
عدن - «وكالات» : تتواصل المعارك بين المقاومة الشعبية اليمنية والمتمردين في تعز، حيث تصدت قوات الشرعية لهجوم المتمردين على أحياء ثعبات وكلابة، فيما قُتل العشرات من ميليشيات الحوثي وصالح إثر استهداف التحالف مواقع لهم إلى الغرب من تعز.
فقد سقط عشرات القتلى والجرحى من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح، وتم تدمير عربات عسكرية ومدرعات تابعة للميليشيات إثر استهداف طيران التحالف تجمعاً للميليشيات في منطقة الغيل والفاقع بمديرية الوازعية غرب تعز.
وعلى جبهة شبوة، يخوض الجيش والمقاومة معارك عنيفة بدعم من قبائل المنطقة، في محاولة لطرد المتمردين من آخر معاقلهم في مديرية بيحان.
من جانبه، أعلن الشيخ صالح الحارثي، رئيس مجلس المقاومة في بيحان، عن «تكوّن مجلس المقاومة الشعبية في وادي بيحان، وفتح معسكر لاستيعاب المقاتلين وتدريبهم لإسناد الجيش الوطني في عملية التحرير».
وفي دمت بمحافظة الضالع، دارت معارك في المرتفعات المحيطة بالمدينة، وأحكمت المقاومة بإسناد من قوات التحالف حصارها على مناطق تمركز المتمردين، وقطعت خطوط إمدادهم التي كانوا ينطلقون منها لمهاجمة قوات الشرعية واستهداف المدنيين.
من جانب اخر أكدت مصادر محلية وحقوقية أن ميليشيات الحوثي الانقلابية قامت بتفجير 20 منزلاً في مدينة دمت بمحافظة الضالع وسط اليمن، وذلك خلال ثلاثة أيام فقط، ما يرفع حصيلة المنازل التي دمرتها الميليشيات المتمردة في المحافظات كافة إلى أكثر من 440 منزلاً.
وشهد يوم الجمعة قيام ميليشيات الحوثي بتفجير منزل القيادي البارز في المقاومة الشعبية، أحمد بن حيدرة، ومنزل عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، الناشط الحقوقي عبدالرحمن برمان، في منطقة غور لهب بالرياشية في مديرية دمت، وفقاً للمصادر.
ويأتي ذلك فيما قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ومقرها العاصمة البريطانية، لندن، إن «جماعة الحوثي المسلحة انتهجت تفجير منازل المناوئين لها منذ استيلائها على السلطة بقوة السلاح في سبتمبر 2014».
وذكر تقرير للمنظمة بثته وكالات أنباء، الجمعة، أن «الإحصاءات الأولية تشير إلى أنه تم تفجير ما لا يقل عن 420 منزلاً في كل محافظات الجمهورية اليمنية».
كذلك حمّلت المنظمة جماعة الحوثي المسلحة ومواليها المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم. وقالت في بيان: «على جماعة الحوثي ومواليها احترام قواعد القانون الدولي الإنساني، والكف عن تفجير المنازل، وتجنب المساس بالأعيان المدنية». وكان أول منزل فجره الحوثيون هو منزل زعيم قبيلة حاشد الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر، والواقع في مسقط رأسه بمديرية خمر محافظة عمران، وذلك حينما توغلت الجماعة في تلك المناطق منتصف 2014 بدعم من قوات المخلوع علي عبدالله صالح.
من جهته، قال المحلل السياسي، ناجي عبدالله، إن «قيام ميليشيات الحوثي بتفجير منازل معارضيها شكل استفزازاً كبيراً لليمنيين، وكشف حجم الأحقاد التي تحملها هذه الجماعة التي منذ أن نشأت وتمددت وانقلبت على السلطة وهي تمارس التدمير والتفجير والتخريب والعبث. وما تقوم به من تفجيرات لن يسكت مناوئيها بقدر ما سيزيدهم إيماناً بضرورة إزالة هذا الورم الخبيث من جسد الوطن اليمني».
من ناحية أخرى أوقف الحوثيون طباعة آخر صحيفة حزبية معارضة لهم في صنعاء وهي «الثوري»، التي مُنعت من الصدور هذا الأسبوع، بحسب ما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية.
وعلل الحوثيون قرارهم بأن الصحيفة خالفت قانون الصحافة والمطبوعات، ولن يُسمح لها بالصدور إلا بعد إعادة ترتيب أوضاعها، بحسب مذكرة للحوثيين.
وكانت منظمة «مراسلون بلا حدود» الدولية قد صنّفت، في آخر تقاريرها، الحوثيين في المرتبة الثانية بعد «داعش» من حيث انتهاكات الحريات الصحافية، موضحة أنهم اعتقلوا 13 صحافياً مناهضاً، وأوقفوا عشرات الصحف في اليمن.