
بغداد - «وكالات» : يبدي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي يدير «صندوق تمويل الاستقرار الفوري»، عميق القلق إزاء سلامة أسر نازحة تريد العودة إلى الرمادي.
وقالت الممثلة المقيمة للبرنامج ومنسقة الشؤون الإنسانية في العراق، ليز غراندي: «أحزنتنا تقارير عن مقتل 8 أشخاص في الأسبوعين الماضيين خلال عملية مسح منازلهم أو محاولة فك عبوات في الرمادي. ونقدّم خالص تعازينا إلى أسر الضحايا. إنّ ضمان أمن وكرامة الناس الراغبين في العودة إلى منازلهم أولوية قصوى».
وأضافت: «يريد النازحون العودة إلى منازلهم في أقرب وقت ممكن، ومن مسؤولية الجميع ضمان إتاحة حصول ذلك بأمان. ينبغي أولاً إزالة الأفخاخ المتفجّرة والعبوات الناسفة، وهذا عمل خطير ومعقد يتطلب أعلى درجات التدريب المهني».
إنّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مستعدّ، عبر «صندوق تمويل الاستقرار الفوري»، لدعم خطة الحكومة لاستقرار الرمادي فور تأكيد مركز العمليات الوطني خلوّها من العبوات الناسفة والألغام الأرضية. وأوضحت غراندي: «تحت قيادة محافظ الأنبار، طُوِّرت خطة ذكية، يتمّ تطبيقها، لإعادة الاستقرار إلى الرمادي. إنّ الأمن المدني في صلب هذه الخطة».
من جانب آخر عام الأسى والأذى، ذلك الذي مر به العراقيون خلال سنة 2015 والذي لم يختلف كثيرا عن عام 2014، فهم يرزحون تحت أعمال «داعش» الارهابية بعد سيطرته على ما يقارب من 17 في المئة من البلاد، بحسب التقرير السنوي للمرصد العراقي لحقوق الإنسان.
يقف العراقيون، وفق التقرير، على عتبه أزمة إنسانية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة على ضوء تردي أوضاع النازحين.
ثلاثة مليون عراقي خارج مناطق النزاع يعانون أغلبهم ظروفا صعبة، ما يُنذر بانفجار الكارثة على نطالق واسع، في ظل غياب شبه تام لمسؤولية الحكومة في إيواء النازحين، والتقاعس عن تلبية متطلبات المدنيين المحاصرين في مناطق الاقتتال.
النازحون توزعوا في أكثر من اتجاه ومنطقة عراقية، فمنهم من اتجه الى إقليم كردستان، ما خلف عبئا كبيرا على الاقليم الذي يعاني أصلا شحا في السيولة مع تراجع مداخيل النفط، ومنهم من نزح هاربا من بطش «داعش» باتجاه الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى والرمادي. أما البعض الآخر فبقي عالقا على جسر بزيبز بسبب رفض السلطات المحلية في بغداد دخوله إلا بشرط وجود كفيل، ما أوقع اللاجئين والنازحين بين سندان الحكومة في بغداد ومطرقة «داعش» في الموصل.
الأزمة لم تميز بين شيخ وامرأة، ولم تستثن الأطفال الذين باتوا يعانون من سوء التغذية وشح الدواء، ناهيك عن التهديد بضياع مستقبلهم بسبب حرمانهم من التعليم وتدمير مدارسهم. وبما أن المصائب لا تأتي فرادى، زاد قرار وقف البعثة الإنسانية للأمم المتحدة 80 في المئة من نشاطها الإنساني الطين بلة.. بحجة الضائقة المالية.
وخلص التقرير الى أن النازحين تحولوا إلى قنبلة موقوتة، فلا منازل يمكن أن يعودوا إليها بعد أن عمدت ميليشيات الحشد الشعبي إلى تسويتها بالأرض.
وتبدو الحرب على «داعش» بعيدة من خواتيمها في حين يقترب العراق أكثر من كارثة إنسانية شاملة شبه محققة.