
موسكو – عواصم – «وكالات»: اعتبر عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض وعضو وفد المعارضة في مفاوضات جنيف، جورج صبرا، أن مجريات المحادثات في جنيف تشير إلى وجود توافق دولي كبير بشأن الحل السياسي في سوريا، مشدداً على أن مسألة رحيل الأسد غير قابلة للتفاوض بالنسبة للمعارضة.
وأشار صبرا إلى أن موسكو بدأت تتوافق مع واشنطن بشأن مسألة إنهاء الحرب السورية ورحيل الأسد.
ويأتي هذا بينما أكد دبلوماسي أميركي أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» زار موسكو مطلع مارس الحالي وبحث الانتقال السياسي في سوريا.
وجاء التأكيد الأميركي بعد إعلان موسكو عن الزيارة السرية، نافية وجود أي صلة بينها وبين قرار انسحاب قواتها من سوريا.
من جهة أخرى نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفارة الأميركية في روسيا قولها ، إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، جون برينان، أثار مسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
أضافت أن برينان ناقش أيضاً أثناء زيارته لموسكو مطلع الشهر الالتزام بوقف إطلاق النار في سوريا.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن أوليج سيرومولوتوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله إن برينان عقد اجتماعات في مقر جهاز الأمن الاتحادي الروسي وغيره، وإن زيارته لا علاقة لها بقرار موسكو بدء سحب قواتها من سوريا.
وكان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، نفى أمس الأول أي اتصالات بين برينان والكرملين أثناء الزيارة.
في سياق آخر أظهرت المشاهد الأولى لتدمر حجم الدمار الذي أصيبت به المدينة القديمة المصنفة على قائمة التراث العالمي، إثر القصف الجوي من قبل الطائرات الروسية ومن قبل النظام السوري فضلاً عما اقترفه تنظيم داعش الإرهابي بحق أحد أعرق المواقع الأثرية، و»عروس البادية» كما تسمى.
وليست هناك تقارير توثق بعد كل الأضرار بانتظار دخول فرق من اليونيسكو المدينة قريباً لمعاينتها، في حين أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة للنظام السوري، أن ترميم الآثار المتضررة والمدمرة في مدينة تدمر يحتاج إلى خمس سنوات من العمل. وتعرضت تدمر خلال السنة الماضية للدمار على مرحلتين: الأولى في مايو 2015 حين سيطر تنظيم «داعش» عليها بعد انسحاب قوات الأسد، تلى ذلك تدمير التنظيم لعدد من صروحها التاريخية أهمها معبد بال. وأتت مرحلة الدمار الثانية الآن مع استعادة نظام الأسد لها وما صاحب ذلك من قصف عشوائي واشتباكات، وغارات جوية.
من جهتهم، رأى كثيرون تقدم النظام، الذي يعد ضربة للتنظيم، خسارة «داعش» لمعركة لا خسارة للحرب. فالتنظيم انسحب من تدمر ولم يقاتل حتى الرجل الأخير وهو ما يعد جزءاً من استراتيجيته المعتادة. كما مازال يسيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، ما يعني أن الخطر الذي يهدد تدمر كما باقي مدن سوريا لن ينتهي بعد وسيستمر حتى زوال القوة الأساسية للتنظيم وهو لن يكون ممكناً إلا بحل سياسي يعيد توحيد السوريين في وجهه.