
أعلنت قوات النظام السوري سيطرتها على عمق الشيخ مسكين في درعا، مهد الثورة السورية.
ومدينة الشيخ مسكين من أهم مدن حوران، حيث تعتبر المدينة رابع أكبر مدن حوران بعد درعا ونوى والصنمين، وهي عقدة مواصلات هامة تربط عددا من المحافظات السورية بالمنطقة الجنوبية (دمشق، والسويداء، والقنيطرة)، كما أنها تتوسط سهل حوران ومحافظة درعا (التي تتبع لها إداريا)، وتبعد عن مركز المحافظة مدينة درعا حوالي 22 كم، وتبعد عن دمشق حوالي 80 كم.
من جانب آخر قالت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة رصدت زيادة «ملحوظة ومزعجة» في تقارير عن الضحايا من المدنيين السوريين منذ بدء الغارات الجوية الروسية في 30 سبتمبر الماضي وإن الوزير جون كيري أثار الأمر مع موسكو.
وقال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن جماعات غير حكومية أصدرت تقارير «مزعجة للغاية» عن مقتل مئات المدنيين في الغارات الروسية بينهم عمال إغاثة، وإن تلك الغارات أصابت منشآت طبية ومدارس وأسواقاً.
وأضاف تونر: «رصدنا زيادة ملحوظة ومزعجة في تقارير عن هؤلاء الضحايا المدنيين منذ بدأت روسيا حملتها الجوية هناك»، مشيراً إلى أن كيري أثار الأمر في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وأفاد المرصد عن توثيق مقتل «2371 مدنيا ومقاتلا منذ30 سبتمبر حتى فجر اليوم جراء آلاف الضربات الجوية، التي استهدفت محافظات سورية عدة» منذ بدء موسكو حملتها الجوية المساندة لقوات النظام.
وأورد المرصد في حصيلة نشرها في 22 ديسمبر الحالي مقتل 2132 شخصا جراء الضربات الروسية.
ويتوزع القتلى وفق الحصيلة الأخيرة بين 792 مدنيا سوريا، ضمنهم 180 طفلا (دون 18 عاما) و116 سيدة، بالإضافة إلى 1579 مقاتلا، بينهم 655 عنصرا من تنظيم داعش و924 مقاتلا من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وبينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) والحزب الإسلامي التركستاني.
واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير الأربعاء الماضي موسكو بقتل «مئات المدنيين» والتسبب «بدمار هائل» في سوريا جراء الغارات الجوية التي تشنها على مناطق سكنية، معتبرة أن هذه الضربات قد ترقى إلى حد كونها «جرائم حرب».
وأكدت المنظمة توثيقها «أدلة تشير إلى استخدام روسيا للذخائر العنقودية المحظورة دوليا والقنابل غير الموجهة في مناطق سكنية مكتظة» في سوريا، لكن وزارة الدفاع الروسية نفت في اليوم ذاته ما ورد في التقرير، مؤكدة أن الاتهامات الواردة فيه «زائفة» و»لا تستند إلى أدلة».
ونددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير أصدرته في 20 ديسمبر بالاستخدام المتزايد للقنابل العنقودية في سوريا خلال العمليات العسكرية التي تقودها روسيا وقوات النظام ضد الفصائل المقاتلة منذ 30 سبتمبر.
وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ منتصف مارس 2011 بمقتل أكثر من 250 ألف شخص، وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها، بحسب المرصد السوري.
من ناحية أخرى أعلنت المعارضة السورية أن الهيئة العليا التفاوضية التي انبثقت عن مؤتمر الرياض ستجتمع في الرياض الأحد المقبل لإقرار القائمة النهائية للوفد التفاوضي.
وأكد مصدر لقناة «العربية» أنه تم إعداد لائحة أولية بأسماء المرشحين للمشاركة في الوفد التفاوضي والوفد الاستشاري، نافية تصريحات روسية زعمت أن المعارضة السورية لم تتفق بعد على تشكيل وفدها للمفاوضات.
هذا وقال فاروق طيفور، عضو الهيئة التفاوضية، إن رئيس الهيئة رياض حجاب بعث في وقت سابق برسالة إلى مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أبلغه فيها بملاحظات للهيئة على عملية التفاوض المزمع إتمامها نهاية يناير المقبل، على أن يتم النقاش فيها خلال لقاء يجمع أعضاء الهيئة بدي ميستورا في الرياض.
فمع اقتراب موعد الخامس والعشرين من يناير لإجراء محادثات سلام بين الأطراف السورية، ما زالت التعقيدات والتصريحات العدائية مستمرة.
تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول أن المعارضة السورية لم تتفق بعد على قائمة المبعوثين الذين سيقودون المفاوضات مع حكومة دمشق، وأنه في الوقت نفسه فإن الأخيرة مستعدة للمحادثات بحسب لافروف.. تصريحات أثارت حفظية المعارضة السورية واعتبر اعضاء في الهيئة العليا للتفاوض التي ستتولى تشكيل وفد المعارضة ان تصريحات لافروف بمثابة تدخل في القرار السوري ..
واعتبر المتحدث باسم الهيئة، سالم المسلط، أن روسيا تقف مع النظام ضد الشعب وليس من حقها أن تتدخل في تشكيل وفد المعارضة.
وكانت مصادر من المعارضة السورية، ممن شاركوا في اجتماعات الرياض، تحدثت عن رغبة روسية أميركية بتوسيع وفد المعارضة، وتحديدا ليتم إشراك زعيم الحزب الديمقراطي الكردي صالح المسلم وكل من هيثم المناع وقدري جميل، وهو ما يرفضه مبدئياً المعارضون المجتعون في الرياض.