
عدن - الرياض- «وكالات» : نفذت القوات السعودية المشتركة عمليات نوعية مكثفة في مناطق محدودة على الشريط الحدودي قبالة منطقة جازان، وفق مصادر على الحدود.
واستهدفت العمليات، التي شاركت فيها مروحيات الأباتشي جواً والمدفعية براً، فضلا عن قوات برية عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بعد محاولة حثيثة فاشلة للتسلل إلى المنطقة المحظورة.
كما أفادت المصادر أن عناصر الميليشيات بادروا بإطلاق قذائف الهاون والكاتيوشا على مناطق في محافظتي الطوال والحرث الحدودتين.
من جهتها، أكدت مصادر عسكرية لـ»العربية» أن مواقع الميليشيات ومجاميعهم دكت في القصف الدقيق والضربات التي وجهتها القوات السعودية المشتركة.
وفي منطقة نجران، أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني عن استشهاد طفلٍ وإصابة تسعة من أفراد عائلته جراء سقوط قذيفة من داخل الأراضي اليمنية.
من جانب اخر أكد العميد أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن عملية تحديد الأهداف العسكرية للتحالف في اليمن تتم وفق قواعد الاشتباك، حيث يتم تحديد الأهداف وتعريفها ودراسة بيئتها، مشيراً إلى أن المعلومات تأتي من عناصر الحكومة اليمنية بالإضافة إلى وسائل الاستخبارات المختلفة.
عسيري كشف عن تشكيل لجنة للتحقق من دقة إجراءات التحالف تضم خبراء من خارج دوله.
وكشف عسيري عن أن الحكومة اليمنية شكلت لجنة وطنية محايدة للاطلاع على الادعاءات التي تطلقها بعض الجهات، وقامت هذه اللجنة بزيارة القيادة العسكرية المشتركة واطلعت على قواعد الاشتباك المستخدمة، وعلى آلية العمل، ونظام تحديد الأهداف في عمق الأراضي اليمنية ونظام التحقيقات الجاري.
العميد عسيري أكد أنه لا استهداف للبنية التحتية ولا للمناطق السكانية التي يتواجد فيها مدنيون حتى مع وجود عناصر معادية فيها، مشيراً إلى وجود معلومات عن تواجد مراكز قيادة وسيطرة ومخازن سلاح داخل مساكن ومنشآت مدنية، وهذه يصعب مهاجمتها.
وكانت قوات التحالف جددت في بيان لها الالتزام باحترام القانون الدولي الإنساني في العمليات في اليمن.
وشددت على اتخاذ كافة الإجراءات لحماية المدنيين والفرق الطبية وفرق الإغاثة والصحافيين، معربة في الوقت نفسه عن أسفها لسقوط مدنيين في اليمن.
بيان قوات التحالف وصف التقارير الإعلامية التي تزعم سقوط ضحايا مدنيين جراء قصف التحالف بأنها عارية عن الصحة ولا تستند إلى أي أدلة أو براهين دامغة.
وأعلنت قيادة التحالف تشكيل فريق مستقل عالي المستوى من ذوي الكفاءة والاختصاص بهدف تقييم الحوادث وإجراءات التحقق وآلية الاستهداف المتبعة وتطويرها.
وأعطت للفريق في سبيل تحقيق أهدافه الحق في الاستعانة بخبراء ومختصين على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لمساعدته في أداء مهامه والقيام بزيارات ميدانية للمواقع المراد التحقق منها ما أمكن ذلك، إلى جانب جمع الأدلة والبراهين والمعلومات بشأن كل حالة على حدة من الجهات ذات العلاقة، واستدعاء من يراهم الفريق والاستماع إلى أقوالهم. فضلاً عن التعاون الكامل مع اللجنة اليمنية الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، والتعاون مع آليات الأمم المتحدة المعنية ومنها فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات المنشأ بقرار من مجلس الأمن.
من ناحية أخرى تضيق الدائرة والخناق على الميليشيات المتمردة في العاصمة اليمنية صنعاء على وقع تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وتجاوزهما الحزام الأمني الشرقي للمدينة، وسط مواجهات هي الأعنف مع المتمردين.
من جهتهم، أفاد سكان محليون أن غارتين لطيران التحالف استهدفتا المجمع العسكري للانقلابيين في جبل النهدين جنوب صنعاء وغارات أخرى على معسكر الخرافي في منطقة صرف شمال المدينة. ويتزامن ذلك مع مواجهات عنيفة في فرضة نهم، تمكن على إثرها الجيش الوطني تسانده المقاومة من السيطرة على مواقع استراتيجية ومهمة في ضواحي صنعاء.
وفي صرواح بمحافظة مأرب، شنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على مواقع عدة لميليشيات الحوثي وصالح. وذكر مصدر ميداني أن معارك شرسة اندلعت عقب هجوم للحوثيين من جهة منطقة الربيعة على مواقع المقاومة في منطقة الحقيل شرق صرواح. كما أوضح أن الجيش الوطني والمقاومة تصدوا للهجوم وشنوا هجوماً معاكساً، بالتزامن مع الضربات الجوية وأجبروا الحوثيين على التراجع.
من ناحيتها، استمرت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في استهداف المدنيين في تعز. وقالت مصادر محلية إن الميليشيات المتمردة قصفت حي ثعبات وأحياء سكنية أخرى في مدينة تعز، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة تسعة آخرين، بينهم أطفال.
كذلك تمكن الجيش والمقاومة، بتغطية جوية من طيران التحالف، من تحرير موقع الكفوف في مديرية المسراخ جنوب مدينة تعز.
