
عواصم - «وكالات» : اعترف الرئيس الروس، فلاديمير بوتين، أخيراً بأن موسكو استخدمت سوريا كأرض تجارب لأسلحتها خلال حملتها لدعم النظام السوري.
إقرار بوتين هذا جاء ضمن حديثه عن تقدم صناعة الأسلحة في روسيا وارتفاع مبيعاتها خلال مقابلة مع التلفزيون الروسي.
وقد شهد مبيعات الأسلحة الروسية ارتفاعاً بنسبة 7.2 في المئة عن الأعوام الماضية، وفي هذا السياق، توقّع بوتين أن يصل الطلب على الأسلحة الروسية لذروته في 2017.
وقد بدأت روسيا في سبتمبر 2015 حملة عسكرية لدعم نظام بشار الأسد في سوريا، استخدمت خلالها شتى أنواع الأسلحة الثقيلة والحديثة. كما استخدم الجيش الروسي في سوريا أسلحة لأول مرة كمروحية «كا- 52».
يذكر أن المعارضة السورية أكدت مراراً أن روسيا تستخدم في سوريا بعض الأسلحة غير الدقيقة وهو ما يتسبب بوقوع المجازر. وقد أكد بوتين نفسه هذه النظرية حيث قال في المقابلة التي نُشر جزء منها موقع «روسيا اليوم»: «العملية الروسية في سوريا ساعدت في الكشف عن عدد من العيوب في الأنواع الجديدة من الأسلحة الروسية».
وأوضح بوتين أن «ممثلين عن بعض المصانع الحربية الروسية زاروا سوريا لإزالة العيوب»، مضيفاً أن العمل في هذا الاتجاه مستمر.
وخلال المقابلة نشرت القناة الروسية تقريراً من مصنع للسلاح في مدينة تول، التي تسمى عاصمة السلاح الروسي، واستعرض التقرير بعض الأسلحة الفتاكة التي يعمل على تصنيعها خبراء عسكريون، وقال معد التقرير إن العديد من الأسلحة المعروضة وصلت إلى مطار حميميم في ريف اللاذقية بسوريا.
يذكر أن في أكتوبر الماضي قالت صحيفة «التايمز» البريطانية إن «روسيا تستخدم سوريا حقلاً لتجريب أسلحتها واستعراض قوتها العسكرية».
وكانت مجلة «ذا ناشيونال اينتيريست» قد نقلت في وقت سابق عن مصدر مطلع في الاستخبارات الجوية الأميركية، تأكيده أن العملية الروسية في سوريا ستتيح اختبار روسيا طائرتي «سو-30 أس أم» و»سو-34» في غارات حقيقية لتحذو بذلك حذو الولايات المتحدة، التي هي الأخرى تستخدم طائرتها «رابتور» في أجواء سوريا من أجل نفس الغرض.
من جانب اخر تفاوتت تعليقات موسكو وواشنطن على قرار المعارضة السورية تعليق المشاركة بالمفاوضات، إذ اعتبرت موسكو أن المفاوضات لا تزال سارية ولم تتجمد، وأن الموفد الدولي ما زال يعقد اجتماعات منفصلة، بينما قال البيت الأبيض إنه يتفهم موقف المعارضة السورية. حيث لم يكن انسحاب المعارضة من المفاوضات مفاجئا، فالخلاف مازال في نقطة البداية. كما أن المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد في مدينتي كفرنبا ومعرة النعمان شكلت جوا دوليا متفهما لقرار المعارضة وفقا لأول تصريح للبيت الأبيض الذي دعا أيضا المعارضة للعودة إلى طاولة المفاوضات.
فيما دعت فرنسا بدورها على لسان وزير خارجيتها المعارضة للعودة، مؤكدة أنها ستقوم بكل ما يلزم لإنقاذ عملية السلام هذه.
أما موسكو الحليف الأبرز للنظام فقد قللت من أهمية قرار المعارضة، نافية أن يكون نهاية للعملية السياسية. واعتبر المبعوث الروسي للمفاوضات السورية أن قرار الانسحاب خاطئ، واتهم الهيئة العليا للمفاوضات بأنها تفتقر لرؤية سياسية للمرحلة الانتقالية، وأنها عاجزة عن إبرام اتفاق سياسي.
أما اتفاق وفد النظام فمازال بعيدا جدا عن تصورات المعارضة، حيث كان آخر طرح للنظام في جنيف تشكيل حكومة تضم معارضين لكن تحت قيادة الأسد، وهو ما اعتبرته المعارضة رصاصة الرحمة على مفاوضات جنيف، إلى جانب عدم التزام النظام بالقرار الدولي 2254 الذي ينص على فك الحصار عن المدن وإطلاق سراح المعتقلين ووقف الأعمال العدائية.
من ناحية أخرى قالت وكالات أنباء روسية إن الكرملين أعرب، اليوم الأربعاء، عن قلقه إزاء تأجيل محادثات السلام السورية في جنيف.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية المشاركة في المحادثات مع النظام السوري قالت، أمس الثلاثاء، إن الهدنة على الأرض فشلت، وإنها ستؤجل المحادثات لأجل غير مسمى.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله: «الوضع ليس سهلا وبالطبع يسبب درجة ما من القلق».
من جانب آخر سيطر تنظيم داعش، مساء الثلاثاء، على أحد أحياء مدينة دير الزور في شرق سوريا، وأصبح على مقربة من مطار المدينة العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتمكن التنظيم المتطرف «من السيطرة على كامل حي الصناعة في مدينة دير الزور عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، بحسب المرصد.
وتدور اشتباكات حاليا، يرافقها قصف من طائرات حربية عند «أطراف حي الطحطوح الذي يفصل بين حيي الصناعة وهرابش القريب من مطار دير الزور العسكري».
ويسيطر داعش منذ العام 2013 على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور وحقول النفط الرئيسية فيها، والتي تعد الأكثر إنتاجا في سوريا.
ويسعى منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل المحافظة، حيث لا يزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور تحت سيطرة قوات النظام.
وإثر تقدم حققه في يناير الماضي، بات التنظيم المتطرف يسيطر على 60% من مدينة دير الزور، وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات متقطعة بين المتطرفين وقوات النظام السوري.
ويشدد التنظيم منذ مطلع العام 2015 حصاره على الأحياء التي لا تزال بأيدي قوات النظام في وسط وغرب وجنوب غرب المدينة، حيث يعيش نحو 200 ألف شخص في ظروف إنسانية صعبة، ويتم إدخال مساعدات ومواد غذائية إليهم عن طريق المهربين، أو جوا بواسطة المروحيات التابعة لقوات النظام أو لروسيا.
ونجحت الأمم المتحدة للمرة الأولى الشهر الحالي بإلقاء مساعدات غذائية من الجو على الأحياء المحاصرة في المدينة.