
الأراضي المحتلة - «وكالات» : قتل فلسطيني برصاص الشرطة الاسرائيلية بعدما طعن يهوديا مع فلسطيني اخر في بيت شيمش غرب القدس الخميس.
وبحسب رواية الشرطة فان الشابين الفلسطينيين ويبلغان من العمر 20 عاما حاولا الصعود على متن حافلة تنقل اطفالا واعترضهما السائق وبالغون اخرون كانوا في المكان، دون ان توضح ما اذا كان بنيتهما مهاجمة الاطفال.
وتابعت الشرطة ان الشخصين هاجما بعدها يهوديا في الـ25 بالسكين بالقرب من محطة الحافلات قبل ان تطلق الشرطة عليهما النار.
واكدت لوبا سمري المتحدثة باسم الشرطة ان الشابين كانا يرتديان قمصانا تحمل شعار كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة.
واوضحت انهما من بلدة صوريف قرب الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
والهجوم هو الاخير في سلسلة هجمات بالسكين يقوم بها فلسطينيون في غالبية الاحيان وعرب اسرائيليون بشكل اقل ضد جنود وشرطيين ومدنيين اسرائيليين.
وتندرج الهجمات في اطار حملة اعمال العنف التي تثير مخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة.
وادت المواجهات اليومية بين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية منذ الاول اكتوبر الى مقتل 48 فلسطينيا اضافة الى عربي اسرائيلي من جهة ومقتل ثمانية اسرائيليين من جهة اخرى.
كما قتل اريتري خطا بعد الاشتباه في انه منفذ اعتداء.
وتم توقيف اربعة اسرائيليين للاشتباه في مشاركتهم في «سحله».
وقالت مصادر إسرائيلية إن الفلسطيني طعن مجندة وأصابها بجروح حرجة.
من جانب اخر التقى كيري أمس الخميس نتانياهو في برلين لإجراء محادثات حول التصعيد المستمر منذ ثلاثة أسابيع. وطالب كيري بوقف «كل أعمال العنف» ووضع حد «لكل أعمال التحريض».
وقال نتانياهو الذي تحدث أولاً إلى الصحافيين في فندق بالعاصمة الألمانية إن «موجة الهجمات نتيجة مباشرة لتحريض صادر عن حماس والحركة الإسلامية في إسرائيل وكذلك، مع الاسف، عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية».
وسيلتقي كيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نهاية الأسبوع للبحث في سبل إيجاد حل لأعمال العنف وإعادة الهدوء إلى المنطقة.
كما حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قبيل بدء محادثاته مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في العاصمة الألمانية برلين، الاسرائيليين والفلسطينيين على «التخلي عن لغة التحريض والعنف».
وقال كيري للصحافيين إنه «من الضروري جدا انهاء كل اشكال التحريض، وانهاء كل أعمال العنف، وايجاد طريقة للمضي الى الأمام لبناء امكانية - ليست موجودة الآن - لعملية سلمية أشمل.»
وقال كيري لنتانياهو الذي كان واقفا الى جانبه «اليوم نستطيع، انا وانت، اعادة الحياة الى هذه العملية، فقد عملنا على ذلك في السابق ونعرف بعضنا جيدا واعتقد اننا لدينا القدرة على فعل شيء مؤثر.»
وأضاف الوزير الامريكي أنه تحدث هاتفيا بهذا الصدد مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الساعات الـ 24 الماضية.
وقال «أظن أن الجميع راغبون في نزع فتيل هذا التوتر، ولذا هلموا بنا للعمل ولنر ما نستطيع عمله.»
أما نتانياهو، فكرر ادعاءه بأن الرئيس عباس هو المسؤول عن اذكاء نيران العنف المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال «لاشك لدي بأن هذه الموجة من الهجمات مدفوعة بشكل مباشر بالتحريض الذي تمارسه حماس والحركة الاسلامية في اسرائيل و - يؤسفني أن اقول ذلك - الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية.»
ومضى للقول «اعتقد أن الوقت قد حان للمجتمع الدولي أن يقول بوضوح للرئيس عباس: كف عن نشر الأكاذيب عن دولة اسرائيل.»
من جهة أخرى، فإن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير سيلتقي كلاً من كيري ونتانياهو خلال زيارتهما إلى برلين كلاً على حدة للبحث في إيجاد سبل لإنهاء التصعيد في الأراضي الفلسطينية.
