
الرياض - صنعاء - عدن - «وكالات»: استعادت القوات الموالية للحكومة اليمنية أمس الثلاثاء قاعدة العند الجوية، الاكبر في البلاد، من ايدي المتمردين الحوثيين وحلفائهم في ثاني تقدم تحققه بعد احكامها السيطرة على مدينة عدن الجنوبية الشهر الماضي.
من جهته أكد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أن الانتصارات لن تتوقف عند قاعدة العند، مشيرا إلى أنها سوف تستمر بكل قوة حتى تحرير كامل اليمن.
وقال هادي إن الانتصارات تمت بفضل مساندة الأشقاء ورجال المقاومة الشعبية والجيش الوطني.
وكان الرئيس اليمني أعلن، أمس الأول، ساعة الصفر لتحرير قاعدة العند الجوية ومعسكر العند، إضافة إلى محور مثلث العند في محافظة لحج.
وذكرت مصادر رسمية يمنية أن هادي يتابع العمليات العسكرية على كل مستوى الجبهات.
فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في شارع الأربعين وشمال حي عصيفرة وجبل الوحش شمال شرق مدينة تعز.
وقصفت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بالأسلحة الثقيلة الأحياء السكنية في ظل تقدم كبير تحرزه المقاومة الشعبية.
فيما رفض عدد كبير من ضباط الحرس الجمهوري اليمني الموالي للمخلوع صالح المشاركة في عمليات القتال في عدن ولحج ومأرب وسط أنباء عن انشقاقات كبيرة في صفوفهم بعد الهزائم التي تلقتها قواتهم مؤخرا في الجنوب.
وتأتي سيطرة القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي على قاعدة العند اثر هجوم استمر يوما كاملا استخدمت خلاله مدرعات ثقيلة زودها بها التحالف العسكري وغداة نشر مئات القوات من دول الخليج في عدن.
وحيت وزارة الدفاع اليمنية المعترف بها دوليا في بيان هذا «النصر» الذي حققه المقاتلون الموالون لهادي.
واضافت «نؤكد لكم عزمنا واصرارنا ومعنا التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على دعمكم واسنادكم في كل جبهات النضال والمقاومة حتى استعادة الشرعية في كل الأرض اليمنية».
وتتمتع قاعدة العند الجوية التي تبعد 60 كلم شمال عدن، بموقع استراتيجي على الطريق الرئيسي شمالا الذي يصل الى جبهتي القتال في مدينة تعز والعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وشكلت قاعدة العند التي تبلغ مساحتها 15 كيلومترا مربعا، مقرا للقوات الاميركية المشرفة على عمليات الطائرات من دون طيار ضد تنظيم القاعدة في اليمن، حتى وقت قصير قبل سقوطها في يد الحوثيين وحلفائهم في مارس.
وتعتبر خسارتها ضربة قاسية للحوثيين، الذين اكد زعيمهم عبد الملك الحوثي الاحد ان «الخرق الذي حققه العدو في عدن سيفشل، انه عارض وقتي سيزول».
وتدخل طيران التحالف العسكري بقيادة السعودية لدعم المقاتلين الموالين لهادي في المعارك العنيفة في القاعدة الجوية. وافادت مصادر موالية ان نحو 70 حوثيا قتلوا كما اسر 10 اخرون، في حين قتل 24 عنصرا من القوات الموالية للرئيس اليمني واصيب 23 اخرون.
وقال عسكريون شاركوا في الهجوم انه لقي «مقاومة شديدة» من قبل الحوثيين الا ان الغارات الجوية للتحالف ساعدت في تدمير مدرعاتهم.
ونشر الموالون لهادي مئات المقاتلين والعسكريين في محيط القاعدة تؤازرهم الدبابات والمصفحات والعربات العسكرية المتطورة التي وفرتها قوات التحالف.
ومن شأن استعادة قاعدة العند ان تشكل دفعا للقوات المولية لهادي في احكامها السيطرة على عدن. وتفتح الطريق امام احتمال عودة الحكومة اليمنية الى هذه المدينة، التي شكلت آخر ملجأ لها قبل ان تجبر على الفرار الى السعودية امام تقدم الحوثيين جنوبا في مارس.