من جانب آخر لقي 40 شخصاً من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح مصرعهم، فيما أصيب العشرات خلال مواجهات شهدتها عدة محافظات يمنية الأحد. وفي هذا السياق قالت مصادر في المقاومة الشعبية بمحافظة إب إن رجال المقاومة استهدفوا تعزيزات للميليشيات الانقلابية بعبوة ناسفة في نقيل سمارة بالقرب من بيت هديان وهي في طريقها إلى تعز.
وأكدت المصادر سقوط ثمانية قتلى من ميليشيات الحوثي والمخلوع وتدمير كامل للطقم الذي كان يقلهم.
كما نفذت المقاومة الشعبية بمديرية يريم في محافظة إب هجوماً مباغتاً بالأسلحة النارية استهدفت من خلاله نقطة أمنية لميليشيات الحوثي وصالح في منطقة الأسلاف مدخل مدينة يريم.
وقالت المصادر إن الهجوم أسفر عن سقوط 4 قتلى وعدد من الجرحى من الميليشيات.
وفي محافظة تعز جنوب غربي البلاد أوضحت مصادر محلية أن حصيلة المواجهات في مختلف الجبهات بلغت 8 قتلى و17 جريحاً من الحوثيين، فضلاً عن تدمير ثلاث عربات نتيجة المواجهات وغارات طيران التحالف.
وأضافت المصادر أن قتيلاً من أفراد الجيش والمقاومة الموالين للحكومة الشرعية سقط وجرح 5 آخرون، كما قتل 5 مدنيين وجرح 9 آخرون جراء القصف الحوثي العشوائي المستمر على الأحياء السكنية.
وفي محافظة الضالع بوسط البلاد، أكدت مصادر في المقاومة الشعبية بمديرية قعطبة جبهة حمك أن أكثر من 5 من عناصر الميليشيات لقوا مصرعهم في استهداف المقاومة لطقم حوثي كان على متنه مدفع 23 بقذيفة مدفعية أدت لتدميره ومقتل من فيه.
وفي محافظة البيضاء أكدت المصادر مقتل 4 وجرح عدد آخر من عناصر الميليشيات بعد مواجهات عنيفة خاضتها معهم المقاومة الشعبية في عدة مناطق بمديرية الزاهر.
وفي مأرب إلى الشمال الشرقي من صنعاء، دكت مدفعية الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مواقع وتجمعات الميليشيات في محيط صرواح وأطراف المشجح. وأكدت المصادر مقتل 11 وجرح آخرين من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع.
من جانب اخر شنت مقاتلات التحالف غارة جوية استهدفت معسكر السَّواد التابع للحرس الجمهوري الواقع جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
وفي جبهة نِهِم تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من السيطرة على جبل قَرْوَد بالكامل وأجزاء من جبل مِلح في فَرْضَة نِهِم. كما استعادت مواقع عسكرية مهمة في الجوف وحررت مساحات واسعة شرق الحَزْم عاصمة المحافظة، حيث تقدمت حوالي 50 كيلومتراً شمال مديرية خَبّْ والشَّعْفْ التي تعد أكبر مديريات الجوف.
كذلك وصلت تعزيزات أمنية جديدة من قبل التحالف إلى عدن لدعم الأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب وتعقب الخلايا وفرض الاستقرار.
من ناحية أخرى كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن مغادرة قيادات حوثية مع عائلاتها العاصمة اليمنية باتجاه طهران وبيروت، من بينها أقارب لزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي.
وقبل أيام قليلة من مرور سنة على الإعلان الرسمي للانقلاب ضد السلطة الشرعية وإصدار ما يسمى «الإعلان الدستوري» في السادس من فبراير 2015، أوضحت المصادر أن الـ48 ساعة الماضية شهدت مغادرة ثمانية من قياداتهم البارزة بشكل «سري» من صنعاء إلى طهران، من بينهم نجل زعيم جماعة الحوثي ويدعى جبريل، وذلك على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، بينما توجه بعض القياديين إلى بيروت.
وبحسب المصادر، فإن معظم قيادات المتمردين اختفوا ولم يعودوا يستخدمون شبكات الاتصالات العادية أو يردوا على أرقامها.
وأضافت المصادر أن معظم القيادات الحوثية فرت من صنعاء خلال الأسابيع القليلة الماضية، ورحلت عائلاتها إلى خارج البلاد أو إلى المناطق الجبلية البعيدة عن المواجهات، وذلك مع تضييق التحالف الخناق على الانقلابيين واقترابه من صنعاء.
وفي وقت سابق، أشارت مصادر اقتصادية إلى أن الحوثيين قاموا بتهريب نحو مليار دولار إلى خارج اليمن، ما أحدث هزة كبيرة للعملة الوطنية، وأدى إلى تراجع قيمة الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية.
وفي تعليق لـ»العربية.نت»، قال المحلل السياسي أحمد سعيد: «جماعة الحوثي الانقلابية باتت تشعر أكثر بالخطر مع اقتراب عمليات التحالف البرية من العاصمة صنعاء ودخول المواجهات بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة ثانية إلى مديرية نهم بمحافظة صنعاء كمرحلة أولى».
وتابع: «أقل من عام على الانقلاب شهد قيام الحوثيين بعمليات فساد ونهب وثراء فاحش، وهذا يعود إلى أن الجماعة كانت تدرك أن أيامها معدودة، وأن الشعب اليمني سيلفظها سريعا، وبالتالي عملت على الثراء السريع وتهريب الأموال إلى الخارج قبل أن تغادر هي مع عائلاتها إلى خارج اليمن».