
بغداد - واشنطن «وكالات»: اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» أن تنظيم داعش يملك حالياً تفوقاً عسكريا في الرمادي، وسقوطها سيمثل نصرا دعائيا للمتشددين ولكن التحالف سيدعم القوات العراقية «لاستعادة» المدينة.
وكان البنتاغون اعتبر في وقت سابق أن الوضع في الرمادي العراقية «مائع وملتبس»، وأن المعارك متواصلة في تلك المدينة الاستراتيجية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع مورين شومان في بيان «ما زلنا نراقب التقارير التي تتحدث عن وقوع معارك ضارية»، مضيفة «أن الوضع ما زال متحركا وموضع نزاع، ومن المبكر جدا الادلاء بتصريحات نهائية حول الوضع على الأرض في الوقت الراهن».
فيما تمكن داعش من ضم مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار إلى قائمة المدن الخاضعة لسيطرته، معلنا وبشكل رسمي سقوط محافظة الأنبار اكبر محافظات العراق مساحة ، بعد ان فشلت كل المناشدات الإنسانية والسياسية لأهالي الأنبار في دفع الحكومة الى التحرك لانقاذها من التقدم اللافت للمتطرفين.
وأظهرت مشاهد من مدينة الرمادي هروب قوات الجيش بعرباتهم العسكرية الى قاعدة الحبانية العسكرية.
وفور سقوط الرمادي بيد داعش وجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ميليشيات الحشد الشعبي لدخول محافظة الأنبار بالتنسيق مع الجيش لتحريرها من قبضة التنظيم.
وبحسب مصدر في وزارة الدفاع العراقية فإن عملية دخول الميليشيات ستبدأ خلال الساعات القليلة المقبلة ، فيما ذكرت مصادر محلية بالمحافظة على أن اهالي الرمادي وافقوا على تدخل الميليشيات.
واكدت مصادر عسكرية في الرمادي مركز محافظة الانبار ان داعش فجر المجمع الحكومي وسط الرمادي بالكامل وسط عمليات كر وفر بين التنظيم وبين القوات الامنية وابناء العشائر.
واكدت المصادر ان قيادة العمليات القريبة من المجمع الحكومي في مرمى نيران التنظيم كما ان دائرة مكافحة الارهاب ومقرها القصور الرئاسية التى تضم مجمع المحاكم في مرمى النيران ايضا.
وعلى خلفية هذا التدهور الامني عقد سليم الجبوري رئيس مجلس النواب اجتماعا ضم لجنة الامن والدفاع والهجرة والمهجرين وحقوق الانسان ومسؤولين في المحافظة وقيادات ميليشيا الحشد لمناقشة مطالبة الانبار بمشاركة ميليشيا الحشد في معركة الأنبار
وقد أعلن تنظيم «داعش» ، سيطرته بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار في غرب العراق، في ما يعد أكبر تقدم ميداني له في العراق منذ نحو عام. وقال التنظيم في بيانه إنه تم «تطهير الرمادي كاملة من رجس الصفويين (المفردة التي يستخدمها لوصف القوات العراقية) وأذنابهم بعد اقتحام اللواء الثامن أهم وأكبر معاقل الصفويين فيها، فسيطروا عليه وعلى كتبية الدبابات والراجمات فيه، بالإضافة الى مبنى قيادة عمليات الانبار».
وكان مسؤولون عراقيون ومصادر أمنية أكدوا في وقت سابق انسحاب القوات العراقية من مراكز لها، لا سيما مقر قيادة عمليات الانبار في شمال المدينة. وقال مهند هيمور، وهو متحدث ومستشار لمحافظ الأنبار صهيب الراوي، إن «مقر قيادة عمليات الأنبار أخلي».
إلى ذلك، أفاد مراسل الحدث أن القوات الأمنية المحاصرة في منطقة البوذياب والبوريشة بمدينة الرمادي تناشد بفك الحصار عنها لمنع حدوث مجزرة بحق هذه القوات التي مازالت تقاتل داعش.
في المقابل، طلب رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي من ميليشيات الحشد الشعبي، المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية مسلحة، الاستعداد للمشاركة في معارك محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، لا سيما مدينة الرمادي. وطالب قواته «بالثبات» وعدم السماح لداعش «بالتمدد» في محافظة الأنبار.
يذكر أنه مع مع استحواذ داعش على الرمادي، يكون التنظيم قد بات مسيطراً على ثاني مركز محافظة في العراق بعد الموصل (شمال بغداد) مركز محافظة نينوى والتي كانت أولى المناطق التي سقطت في وجه الهجوم الكاسح الذي شنه في شمال البلاد وغربها في يونيو 2014.
وأتى تقدم التنظيم في الرمادي بعد بدئه مساء الخميس، هجوماً واسعاً. وشمل الهجوم الذي استهدف ايضا جبهات أخرى في الأنبار، العديد من العمليات الانتحارية، ما اتاح للتنظيم السيطرة على مناطق جديدة في الرمادي بينها المجمع الحكومي.