ودخلت المئات من قوات دول الخليج الاعضاء في التحالف العسكري الى عدن مع العشرات من الدبابات والمدرعات الاخرى للمساعدة على «تأمين» المدينة، وفق ما قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس.
ولكن صحيفة الحياة العربية السعودية التمويل ذكرت الاثنين انه تم ارسال 1500 جندي نزلوا في عدن معظمهم من الامارات العربية المتحدة.
وتعرضت عدن لدمار كبير جراء اربعة اشهر من غارات التحالف العسكري فضلا عن المعارك على الارض، فالمدينة اليوم عبارة عن مبان مدمرة وانابيب صرف صحي محطمة، كما انها محرومة من امدادات المياه والكهرباء.
وبدأت المساعدات الانسانية تتوافد على المدينة منذ سيطرة القوات الموالية للحكومة عليها.
واعيد فتح المطار في 22 يوليو ما سمح لطائرات المؤن من السعودية والامارات وقطر بالوصول الى المدينة.
ويحتاج نحو 80 % من السكان في اليمن اي 21 مليون شخص لمساعدات، في حين ان اكثر من عشرة ملايين يجدون صعوبة في ايجاد الطعام والماء، بحسب الامم المتحدة.
واعلنت جيبوتي الاثنين الماضي حاجتها الى المساعدات الانسانية بعد تدفق جديد للاجئين الهاربين من النزاع في اليمن، والذي اسفر عن مقتل اربعة آلاف شخص، نصفهم من المدنيين وفق الامم المتحدة.
وبحسب مفوضية الامم المتحدة للاجئين فان حوالى 10 آلاف يمني، الكثير منهم جرحى، وصلوا الى جيبوتي منذ مارس.
وبالرغم من خسارتهم عدن، الا ان الحوثيين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن، من بينها العاصمة صنعاء التي وضعوا يدهم عليها في سبتمبر الماضي.
ودعت الامم المتحدة مرارا الى وقف اطلاق النار كما استضافت محادثات سلام في جنيف في يونيو. الا ان تلك المحادثات باءت بالفشل حتى ان الاطراف المتنازعة لم تلتق في غرفة واحدة.
وقالت الحكومة اليمنية في السعودية انها لن تبحث سوى انسحاب المتمردين من كافة المناطق التي سيطروا عليها منذ العام الماضي بما يتوافق مع قرار تبناه مجلس الامن الدولي في ابريل.
من جهتهم رفض المتمردون ذلك معتبرين ان من شأنه جعلهم في مرمى هجمات الجهاديين.
وشن تنظيما القاعدة و»الدولة الاسلامية» هجمات دموية ضد الحوثيين وحلفائهم خلال الفترة الماضية.
على صعيد متصل أكدت عدة تقارير رفض عدد كبير من ضباط الحرس الجمهوري اليمني الموالي للمخلوع صالح، المشاركة في عمليات القتال في عدن ولحج ومأرب، وسط أنباء عن انشقاقات كبيرة في صفوفهم بعد الهزائم التي تلقتها قواتهم مؤخرا في الجنوب.
وتدور في شمال شرق تعز اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وبين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة ثانية في شارع الأربعين وشمال حي عصيفرة وجبل الوحش شمال شرق مدينة تعز.
وأفادت مصادر عسكرية بأن الميليشيات تستخدم الأسلحة الثقيلة في المواجهات وفي قصف الأحياء السكنية في المدينة، كما تدور اشتباكات عنيفة في شارع الستين أقصى شمال المدينة من جهة المخلاف وشرعب.
هذا وفي لقاء ضمه في العاصمة صنعاء مع رئيس ما يعرف باللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، تحدث نائب السفير الروسي في اليمن لأول مرة بوضوح عن ضرورة الالتزام والالتفاف نحو الحل السياسي، والتفاهم السلمي للخروج من الوضع الحالي، على حد قوله.