
عدن - «وكالات» : حقق الجيش اليمني والمقاومة تقدما ملحوظاً في المواجهات العسكرية مع الحوثيين في أطراف محافظة لحج جنوبي البلاد.
وأكد مصادر عسكرية تمكن وحدات تابعة للشرعية من السيطرة على عدد من المواقع العسكرية التابعة للحوثيين بين محافظتي لحج وتعز، فيما تستمر المواجهات مع المتمردين في منطقة الوازعية التابعة لمحافظة تعز، والتي سيطرت المقاومة فيها على بعض المواقع في طريقها للتقدم شمالا نحو مركز المحافظة.
من جانب آخر اضطر عشرات المصلين إلى مغادرة جامع المهاجرين شمال شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، بعد اقتحام مسلح حوثي الجامع قبيل صلاة الجمعة، وصعوده إلى المنبر لأداء خطبتي الجمعة بدلاً من خطيب الجامع، في مشهد يكشف عن مخطط انقلاب تقوم به الجماعة المتمردة لإزاحة كل خطباء المساجد غير الموالين لميليشيات الحوثي الشيعية الموالية لإيران.
الحادثة لم تكن الوحيدة من جانب الجماعة التي ترفع شعار «الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل»، وإنما جاءت في سياق عمليات مداهمة قامت بها ميليشيات الحوثي، الجمعة، في عدد من مساجد أمانة العاصمة صنعاء، حيث اعتدت على المصلين واختطفت بعضهم، وفرضت عدة خطباء حوثيين بالقوة.
في هذا السياق، أكد شهود عيان في حي السنينة غرب العاصمة قيام مجاميع من مسلحي الحوثي بمداهمة عدة مساجد في الحي، واستبدال خطبائها بآخرين حوثيين. وأكد سكان في حي النهضة شمال صنعاء أن ميليشيات الحوثي داهمت جامع أبو بكر، وفرضت خطيباً حوثياً بالقوة.
وفي وادي الأعناب بالستين الشمالي، قامت ميليشيات الحوثي بمداهمة مسجد طيبة، وخطف عدد من المصلين بذريعة أنهم قاموا بمسح شعارات الحوثي من داخل المسجد. وأكدت المصادر أن الميليشيات قامت بطرد بقية المصلين من داخل المسجد، وأغلقته ومنعت الصلاة فيه.
وفي حي خولان جنوب شرقي العاصمة، قام مسلحو ميليشيات الحوثي بمداهمة جامع الهدى، وفرضوا خطيباً حوثياً بالقوة.
وقالت مصادر خاصة إن ميليشيات الحوثي تهدد بتحويل مصلى النساء في جامع ذي النورين بشارع خولان - الذي قامت بنهبه وإغلاقه في وقت سابق - إلى ثكنة عسكرية لمسلحيها.
وكانت ميليشيات الحوثي داهمت الأسبوع الماضي جامع عمر بن عبدالعزيز في حي دارس شمال صنعاء، واختطفت إمامه الجامع، كما طردت عائلته من السكن التابع للجامع، وتمركزت بداخله وفرضت حراسة على أبوابه.
ومنذ اجتياح الانقلابيين للعاصمة اليمنية في 21 سبتمبر من العام المنصرم، اضطر عشرات الخطباء للنزوح إلى محافظات أخرى أو بلدان عربية هرباً من الخطف والتعذيب من قبل الجماعة التي تصنفهم كدواعش.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن خطباء المساجد الذين أفلتوا من تنكيل الحوثيين، لم تسلم عائلاتهم وأقاربهم من المصير ذاته، حيث جرى اعتقال وتعذيب المئات من أهاليهم.
يذكر أن ميليشيات الحوثي وقبل اجتياحها صنعاء، كانت قد نفذت مخططات مماثلة استهدفت من خلالها مئات الجوامع في محافظات صعدة وحجة وعمران، ولا يزال العشرات من الخطباء من أهل السنة في تلك المحافظات مخطوفين ومخفيين قسراً، ولا تعلم عائلاتهم ما إذا كانوا أحياء أو فارقوا الحياة.
من ناحية أخرى رغم الحصار المطبق الذي تفرضه ميليشيات الحوثي وصالح على مدينة تعز منذ أكثر من 4 أشهر، فإن أهالي المدينة الذين بقوا فيها يظهرون صمودا وتحملا بحجم صمود رجال المقاومة فيها.
وتكاد الحياة تكون مشلولة معيشيا وصحيا بسبب هذا الحصار الذي يحرم تعز من الغذاء والدواء، باستثناء بعض السلع التي يتم تهريبها وإدخالها عبر الجبال، وباتت المتطلبات المعيشية فيها شحيحة ونادرة.
حتى المستشفيات في المدينة لم تسلم من القصف العشوائي للمتمردين، حيث قصفوا مستشفيي الثورة والجمهوري أكثر من مرة، ما أدى لتدمير بعض أقسامهما، فيما جرى استهداف طواقم التمريض وسيارات الإسعاف.
ومع الحصار انخفضت كميات الدواء، وتأثر المرضى من ذلك، وبدأ أوكسجين المستشفيات ينفد من مستودعات المشافي، وسط مخاوف من انهيار المنظومة الصحية في المدينة.
ورغم نزوح عشرات الآلاف من أهالي تعز إلى مناطق ومحافظات أخرى هروبا من جحيم الحرب المدمرة، فإن هناك من بقي في المدينة يتحمل المعاناة ويصمد أمام التحديات على أمل انتصار المقاومة والجيش الوطني وهزيمة المتمردين.