
ويأخذ كثيرون على بنعمر رعايته التوقيع على اتفاق للسلام بمشاركة الحوثيين، بعد ساعات من سيطرتهم على صنعاء في 21 سبتمبر.
كما اعتبر بدرخان ان «انهيار الوضع بما تسبب بتدخل اقليمي، واندلاع حرب اهلية، استدعى هذه الاستقالة».
الا ان نائب الرئيس اليمني المعترف به دوليا خالد بحاح اعتبر في مؤتمر صحافي في الرياض الخميس انه لا يجب تحميل بنعمر مسؤولية فشل اليمنيين.
الى ذلك، دعا بحاح قوات الجيش اليمني الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح والمتحالفة مع المتمردين الحوثيين الى الالتحاق ب»الشرعية».
وقال بحاح، وهو ايضا رئيس وزراء معترف به دوليا لليمن «اوجه ندائي الى كل ابناء القوات المسلحة والامن ان يكونوا في ركب مؤسسة الدولة الشرعية ويحموا الوطن وان يراجع كل ضابط ومسؤول نفسه بالعودة الى جادة الصواب».
وعين بحاح مطلع الاسبوع نائبا لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وكلاهما موجودان في السعودية.
واكد بحاح انه سيقود حكومة مصغرة من الرياض وستكون الاوضاع الانسانية الاولية القصوى بالنسبة لحكومته التي شكلت لجنة وطنية للاغاثة للاهتمام بهذا الجانب.
وقال بحاح «الشعب اليمني بدأ يعاني من اوضع انسانية صعبة ... الامر الذي يستدعي تدخلا دوليا واقليميا عاجلا لتوفير مثل هذه المتطلبات للمواطنين ... قبل ان تتفاقم الازمة وتصل الى مستوى الكارثة الانسانية المحققة».
واضاف «نود التأكيد على أن اولوية الحكومة القصوى هي معالجة الجوانب الانسانية الطارئة التي يعاني منها الشعب اليمني دون تمييز ولهذا قررنا ان تكون من اول خطواتنا انشاء لجنة عليا للاغاثة والتنسيق».
وقال بحاح إنه يأمل في ألا يحتاج التحالف العربي للقيام بحملة برية في اليمن، وأضاف أن الوصول إلى الحوار يتوقف على وقف جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح <عمليات التخريب والقتل وإيقاف كل العمليات العسكرية لاقتحام الجنوب وقتل أبنائه>.
وأضاف بحاح إن حكومته ما زالت تأمل تجنب خوض حرب برية، مشيرا إلى أن أي عملية على الأرض ستتسبب في سقوط مزيد من الضحايا.
وطالب بحاح الحوثيين والرئيس المخلوع بتطبيق القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن فورا ودون إبطاء و>إيقاف العبث بمؤسسات الوطن وتدميرها>.
وردا على سؤال حول طرح مبادرات من أي طرف لحل الأزمة ذكر أنهم لم يتسلموا حتى الآن أي مبادرات بصفة رسمية لحل الأزمة.
إلا أنه قطع بأنه لا حديث عن أي مبادرات إلا بعد وقف الحوثيين والرئيس المخلوع <لأعمال القتل والتخريب وتدمير مؤسسات اليمن وإيقاف كل العمليات العسكرية لاقتحام الجنوب وقتل أبنائه>.
وعين بحاح مطلع الأسبوع نائبا للرئيس هادي، وكلاهما يمارس مهامه من السعودية بعد مغادرتهما لليمن بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وتقدمهم باتجاه عدن كبرى مدن الجنوب.
من جهته، اعلن السفير السعودي في واشنطن ان بلاده وحلفاءها لن يوقفوا الضربات الجوية ضد المتمردين الحوثيين الشيعة طالما لم تحقق هذه الضربات اهدافها.
وقال السفير عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي في السفارة ان «عملية عاصفة الحزم مستمرة حتى تحقق جميع أهدافها وهي حماية الحكومة الشرعية والشعب اليمني وإيجاد حل سياسي قائم على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني».
واضاف ان «العملية الجوية مستمرة وكل الخيارات مطروحة وتدرس والتشاور مستمر حيال مسألة القوات البرية»، مؤكدا ان «المملكة هي أفضل صديق لليمن وحريصة على استقراره وازدهاره» مشيرا الى ان «ازدهار اليمن هو ازدهار للمملكة».
وقال ايضا «بدأنا نرى تصدعات» في قيادة المتمردين اذ ان «قادة قد عادوا الى الجيش النظامي».
واضاف ان اللجان الشعبية المسلحة المدعومة من التحالف «سيحققون نجاحا بقدر ما سيحصلون على الاسلحة».
وبالفعل، استمرت مقاتلات التحالف بشن غارات على مواقع الحوثيين وعلى مواقع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يعد القوة الحقيقية خلف الصعود المثير للجوثيين منذ 2014.
واستهدفت الغارات متمردين في عدن يحاولون التقدم باتجاه مصفاة نفطية في غرب المدينة، كما استهدفت موقعا للحرس الجمهوري يضم مخازن وقود واسحلة في منطقة ارحب شمال صنعاء.
وفي تعز بوسط البلاد، يحاصر الحوثيون وانصار صالح اللواء 35 مدرع الموالي لهادي والمرابط في المطار القديم شمال غرب المدينة.
واكد سكان ان مواجهات عنيفة تدور وتستخدم فيها قذائف الهاون، في محيط مقر اللواء وفي محيط نقاط تفتيش للواء داخل المدينة.
ويفتح القتال جبهة جديدة للحوثيين الذين يخوضون معارك مع فصائل مسلحة في جنوب اليمن ويعطي مؤشرا على أن سيطرة الرئيس السابق علي عبد الله صالح حليف الحوثيين على الجيش ربما ضعفت.