دولي

عواصم - «وكالات» : تُستأنفَ محادثات جنيف 3, لكن التوصل الى «نتيجة ملموسة» كما وعد المبعوث الأممي دي ميستورا بشأن بدء مسار الانتقال السياسي يبدو أنها لا تزال بعيدة المنال بحسب تحذيرات أميركية وما ورد في صحف أميركية أيضا.

ورغم التصريحات الأممية بأن الانتخابات البرلمانية بسوريا ليست محط أنظار, وهو ضمناً عدم اعتراف بها وتقليل من أهميتها لكن النظام متمسك بحسب ديبلوماسيين بحالة إنكار للواقع ويتعاطى وكأنّ كل شيء على ما يُرام وأنّ الانتخابات البرلمانية التي يعقدها مهمة لدرجة أن يصبّ جهوده عليها.. وبالتالي أخّر إرسال وفده إلى جنيف حتى يوم الجمعة بسبب هذه الانتخابات التي انتقدتها الامم المتحدة وعلى أنها ستكون ضمن مناطق سيطرة النظام, والمعارضة تقول إنها «مسرحيّة» وأنها تسميات وطبعاً ليست بانتخابات. 

وبظل هذه التطورات لا يمكن إلا الإشارة الى عدد من التطورات والاحداث التي تترافق مع محادثات جنيف 3. 

1 - وقف الأعمال العدائية مهدد بالانهيار مع التحضيرات لاقتحام حلب من جانب النظام وبدعم إيراني... تحت غطاء محاربة النصرة.

2 - بحسب المعارضة خرقت قوات النظام الهدنة في درعا فاستهدفت بالصواريخ أحياء درعا البلد كما استهدفت عدة مدن وبلدات في ريف المحافظة بالقذائف.

3 - بحسب تصريحات السفيرة الأميركية لدى الامم المتحدة , فإنّ النظام رفض خلال هذا الشهر السماح بمرور القوافل الإنسانية إلى درعا وأضافت أن تقارير تفيد بتجول الأطفال في المدينة وكأنهم هياكل عظمية فيما يضطر الناس إلى العيش على تناول العشب.

4 -  وفيما يتعلق بمضمون المحادثات المعارضة تصرّ على ألا مكان للأسد بالمرحلة الانتقالية أما النظام فيقول بالعكس. 

في ظل كل هذه الأجواء إذن تُستأنف مفاوضات جنيف, بينما حذرت واشنطن بلسان سفيرتها الى الامم المتحدة من مناخ حساس لهذه المحادثات بالتزامن مع انحدار في وصول المساعدات الإنسانية وانحدارات أخرى في وقف الأعمال العدائية.

من جانب اخر أعلنت الأمم المتحدة أنها لا تتعامل مع الانتخابات البرلمانية التي يجريها النظام السوري في المناطق الخاضعة لسيطرته، مشيرة إلى أنها تركز على مفاوضات جنيف حالياً.

وأوضح فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي أن الأمم المتحدة لا تتعامل مع تلك الانتخابات، وتركيزها الآن منصب على جولة المحادثات المقبلة المزمع انطلاقها في جنيف، و الأمم المتحدة تسعى إلى أن تضمن جميع أطراف الأزمة عدم انزلاق العنف في سوريا إلى نطاق أكبر.

من جانب اخر من المقرر أن يستمع مجلس الأمن خلال جلسة مغلقة مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا ستفان ديمستورا وذلك قبل يوم من محادثات جنيف التي ستركز على المرحلة الانتقالية ومصير الأسد..

وكان المبعوث الأممي قد أجرى مباحثات في ايران تناولت مستقبل المحادثات السورية وأهمية استمرار وقف اطلاق النار.

وقال «ناقشنا مستقبل المحادثات السورية السورية وكيف نحافظ عليها فاعلة واتفقنا على انه من الهام استمرار وقف اطلاق النار واستمرار وصول المساعدات الانسانية لكافة المناطق وليس فقط للمناطق المحاصرة .. كما شددنا على أن المشاورات المتعلقة بالعملية السياسية التي ستقود الى عملية انتقال سياسي هي عملية هامة وعاجلة .. من الهام لي استشارة السلطات الايرانية لان لهم تأثير في الموضوع السوري ولانهم يعطونيي نصائح هامة عملت بها وسأعمل بها في مستقبلا بالمحادثات «.

هذا وكانت الولايات المتحدة أعربت عن قلقها الشديد من تصاعد العنف في سوريا، معتبرة إياه مقوضاً لاتفاق وقف إطلاق النار

وأوضح متحدث الخارجية الأمريكية مارك تونر أن بلاده قلقة جداً من تصاعد العنف بما في ذلك انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن القسط الأكبر من هذه الخروقات تقع مسؤوليتها على نظام الأسد و حلفائه.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية جون كيري كان قد أعرب عن قلقه هذا إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية له الأحد الماضي.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر أن الولايات المتحدة ترى الانتخابات النيابية المقبلة في سوريا غير شرعية لأنها لا تعبر عن إرادة الشعب السوري».

من ناحية أخرى دعت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور كلاً من روسيا والدول التي لديها تأثيراً على النظام السوري بضرورة الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا.

وحذرت باور من أن التصعيد الحالي للعنف من قبل النظام السوري قد يهدد محادثات السلام.

وعبرت باور عن قلق واشنطن من إعلان النظام هجومه على حلب والذي من شأنه أن يضر بفرص إنهاء الصراع.

وانتقدت النظام السوري لرفضه خلال هذا الشهر السماح بمرور القوافل الإنسانية إلى درعا. 

وقالت باور إن سوريا تشهد انحداراً في وصول المساعدات الإنسانية وانحدارات أخرى في وقف الأعمال العدائية.

وأطلع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، مجلس الأمن الدولي على آخر مستجدات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2268 حول دعم تنفيذ اتفاق «وقف الأعمال العدائية» في سوريا.

وأوضح البيان أن المبعوث الأممي سيصل إلى جنيف في وقت لاحق اليوم لاستئناف المحادثات السورية.