
عواصم – وكالات : بدأ وسيط الامم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا بعد ظهر الثلاثاء مشاورات منفصلة مع كل من ممثلي اطراف النزاع السوري في محاولة لاستئناف المفاوضات التي وصلت الى طريق مسدود.
واوضح دي ميستورا للاعلام «نبدا اليوم سلسلة نقاشات مباشرة مع اكبر عدد ممكن من الجهات الضالعة في النزاع السوري» لتقييم امكانات بدء جولة جديدة من المفاوضات.
والمحادثات ستمتد على مدى خمسة الى ستة اسابيع او حتى اكثر اذا لزم الامر.
واضاف «في اواخر يونيو (...) سنجري تقييما للوضع ونتخذ قرارا بخصوص المرحلة التالية».
واكد عدة مرات ان المحادثات ليست على مستوى مؤتمر دولي ثالث في جنيف.
واشار الى الطابع الطارئ للوضع معتبرا انه «يجب مضاعفة الجهود» لايجاد حل سياسي للنزاع السوري الذي يعتبر «الماساة البشرية الافظع منذ الحرب العالمية الثانية من حيث اثرها الاقليمي».كما اكد «َضرورة عدم التخلي» عن «التصميم» على حل الازمة.
وتم عقد اول جلسة مشاورات بعد ظهر الثلاثاء بحسب قوله، رافضا الكشف مسبقا عن هوية محاوريه.
بالاجمال يتوقع ان يلتقي الوسيط ممثلي الحكومة السورية واكثر من 40 طرفا سوريا وحوالى 20 جهة اقليمية ودولية.
وبين السوريين الذين سيلتقيهم «اطراف سياسية وعسكرية ونساء وضحايا وزعماء دينيون» وكذلك ممثلون عن المجتمع المدني والشتات السوري.
والى جانب الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، دعيت دول المنطقة التي لديها نفوذ على اطراف النزاع.
وفي هذا الاطار دعيت ايران التي كانت استبعدت عن مؤتمرين دوليين حول سوريا نظمتهما الامم المتحدة في 2012 و 2014، وكذلك دعيت السعودية وتركيا.
واكد دي ميستورا ان المجموعات التي تعتبرها الامم المتحدة «ارهابية» مثل جبهة النصرة او تنظيم الدولة الاسلامية لم تتم دعوتها الى مؤتمر جنيف.
وهدف المحادثات معرفة ما اذا كانت الاطراف المتحاربة «مستعدة للانتقال من مرحلة المشاورات الى مفاوضات» استنادا الى اعلان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012.
واعلان جنيف وثيقة وقعتها القوى الكبرى في 30 يونيو 2012 كخطة للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع في ختام اول مؤتمر دولي حول النزاع السوري اطلق عليه «جنيف-1». لكن هذه الوثيقة بقيت حبرا على ورق.
كما ان مؤتمر جنيف-2 تحت رعاية الوسيط السابق للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي انتهى في فبراير 2014 الى طريق مسدود.
ميدانيا أفادت مصادر امس بأن المعارضة السورية المسلحة تمكنت من السيطرة على بلدة القحطانية في ريف القنيطرة، كما سيطرت على حاجزين لقوات النظام بريف إدلب.
وقالت المصادر إن سيطرة قوات المعارضة على القحطانية جاءت بعد انسحاب ما تبقى من مقاتلي ما يُعرف <بجيش الجهاد>، الذي يُعتقد أنه ينتمي لتنظيم الدولة، إلى بلدة الصمدانية بريف القنيطرة.
وأكدت كل من ألوية الفرقة، وحركة أحرار الشام، وجيش الإسلام، وجيش اليرموك، وجبهة النصرة، والجيش الأول، وفرقة أحرار نوى، سيطرة مقاتليها على البلدة التي قالت إنها تعد آخر معاقل تنظيم جيش الجهاد في المنطقة.
يذكر أن المعارك في ريف القنيطرة بين المعارضة والفصائل التي يعتقد أنها موالية لتنظيم الدولة اندلعت الأسبوع الماضي، حيث نجحت قوات المعارضة في طرد هذه المجموعات من بلدات العدنانية والحمدانية والقنيطرة المهدمة ورسم شولي.
وقبل ذلك، سيطرت قوات المعارضة السورية على حاجزي <تل بثينة> و>بيوت عبد الحميد> بريف إدلب بعد معارك مع قوات النظام.
وتعود أهمية هذه المواقع إلى أنها تشكل المدخل الشرقي لمدينة <أريحا>، التي أصبحت مكشوفة لقوات المعارضة المسلحة، إذ تسعى المعارضة إلى السيطرة على هذه المدينة بعد سيطرتها على مدينتي إدلب وجسر الشغور.
وفي ريف حمص الشمالي، أعلنت قوات المعارضة سيطرتها على حواجز الديك وزكبو والمداجن وبيت القرميد بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.
وكانت قوات المعارضة أعلنت أنها أطلقت معركة للسيطرة على مواقع تمركز قوات النظام غرب مدينة تلبيسة تحت عنوان <وكان حقا علينا نصر المؤمنين>.
وفي تطور ميداني آخر، أفاد مراسلون بأن ثلاثة أشخاص قُتلوا في قصف لقوات النظام السوري على مدينة خان شيخون بريف إدلب، بعد يوم من مقتل 59 شخصا في غارات للطيران الحربي على عدد من المناطق السورية.
وفي وقت سابق أمس الاول، بث التلفزيون الحكومي السوري صورا لثلاث جثث قال إنها لمنفذي انفجارين في حي ركن الدين وسط العاصمة دمشق الاثنين.
وبحسب مواقع موالية للنظام، فإن أحد الانفجارين وقع بعبوة ناسفة مركّبة على دراجة نارية وأخرى في الموقع المستهدف، وأعقبت الانفجارين اشتباكات بين مقاتلين من جبهة النصرة وآخرين تابعين للنظام.
وكانت جبهة النصرة قد تبنت التفجيرين اللذين قتل على أثرهما شخص وأصيب آخرون، قالت مصادر إن من بينهم ضابطا كبيرا في جيش النظام.
660