
عواصم - «وكالات» : أخفقت المباحثات اليمنية في يومها الخامس في إحداث أي اختراق رغم المشاورات الثنائية والتطمينات التي حاول المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ إيصالها إلى وفد الحوثي ـ صالح بعد مقاطعته جلسة يوم الجمعة.
ونقل مصدر مطلع أن «لا جديد» خرج من جلسة اليوم السبت بما يعني أن المواقف تراوح مكانها.
واستؤنفت المباحثات برعاية الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حزمة تفاهمات وإن كانت محدودة تمكن من استمرار المفاوضات. ونشر المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ صورة على موقعه في «تويتر» توضح وجود الوفدين المفاوضين وجهاً إلى وجه صباح السبت في منتجع «ماكولان» على السفح المقابل لمدينة بيين (بييل باللغة الألمانية) السويسرية.
وذكر مصدر مقرب من المفاوضات أن المباحثات تتركز حول «الإطار العام للمفاوضات والعمل على تعزيز وقف إطلاق النار المؤقت لتمديده حسب المجريات في الميدان وتعزيز المفاوضات حول المسار الإنساني وفتح نافذة للمستقبل القريب لاستئناف المفاوضات» ربما في مطلع العام المقبل.
وعاد وفد الحوثي وصالح إلى طاولة المفاوضات بعد مقاطعتها صباح يوم الجمعة احتجاجا على تطورات الوضع في الميدان وما وصفه الحوثيون بـ «انحياز» وفد الأمم المتحدة إلى وفد الحكومة الشرعية.
ومكنت المشاورات الثنائية التي أجراها المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ مع كل من الوفدين من إصدار بيان ليل الجمعة السبت يؤكد فيه «التزام الجانبين بوقف إطلاق النار وتشكيل لجنة مشتركة لمراجعة تقارير الخروقات. وذكر اسماعيل ولد الشيخ أن المباحثات الثنائية يوم الجمعة وهو اليوم الرابع من محادثات السلام اليمنية في سويسرا تركزت «في القسم الأكبر منها على الملف الأمني خاصة في ضوء التطورات الميدانية الخطيرة».
وأعرب المبعوث الخاص «عن قلقه جراء التقارير العديدة الواردة عن خرق قرار وقف الأعمال القتالية وحث الجهات المعنية على احترام هذا القرار والسماح بالتنقل الآمن وغير المشروط لتوصيل المساعدات الإنسانية الى المناطق الأكثر حاجة في البلاد.
وذكر في بيانه ليل الجمعة السبت أن الجميع جدد الالتزام بوقف إطلاق النار. وقد تم إنشاء لجنة خاصة للتواصل والتهدئة من أجل تثبيت قرار وقف الأعمال القتالية.
من جانب آخر تنهي أطراف المباحثات اليمنية آخر جلساتها السويسرية، الأحد، من دون أن تحدث اختراقاً أو انفراجة حقيقية بالنسبة للمدنيين الذين يعانون من ويلات الحرب.
لكن خيوط التواصل التي ترعاها الأمم المتحدة لم تنقطع، لأن وفد الحكومة الشرعية ووفد الحوثي - صالح اتفقا على إنشاء «لجنة مراقبة وقف إطلاق النار والتهدئة»، ويبحثان آليات عمل لجنة الشؤون الإنسانية التي يجري تشكيلها.
ولضمان استمرار التواصل بينهما، سيتم تمثيل مختلف الأطراف التي شاركت في مفاوضات سويسرا، للعمل مع فريق المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد على تهيئة الجولة المقبلة في مطلع العام 2016.
واستبعدت مصادر دبلوماسية غربية صفة «الفشل»، لأن الجانبين «تحدثا وجها لوجه»، واتفقا على تشكيل لجان لمراقبة وقف إطلاق النار والشؤون الإنسانية وعلى اللقاء مرة أخرى، «وذلك رغم التغيرات العسكرية في الميدان». ويرجح أن تتواصل الأعمال الحربية في غضون الأيام والأسابيع المقبلة، ما قد يؤثر مباشرة على سير جولة المفاوضات.
ويعقد المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد مؤتمرا صحافيا في نهاية اليوم السادس والأخير من المباحثات ظهر الأحد في العاصمة السويسرية بيرن.
وذكر مفاوض من وفد الحكومة أن «المواقف راوحت مكانها حتى الساعة» قبل بدء الجلسة النهائية. وقال أن الأجواء تختلف عن «صداها لدى المراقبين الغربيين». وكشف أن جلسة يوم السبت كانت «صاخبة» عندما قدم وفد الحكومة الشرعية تقريرا مفصلا عن الدمار الهائل الذي أصاب اليمن، وعن تدهور الأوضاع الإنسانية في أنحاء البلاد، خاصة في مدينة تعز المحاصرة.
وأضاف المصدر نفسه أن «التأثر بدا واضحا في عيون بعض الخبراء الدوليين». وآنذاك تدخل عضوان من وفد الحوثي - صالح، وهما أبوبكر القربي ومهدي المشاط، وعقبا بأن «هذا أمر عادي بعد أربعة أشهر» من الحصار.
ونقل المصدر نفسه أن نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية عبدالملك المخلافي توجه بالكلام إليهما قائلا «الله المستعان يا قربي». واختفى أبو بكر القربي من الجلسة ظهر أمس، وبقي يشارك فيها عن جانب الحوثي - صالح عارف الزوكا، ياسر العواضي، محمد عبدالسلام ومهدي المشاط، وأن الأخير كان أكثر حدة حيث عقب «أما تعز نتمنى نبيدها».
كما طال التوتر أيضا العلاقة بين فريق الأمم المتحدة وممثلي صالح، ونقل مصدر مقرب للمفاوضات لقناتي «العربية» أن واحدا من الخبراء الدوليين توجه إلى وفد المتمردين بالقول «وفد الحوثيين وأتباعهم»، فرد عارف الزوكا بأنه يمثل حزب الموتمر. وسمع الزوكا ما لم يتوقعه، حيث قال الخبير الدولي إن «أي حزب سياسي يستخدم القوة المسلحة يفقد طبيعته السياسية، ويتحول إلى مجموعة مسلحة متمردة، شأنه شأن الحوثيين، ويحق للحكومة الشرعية ملاحقته. وتنطبق القاعدة على كل حزب أو مجموعة انقلابية».
من جانب اخر أعاد جهاز شرطة المرور في عدن خلال أيامٍ قليلة انتشاره بصورة مكثفة، وذلك عقب توقف دام أشهرا.
وقد انتشر أفراد المرور برفقة دوريات أمنية في عدد من تـقاطعات المديريات في عدن، ونفّذوا حملة تفتيش للسيارات المخالفة.
وقال مصدر في إدارة المرور، إن جهاز شرطة المرور عاود العمل مرة أخرى عقب تزويده من قبل دولة الإمارات بعدد من السيارات الخاصة بالجهاز.
وعبّر المواطنون عن ارتياحهم لمزاولة جهاز شرطة المرور أعمالَه من جديد في عدن، بعد معاناتهم من الانفلات الأمني طوال الأشهر الماضية.