
بغداد - «وكالات»: بعد أن بث الفرقة في صفوفهم خلال ثماني سنوات من حكمه، ها هو رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي يوحد صفوف العراقيين، ليس معه بل ضده.
فعلى مدى ولايتين في منصبي رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة، يتهم العديد من العراقيين المالكي بتأجيج القضية الطائفية في العراق، ما خلف آلاف القتلى.
أيضا يلام المالكي بالتدهور الاقتصادي الذي يشهده العراق، بسبب السياسات الخاطئة وسوء الإدارة التي كان يتبعها، وصفقات الفساد التي صرفت أموالها من ميزانية العراق على ما يصفه معارضوه بأنه مشاريع وهمية.
وعلى الرغم من أن أزمة الكهرباء في العراق مستمرة منذ الحرب العراقية الإيرانية فإنها لم تشهد فسادا في المشاريع كما حصل في زمن حكم المالكي الذي أنفق ما يقارب 30 مليار دولار دون تحسن ملحوظ في الطاقة الكهربائية.
ومن أكثر القضايا التي أججت الشارع ضد المالكي، قضية سقوط الموصل بيد داعش، التي كشفت حجم الفساد بانهيار المؤسسة العسكرية أمام العشرات من متطرفي داعش.
وفي ظل المظاهرات الحاشدة لتعديل الوضع وإنهاء الفساد ومحاسبة الفاسدين، يرى المراقبون أن المالكي سيكون الاسم الأبرز في لوائح الاتهام، ما لم تفلح الجهود التي يبذلها داخليا وخارجيا للحصول على حصانة.
من جهة أخرى قالت قوة المهام المشتركة في بيان، الأحد، إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 20 غارة جوية على تنظيم «داعش» في العراق وسوريا يوم السبت.
فقد نفذت القوات 13 غارة في العراق استهدفت بعضها وحدة تكتيكية كبيرة وموقعا للمدفعية الثقيلة وسبع مبان واثنين من المدافع الرشاشة الثقيلة ومخزنا للسلاح قرب بيجي. وأصابت الضربات الأخرى في العراق أهدافا قرب الحبانية والرمادي وسنجار وطوز خورماتو.
وشنت القوات 7 هجمات في سوريا منها واحدة على ثلاثة مواقع قتالية قرب الهول وضربة على منشأة للدولة الاسلامية قرب الرقة واربع ضربات قرب كوباني استهدفت وحدتين تكتيكيتين وثلاث جرافات وخمس دراجات نارية وثلاثة هياكل واثنين من أكواخ الحراسة وجرافتين ومركبة.
سلسلة من الانتقادات المستمرة يتعرض لها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بسبب سياسته الخاطئة، والشكاوى القضائية الكثيرة التي رفعتها العائلات العراقية ضده، وآخرها طلب أهالي سنجار رفع دعوى ضده بتهمة تسليم القضاء لداعش.
على صعيد متصل اقدم تنظيم الدولة الاسلامية على حرق اربعة عناصر من الحشد الشعبي العراقي الذي يقاتل الى جانب القوات الامنية ضد الجهاديين، بحسب ما اظهر بحسب شريط مصور نشره التنظيم أمس الاثنين.
ويظهر الشريط الذي تداولته حسابات الكترونية مؤيدة للتنظيم، اربعة اشخاص يرتدون زيا برتقالي اللون، ويعرفون عن انفسهم بانهم من محافظات ذات غالبية شيعية في جنوب العراق، وينتمون الى الحشد. وفي نهاية الشريط، يبدو هؤلاء الاربعة مقيدين بالسلاسل، ومقيدين بيديهم ورجليهم من هيكل حديدي، والنار تندلع اسفلهم، قبل ان تبدأ بالتهامهم.
وقال عناصر التنظيم ان عملية حرق هؤلاء هي «قصاص» ردا على عمليات مماثلة تعرض لها اشخاص سنة من قبل فصائل موالية للحكومة.
ويقول عنصر ملثم «الان قد حان القصاص فنحن اليوم نعتدي عليهم بمثل ما اعتدوا علينا ونعاقبهم بما عاقبوا اخواننا به»، وذلك في الشريط الذي يحمل توقيع «ولاية الانبار» التابعة للتنظيم، في اشارة الى المحافظة الواقعة في غرب العراق، وحيث يسيطر الجهاديون على مساحات واسعة.
وتضمن الشريط الذي قاربت مدته خمس دقائق ونصف دقيقة، مشاهد من اشرطة مصورة تظهر في احدها نيران مندلعة اسفل شخص على قيد الحياة، وآخر يظهر مقاتلا في الحشد يعرف باسم «ابو عزرائيل»، وهو يقوم بتقطيع جزء من جثة محترقة بالكامل.
وقال التنظيم ان الشخصين في الشريطين هما من «اهل السنة».