
الرياض - القاهرة - صنعاء - عدن - «وكالات»: أعلنت المقاومة الشعبية سيطرتها على معسكر لبوزة وتطهير وادي عقان ومنطقة كرش شمال لحج، ما أدى إلى هروب المئات من ميليشيات الحوثي تجاه تعز.
ويبدو أن ميليشيات الحوثيين وصالح بدأت تعاني من انهيار حقيقي إثر استمرار الضربات الجوية التي يشنها التحالف العربي، والهزائم العسكرية التي منيت بها مؤخراً، الأمر الذي ترك آثاره جلياً على الأرض، لاسيما بعد السيطرة على قاعدة العند الاستراتيجية.
وأكد مصدر أمني يمني رفيع أن القائد الميداني لميليشيات الحوثي في قاعدة العند، المدعو أبو جليل، لقي مصرعه مع 40 آخرين في غارة جوية لطيران التحالف أثناء تحرير قاعدة العند.
بدورها، ذكرت مصادر في المقاومة الشعبية أن عشرات السيارات والعربات المسلحة شوهدت وهي تهرب بشكل جماعي من مناطق زنجبار ووادي دوفس ومواقع اللواء 15، مشيرة إلى أن انفجارات عنيفة سمعت في تلك المناطق جراء القصف المكثف لطيران التحالف.
من جهتها، أكدت مصادر إخبارية أن مناطق عدة في محافظة أبين شهدت هروباً جماعياً للميليشيات، خاصة من مدينة زنجبار والمناطق المجاورة لها باتجاه مدينة شقرة والهضبة الوسطة نحو منطقة لودر.
من ناحيته، أشار متحدث باسم القوات الحكومية إلى أن تحرير زنجبار «بات قريباً»، لافتاً إلى أن المقاتلين الموالين وجهوا «ضربات قاسية» للمتمردين في أبين.
كما دفعت قوات التحالف بتعزيزات برية كبيرة من قوات الجيش الوطني الموالي للشرعية جرى تدريبها في منطقة الشرورة السعودية باتجاه محافظتي مأرب وشبوة لتعزيز المقاومة الشعبية في تلك المحافظتين.
وأكد شهود عيان أن عشرات الآليات الثقيلة والناقلات العسكرية شوهدت وهي تعبر منفذ الوديعة باتجاه صحراء العبر.
ودفعت المنطقة العسكرية في عدن بالمزيد من التعزيزات والآليات العسكرية من عدن إلى أبين لمساندة المقاومة في عملية عسكرية لتحرير محافظة أبين من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وكان الجيش اليمني والمقاومة الشعبية قد واصلا عمليات تعقب المتمردين الحوثيين وميليشيات المخلوع صالح بعد أن خسروا مدينة عدن وقاعدة العند الجوية الأكبر في البلاد.
وقالت مصادر عسكرية إن قوات الشرعية تحاصر المتمردين الذين انسحبوا من الحوطة، عاصمة محافظة لحج، بعد أن سيطرت على منطقة وادي الحسيني الواقعة على الطريق بين الحوطة والعند.
كذلك تخوض المقاومة الشعبية مواجهات عنيفة في أحياء المرور وحوض الأشراف وفي الضواحي الشمالية الشرقية لمدينة تعز، قتلت خلالها العشرات من الميليشيات ودمرت دبابتين.
من جهة أخرى حطت أمس أول طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية في مطار عدن الدولي، بعد حوالي أربعة أشهر من توقف الرحلات بسبب سيطرة الانقلابيين الحوثيين على المطار وتصاعد العنف في المدينة، بحسب ما أفاد مسؤول ملاحي.
وقال مدير مطار عدن الدولي، طارق عبده، لوكالة «فرانس برس»، إن «طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية تحمل خصوصا لاجئين يمنيين حطت في مطار عدن الدولي قادمة من جيبوتي».
وقال عبده إن «المطار أصبح آمنا ويمكنه الآن استقبال الرحلات المدنية، خاصة لعودة اللاجئين ونقل المساعدات الإنسانية». إلا أنه أشار إلى أنه «لا يمكن حتى الآن استقبال الرحلات التجارية لأن مبنى المطار ما زال غير جاهز لذلك».
وكان مدير المطار قد كشف، في وقت سابق، عن جهوزية المطار لاستقبال أولى رحلات الطائرات المدنية من وإلى عدن، اليوم الخميس.
كما أوضح أن المطار جاهز لاستقبال طائرات الإغاثة والعالقين ونقل الجرحى ابتداء من اليوم، وقد منحت الجهات المختصة الموافقة لطائرة يمنية للنزول، حيث ستكون محملة بجرحى وطائرة أخرى للصليب الأحمر، لافتاً إلى أن هناك رحلات أخرى غداً الجمعة لطائرات أطباء بلا حدود وطائرات إغاثة أخرى.
وذكر أن المطار في المرحلة الراهنة جاهز لاستقبال الطائرات المدنية الصغيرة وسيكون جاهزاً خلال 20 يوماً لاستقبال أنواع الطائرات الأخرى.
على صعيد متصل انتهت المهلة التي عرضتها المقاومة الشعبية على ميليشيات الحوثي وصالح للانسحاب من تعز.
وبرفض الميليشيات مغادرة المحافظة، سيترك حسم المعركة لساحة القتال التي استعدت لها المقاومة الشعبية وتلقت تعزيزات وآليات عسكرية لدعمها في تحرير المحافظة.
وأعلنت مصادر يمنية أن المقاومة سيطرت على مقر الأمن السياسي في تعز، بعد معارك عنيفة، تمكنت المقاومة خلالها من تدمير دبابة للمتمردين.
وفي شارع الأربعين والضواحي الشمالية لتعز، دارت اشتباكات وسط غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في ضاحية الحوبان والجند شرقا.
وبالتزامن مع جبهة تعز المشتعلة، تلقت المقاومة في ابين تعزيزات، وأكدت أن تحرير زنجبار بات قريبا في ظل تقدم عناصر المقاومة في المعارك وتوجيه ضربات قاسية للميليشيات، بحسب مصادر يمنية.
أما في البيضاء، فشن طيران التحالف غارات على مواقع المتمردين في مديريتي الزاهر وذي ناعم، فيما قتل 12 متمردا في اشتباكات دارت في البيضاء التي استعادت فيها المقاومة سيطرتها على بعض المواقع.
وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تعهد بتقديم الدعم العسكري لليمن والذي يتمثل في إرسال قوات لحماية موانئ الجنوب وتدريب ضباط يمنيين.
وتأتي المساعدة المصرية ضمن جلسة مباحثات عقدها الرئيس المصري مع نظيره اليمني، عبد ربه منصور هادي، المتواجد في القاهرة.
وأكد هادي أن بلاده ستستعين بالخبرات المصرية في مختلف المجالات، خصوصاً في إعادة إعمار اليمن.