
بغداد - «وكالات»: وصل وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر الخميس الى بغداد للبحث مع مسؤولين سياسيين وعسكريين في المواجهة ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي كثف مؤخرا تفجيراته في العاصمة العراقية ومناطق قريبة منها.
وسيبحث كارتر في زيارته، وهي الاولى منذ تسلمه مهامه في فبراير، في العمليات العسكرية في محافظة الانبار «غرب» ذات الغالبية السنية، حيث يسيطر التنظيم على مساحات واسعة. ويشن طيران الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن، ضربات جوية في المحافظة العراقية الاكبر، لدعم القوات التي تحاول استعادة مدن يسيطر عليها الجهاديون.
كما سيلتقي كارتر جنودا اميركيين موجودين في العراق، مئات منهم في الانبار، ضمن جهود الائتلاف لتقديم المشورة وتدريب القوات العراقية.
يلتقي كارتر الذي وصل صباحا الى مطار بغداد في زيارة غير معلنة رئيس الوزراء حيدر العبادي ونظيره خالد العبيدي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري.
ومن المقرر ان يلتقي كارتر الذي يقوم بجولة في المنطقة، وفدا عشائريا من محافظة الانبار، والتي يسيطر التنظيم على مساحات واسعة منها، لا سيما مدينة الفلوجة «منذ مطلع العام 2014»، والرمادي مركز المحافظة، التي سقطت بيد الجهاديين اثر هجوم واسع في مايو الماضي.
واعلنت القوات العراقية في 13 يوليو، تكثيف عملياتها في الانبار بهدف «تحرير» المحافظة الحدودية مع سوريا والاردن والسعودية. وشن طيران الائتلاف في الاسابيع الماضية، عشرات الغارات في المحافظة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ستيف وارن الذي يرافق كارتر في الزيارة، ان الجهود العسكرية في الانبار تركز حاليا على عزل الرمادي، مقدرا عدد مقاتلي التنظيم المتواجدين فيها بما بين الف والفين.
ولم يحدد المتحدث تاريخ بدء الهجوم المباشر على المدينة، متوقعا ان يتم ذلك خلال «اسابيع» بمشاركة «آلاف» المقاتلين العراقيين، مشيرا الى ان ما تحاول القوات القيام به حاليا هو عزل الرمادي عن محيطها.
ويتواجد مئات الجنود والمستشارين الأمريكيين في قاعدة الحبانية العسكرية الواقعة بين الرمادي والفلوجة، لتقديم المشورة والمساهمة في تدريب ابناء العشائر السنية المناهضة للتنظيم في المحافظة.
واشار وارن الى ان نحو 1800 مقاتل عشائري تلقوا تدريبات وتجهيز كجزء من برنامج التدريب هذا. وسبق للعشائر ان شكت مرارا من ضعف الدعم الحكومي لها وتزويدها بالسلاح.
وتأتي زيارة كارتر الى بغداد ضمن جولة اقليمية شملت حتى الآن السعودية والاردن واسرائيل، وتهدف الى طمأنة حلفاء واشنطن في المنطقة من ان الاتفاق النووي التاريخي الذي ابرمته الدول الكبرى مع ايران سيحول دون قدرة الجمهورية الاسلامية على انتاج سلاح نووي.
وتعد طهران داعما اساسيا للعراق في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية، اذ تربطها علاقة وثيقة بالعديد من الفصائل الشيعية المسلحة التي تقاتل الى جانب القوات الامنية. الا ان طهران لا تشارك في الائتلاف الدولي.
وبحسب وارن، فان الفصائل الشيعية التي تنظر واشنطن بريبة الى تنامي نفوذها في العراق، لا سيما ان بعضها نفذ في الاعوام الماضية عمليات ضد القوات الأمريكية التي كانت متواجدة فيه حتى 2011، تعمل في خط مواز على شن عمليات في محيط الفلوجة «60 كلم غرب بغداد».
وعلى رغم ان القوات العراقية والمسلحين الموالين لها تمكنوا خلال الاشهر الماضية من استعادة مناطق يسيطر عليها التنظيم، الا ان الاخير لا يزال يحتفظ بمدن رئيسية كالموصل كبرى مدن الشمال، والرمادي والفلوجة.
كما ينفذ الجهاديون تفجيرات دامية في بغداد ومناطق قريبة منها.
فقد قتل 21 شخصا على الاقل مساء الاربعاء في ثلاث هجمات استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية في بغداد. واستهدف تفجيران انتحاريان بحزام ناسف نقطة تفتيش للجيش والشرطة في منطقة الشعب في شمال شرق بغداد، بينما انفجرت سيارة مفخخة في سوق شعبية بمنطقة البياع «غرب».
وتبنى التنظيم في بيانين عبر حسابات مؤيدة له على مواقع التواصل، هذه التفجيرات التي اتت غداة مقتل 23 شخصا على الاقل في تفجير سيارتين مفخختين في شرق العاصمة وجنوبها، تبناهما ايضا التنظيم المتطرف.
واتت سلسلة الهجمات في العاصمة بعد اقل من اسبوع على تفجير انتحاري وقع الجمعة في سوق منطقة خان بني سعد «20 كلم شمال شرق بغداد» ذات الغالبية الشيعية في محافظة ديالى، وتبناه التنظيم كذلك.
وادى هذا التفجير الى مقتل نحو 120 شخصا بحسب مصادر طبية ومسؤولين محليين في محافظة ديالى، في ما يعد من اكثر التفجيرات دموية التي ينفذها التنظيم منذ هجومه الواسع في العراق العام الماضي.
وكانت السلطات العراقية اعلنت في يناير «تحرير» محافظة ديالى من تواجد تنظيم الدولة الاسلامية، الا ان الاخير عاود في الاسابيع الماضية تنفيذ تفجيرات انتحارية وبعبوات ناسفة وسيارات مفخخة.