
تونس طرابلس - «وكالات»: أعلن رئيس الوزراء التونسي، الحبيب الصيد، أمس الثلاثاء، أن 36 متطرفاً و12 عنصر أمن و7 مدنيين قتلوا في «الحصيلة النهائية» لهجمات تونس الإرهابية غير المسبوقة التي شنت الاثنين في منطقة بن قردان قرب الحدود الليبية.
وقال الصيد في مؤتمر صحافي إن جندياً وعنصر جمارك و10 عناصر في قوات الأمن الداخلي بين القتلى الـ12 «اغتيل أحدهم في منزله»، إضافة إلى جرح 14 عنصر أمن و3 مدنيين. كما ذكر أن عدد المهاجمين كان 50 وفقاً لتقديرات أولية وتأكد توقيف سبعة منهم.
وتابع قائلاً: «ربحنا معركة في بن قردان ولكن لم نربح الحرب على الإرهاب»، مشيراً إلى أن «الاعتداء كان يهدف لإقامة ولاية داعشية»، وهاجم إرهابيون، فجر الاثنين، ثكنة للجيش ومركز شرطة ومركزاً للحرس الوطني التونسي (الدرك) في بن قردان، المدينة التي تعد 60 الف نسمة.
وتقوم قوات الأمن التونسية، الثلاثاء، بتمشيط منطقة بن قردان، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس.
وقال المتحدث باسم الوزارة، ياسر مصباح، إن «عملية عناصر الأمن والشرطة والجيش مستمرة. والتمشيط مستمر»، موضحاً أن الوضع في مدينة بن قردان «مستقر».
وفجر الاثنين، هاجم متطرفون ثكنة للجيش ومركز شرطة ومركزا للحرس الوطني التونسي (الدرك) في بن قردان، المدينة التي تعد 60 ألف نسمة والواقعة قرب الحدود مع ليبيا.
وأعلنت السلطات ايضا مصادرة «كميات كبرى» من الاسلحة الحربية والذخائر. ولم يعرف العدد الكامل للمتطرفين الذين نفذوا الهجمات ولا هوياتهم لكن السلطات اكدت انه تم توقيف سبعة منهم.
وقال مصباح ان حظر تجول ليليا فرض في بن قردان «وتم احترامه».
وتواجه تونس منذ ثورة 2011 هجمات جهادية تسببت بمقتل عشرات رجال الشرطة والجنود وكذلك سياح.
وبحسب حصيلة رسمية لا تزال مؤقتة، فإن 36 متطرفا و11 عنصر أمن (ستة من الدرك وثلاثة شرطيين ورجل جمارك وجندي) قتلوا في الهجمات. وقتل أيضا سبعة مدنيين في ظروف لم تحدد.
وكان الصيد قد اكد ان هدف الهجمات كان «إرباك الوضع الأمني في بلادنا وإحداث إمارة داعشية في بن قردان»، لافتا الى ان ردة فعل قوات الجيش والامن على المهاجمين «كانت قوية وسريعة».
والأربعاء الماضي، قتلت وحدات مشتركة من الجيش والأمن خمسة متطرفين مسلحين برشاشات كلاشينكوف، تسللوا من ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى، وتحصنوا بمنزل في بن قردان اقتحمته قوات الأمن والجيش.
سمع منذ قليل دوي انفجار كبير وسط مدينة بن قردان التونسية، وذلك بعد ليلة هادئة شهدت تطبيقاً صارماً لحظر التجول في المدينة.
من جهة أخرى، أفادت مصادر رسمية من الإدارة العامة للحرس الوطني بأن الاعترافات الأولية للإرهابيين السبعة الذين تم إلقاء القبض عليهم إلى جانب القبض على عنصر آخر خطير، بينت أن العناصر التي تسللت من ليبيا قادمة من صبراتة، وعددها 60، من بينها عنصر جزائري خطير جداً، وهو من بين المتزعمين للمجموعة والذي كان محل تفتيش وبحث.
وذكرت المصادر، أنه وفقاً للاعترافات أيضاً فإن العناصر المذكورة، وبعد الضربة الأولى التي تلقتها من الوحدات الأمنية والقضاء على 5 منهم، طلبت تعزيزات من الخلايا النائمة بمدن تونسية.
وقامت المجموعات الإرهابية بالهجوم من 3 و4 اتجاهات مختلفة، واستهدفت منطقة الحرس الوطني والثكنة الحدودية وثكنة التدخل والثكنة العسكرية والمعتمدية ومركز الأمن العمومي والاستعلامات، إلى جانب بلدية بن قردان، إضافة إلى محاولة استهدافهم لمقر فوج التدخل، وفقاً للمصادر.
توالت ردات الفعل الدولية مُدينة العملية الإرهابية التي استهدفت مدينة بن قردان التونسية الحدودية مع ليبيا، والتي تسببت بمقتل 36 متطرفاً و10 عناصر أمن وجندي واحد و7 مدنيين. وقد أثارت المواجهات تراشقاً كلامياً بين تونس وليبيا.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن تدين هذه الهجمات الإرهابية، مشيراً إلى استعداد الولايات المتحدة لمساعدة الحكومة التونسية في مواجهة الإرهاب مرحبة بالرد السريع والشجاع لقوات الأمن التونسية.
من ناحيته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الهجمات التي تعرضت لها بن قردان، مشدداً على الالتزام بالوقوف إلى جانب الشعب التونسي لمواجهة الإرهاب والحفاظ على مكتسبات الثورة.
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، دعم بلاده لتونس، لافتاً إلى أن فرنسا عازمة أكثر من أي وقت مضى على مواصلة وتكثيف تعاونها مع تونس لمكافحة الإرهاب.
وكان الرئيس التونسي قد وجه أصابع الاتهام إلى ليبيا بضلوعها في تصدير الإرهاب إلى بلاده، مشيراً إلى أن المهاجمين كانوا يسعون للسيطرة على المنطقة وإعلانها ولاية جديدة تابعة لهم.
ونفى المتحدث باسم الحكومة الليبية، محمد العريبي هذه الاتهامات.
وفرضت السلطات التونسية حظراً للتجول في مدينة بن قردان بعد الأحداث الدامية وبدأت عملية عسكرية لتمشيط كامل الشريط الحدودي بين تونس وليبيا.
على صعيد متصل نفى محمد العريبي، المتحدث باسم الحكومة الليبية، أن تكون ليبيا تصدر الإرهاب إلى تونس، وذلك في رده على تصريحات الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي التي اتهم فيها ليبيا بتصدير الإرهاب إلى بلاده.
وكان الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، قد قال أمس الاثنين، إن المسلحين الإرهابيين الذين هاجموا مدينة بن قردان كانوا يسعون للسيطرة على المنطقة وإعلانها ولاية جديدة تابعة لهم.
وأضاف السبسي في كلمة موجهة للشعب بثها التلفزيون الحكومي «هذا الهجوم منظم وهو غير مسبوق، وربما كان الهدف منه السيطرة على هذه المنطقة وإعلانها ولاية جديدة، ولكن قواتنا التي توقعت هذا كانت موجودة ويحق للتونسيين الافتخار بها».
وتابع أن الجيش سيدحر «الجرذان» في منطقة بن قردان وكامل البلاد.