
عواصم – وكالات : اسقط مجهولون عددا من تماثيل لينين في شرق اوكرانيا الناطق بالروسية بينما تخوض هذه الجمهورية السوفياتية السابقة نزاعا مع روسيا وتسعى للتخلص من ماضيها الشيوعي.
ويظهر في تسجيل فيديو وضع على موقع لموالين لكييف في يوتيوب ملثمين يقومون باسقاط تمثالين لزعيم الثورة البلشفية بالطريقة نفسها ليل الجمعة السبت في خاركيف اكبر مدينة صناعية. وهم يربطون كابلا في قمة التمثال ثم يسقطون التمثال بسحبه.
وقبل اسبوع عرض فيديو مماثل لاسقاط ثلاثة تماثيل في خاركيف ايضا.
واسقط تمثالان آخران للينين الجمعة في مناطق تسيطر عليها القوات الاوكرانية احدهما في كراماتورسك في منطقة دونيتسك والثاني في ستانيسكا لوغانسكا المجاورة للوغانسك.
وكان البرلمان الاوكراني اقر في التاسع من ابريل قانونا يحظر اي «دعاية للانظمة الشمولية الشيوعية والنازية» بعد اشهر من الازمة مع روسيا التي اعادت ابراز الارث المعقد من الحرب العالمية الثانية والاتحاد السوفياتي والقوميين في اوكرانيا.
ويدين النص «الانظمة الشمولية الشيوعية والنازية في اوكرانيا» ويحظر «اي انكار علني...لطابعها الاجرامي» وكذلك اي «انتاج» و»نشر» و»استخدام عام» لرموزها الا لاغراض تعليمية او علمية او في المقابر.
ووصفت روسيا الحظر بانه «اسلوب توتاليتاري». وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان «كييف استخدمت حقا اساليب توتاليتارية عبر شن هجوم على حرية التعبير والراي والضمير».
كما اتهمت اوكرانيا ب»اعادة كتابة التاريخ» بعد ان صوت برلمان اوكرانيا الخميس على قرار يحظر الرموز الشيوعية بهدف القطيعة مع ماضي البلاد السوفياتي.
وعلى صعيد منفصل قال زعيم الانفصاليين في شرق أوكرانيا، ألكسندر زخارشنكو، إن اتفاق مينسك للسلام قد يمنى بالفشل ما لم تعترف كييف باستقلال المناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين.
وأوضح زخارشنكو، لبي بي سي، إنه يريد توسيع الجمهورية المعلنة من طرف واحد التي يرأسها في دونيستك.
وأضاف أن اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار الذي رعته الدول الغربية لم تنفذه الحكومة الأوكرانية بصور دقيقة.
وقال «أوكرانيا لا ترغب في حل جميع القضايا»، مضيفا «إذا أردت حل مشكلة ما، عليك أن تتحرك قدما لذلك، وحل كل شيء مدرج (في الاتفاق).»
وتابع «إذا لم يحدث ذلك، فلن ينفذ اتفاق مينسك، ويجعل كل الاجتماعات في مينسك بلا جدوى.»
واتهم زخارشنكو كييف بالاستعداد للحرب، وهي التهمة التي نفتها كييف.
وأضاف «وفقا للمعلومات التي تلقيناها، قد تثير كييف ثانية الصراع قريبا جدا، وتهاجم دونيستك أو أي مدينة أخرى في جمهورية دونيستك الشعبية.»
ووفقا لاتفاق مينسك المدعوم من الغرب، قالت الحكومة في أوكرانيا إن الشرق الواقع على سيطرة المتمردين سيظل جزءا من البلاد.
وتصاعدت حدة أعمال العنف في دونيستك ومناطق شرقية أخرى في الأشهر الأخيرة
لكن زخارشنكو أصر على أنه يجب الاعتراف قانونيا باستقلال الإقليم.
وقال «توقفت أوكرانيا عن دفع أموال الرعاية الاجتماعية والمعاشات وأموال أخرى يجب على أي دولة دفعها لمواطنيها.»
وأضاف «لم يقوموا بهذا، لذلك هم اعترفوا -على أرض الواقع- بنا.»
ويقول مراسلون إن دوي القصف سمع على مدار هذا الأسبوع في وسط دونيستك، وهو ما يمثل مؤشرا على عدم قدرة اتفاق مينسك على إقرار السلام في المنطقة.
وكان يعتقد إلى حد كبير بأن الجانبين قد التزما بوقف إطلاق النار، حتى تصاعدت حدة القتال مؤخرا بالقرب من دونيستك ومدينة شيروكيني.
ويدعي الجانبان بأنهما قد سحبا أسلحتهما الثقيلة من خط التماس، لكنهما تبادلا الاتهامات بالتخطيط لهجمات جديدة وتعزيز آلياتهما العسكرية.
وفي يوم الجمعة، قالت مفوضية هيومان رايتس ووتش التابعة للأمم المتحدة إن ما لا يقل عن ستة آلاف و116 شخصا قتلوا منذ بداية اندلاع القتال منذ عام مضى.