من جانب آخر أعلنت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني عن نيتها عقد سلسلة من الاجتماعات قريباً لبحث ما وصفته بالجمود الطويل في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وأشار بيان صادر عن مكتبها أن مورغيني ستلتقي بداية من الخميس في برلين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزيري الخارجية الأميركي جون كيري، والألماني فرانك فالتر شتاينماير، كما تعتزم لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأيام القادمة، دون أن تحدد الموعد بالتحديد ولا مكان اللقاء.
من ناحية أخرى سخر سياسيون ومؤرخون إسرائيليون من افتراءات رئيس وزرائهم بنيامين نتانياهو وقوله إن مفتي فلسطين الراحل الحاج أمين الحسيني أقنع الزعيم الألماني الأسبق أدلوف هتلر بحرق اليهود. واتهموا نتانياهو بالعمل على تأجيج الكراهية وسفك الدماء.
وكتب زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «حتى لو كان رئيس الحكومة ابنا لمؤرخ عليه الالتزام بالحقيقة، فالمفتي التقى هتلر في عام 1941 بينما بلورت النازية الحل النهائي في الثلاثينيات من القرن الماضي»، معتبرا أقوال نتانياهو حول المفتي وهتلر «تزويرا خطيرا للتاريخ لأنه يقزم دور هتلر في المحرقة ومن شأن منكريها القيام باستغلالها والتقاطها كثمرة ناضجة».
الوزير الإسرائيلي الأسبق يوسي سريد يرى في تصريحات نتانياهو تلك «فضيحة» حيث اتهمه بتقديم الخدمة لمنكري المحرقة، مضيفا أن هذه «ليست المرة الأولى التي يزوّر فيها نتانياهو التاريخ لكنه تورط هذه المرة في كذبة كبيرة وعليه طلب الاعتذار من الناجين من المحرقة».
وأضاف سريد أن نتانياهو «يحاول شيطنة الفلسطينيين وإقناع الإسرائيليين بعدم وجود شريك فلسطيني»، واستشهد بتحريضه على الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل يومين واتهامه بتأييد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأيد سريد رأي عضو الكنيست تسيبي ليفني -من المعسكر الصهيوني- وقولها إن نتانياهو «يزور الحقائق لاحتياجاته السياسية»، فضلا عن اتهامه بـ»إضعاف إسرائيل وإحراجها خاصة بعدما نفت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل مزاعمه».
من جهته قال المؤرخ اليهودي برنارد لويس في تصريحات صحفية إن النازيين «لم يحتاجوا للتشجيع على المحرقة». وهذا ما أكده أيضا المؤرخ موشيه تسيمير، محذرا من «تحرير النازيين وهتلر من مسؤولية المحرقة وتحويلها للعرب، فهذه خدعة مدمرة تهدف لوصم العرب بأيامنا بما فعله سابقوهم».
ودحضت منظمة «يد فاشيم» الإسرائيلية المعنية بتخليد ذكرى ما تعرف بـ»المحرقة النازية» تصريحات نتانياهو، واعتبرتها «عارية عن الصحة»، وقالت المؤرخة في تلك المنظمة دينا بورات إن «أقوال نتانياهو غير صحيحة بكل المعايير، وهتلر لم يكن بحاجة لمساعدة أو تشجيع في جرائمه ولا علاقة قط للمفتي أمين الحسيني بها والسجلات التاريخية الخاصة بلقاء هتلر والمفتي في نهاية 1941 تنفي ذلك والمحرقة بدأت قبل ذلك بكثير».
أما المؤرخ الفلسطيني مصطفى كبها فقال «إن ادعاءات نتانياهو مجرد هراء سياسي، ومحاولة اتهام المفتي الحسيني تكررت من قبل أوساط صهيونية والحاج أمين تطرق لهذه التهم في مذكراته».
وأوضح أن كتاب «مذكرات محمد أمين الحسيني» الصادر في دمشق عام 1999 جاء فيه «بذل اليهود الصهيونيّون أقصى جهودهم لمحاكمتي كمجرم حربٍ في محكمة نورمبرغ، ولمّا كانت مواد القانون الذي أصدره الحلفاء في صفة مجرمي الحرب لا تنطبق عليّ، فقد عمد اليهود إلى تلفيق تهمٍ تحقّق أمنيتهم، منها أنّني حرّضت السلطات الألمانية النازية على إبادة اليهود، وأنّي كنت السبب في القضاء على ملايين من اليهود».