
الخرطوم - «وكالات»: شيع آلاف السودانيين، صباح أمس الأحد، جثمان المفكر الإسلامي ورئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي، والذي وافته المنية مساء أمس، عن عمر ناهز 83 عامًا، وحضر مراسيم التشييع عدد من كبار سياسي السودان ومفكريه، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وكان الترابي -رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض- توفي مساء السبت، بعد أن تعرض صباحا لغيبوبة نقل إثرها إلى أحد مستشفيات الخرطوم وهو في حالة حرجة.
ووصل جثمان الترابى على عربة مكشوفة وسط هتاف مناصريه «الله اكبر ولا اله الا الله».
ووضع الجثمان فى أرض خارج مقبرة برى الواقعة فى شرق الخرطوم حيث صلى عليه حوالى ثلاثة الف شخص صلاة الجنازة، قبل أن يوارى فى الثرى.
وطوقت سيارات الشرطة المقبرة حيث انتشر افراد من قوات الامن باللباس المدني. وخصصت الإذاعة والتلفزيون الرسمى فى الفترة الصباحية كل برامجها للحديث عن الترابى وسيرته الذاتية واستعراض لمؤلفاته .
وشارك فى التشييع النائب الأول للرئيس السودانى بكرى حسن صالح وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكومين وسياسيين من مختلف الأحزاب السودانية. كما حضرت مراسم الدفن من على سور المقبرة نساء أعضاء فى حزبه فى مشهد نادر فى السودان.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الترابي في ساحة عامة، قرب منزله في حي «المنشية» بالخرطوم، قبل دفنه في مقابر «بري» العامة بالعاصمة.
واضطرت شرطة المرور إلى إغلاق وتغيير اتجاهات عدد من الشوارع الرئيسية في المنطقة بسبب توافد الآلاف من المشيعين، الذين عادوا مجددًا إلى منزل الراحل بعد مواراته الثرى.
وكان الرئيس عمر البشير، قد قدم العزاء لأسرة الراحل، وقادة حزب المؤتمر الشعبي، الذي كان يتزعمه الترابي، قبل مغادرته إلى جاكرتا، للمشاركة في القمة الإسلامية الاستثنائية المخصصة للقضية الفلسطينية.
ويعتبر الترابي، المؤسس الفعلي للحركة الإسلامية بالسودان، ومهندس الانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس عمر البشير إلى السلطة عام 1989، قبل أن يختلفان عام 1999، ويؤسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض.
وبعد معارضة شرسة اعتقل على إثرها الترابي أكثر من مرة على مدار 15 عامًا، تحسنت في الأشهر الأخيرة علاقته بالحكومة، عندما قبل دعوة للحوار الوطني طرحها الرئيس البشير وقاطعتها غالبية فصائل المعارضة الرئيسية.
ويعد الدكتور حسن الترابي من أبرز وجوه السياسة والفكر في السودان والعالم الإسلامي.