
عواصم - «وكالات» : ذكرت منظمة الصليب الأحمر الدولية، في بيان الخميس، أن «حلب على شفا كارثة إنسانية بعد أسبوع من تصاعد العنف» فيها.
وأضافت المنظمة أن المعارك الشرسة التي تندلع في حلب بين مقاتلي المعارضة والقوات التابعة للنظام السوري أدت إلى تفاقم محنة عشرات الآلاف من سكان المدينة التي وصفتها اللجنة بأنها واحدة من أكثر المناطق تضرراً من القتال في الصراع المندلع منذ خمسة أعوام.
وقتلت الغارات التي تشنها قوات النظام السوري أكثر من 89 مدنيا بمدينة حلب وحدها منذ 22 أبريل من العام الحالي 2016، وجرحت ما يقارب 135 مدنيا في المدينة نفسها والتاريخ عينه.
وقتل أكثر من 27 مدنياً جراء قصف جوي استهدف مستشفى ميدانياً ومبنى سكنياً مجاوراً له في حي السكري في مدينة حلب.
وأفاد الدفاع المدني وناشطون في المدينة، أن قصفا جويا استهدف مستشفى القدس في حي السكري ومبنى سكنيا ملاصقا له، ما أدى إلى مقتل 27 شخصا على الأقل، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارة نفذتها طائرات تابعة لقوات النظام.
من ناحية أخرى، يواصل النظام السوري استهداف أطقم الدفاع المدني والإسعاف، ما يعقد الوضع الإنساني أكثر في المدينة.
من جانب آخر أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن مستشفى القدس بحلب استهدف بغارات مباشرة وعمدا ما أدى إلى تدميره.
وأفادت مصادر طبية في المدينة أن عدد ضحايا المستشفى الواقع في حي السكري، ارتفع إلى أكثر من 27 قتيلا، بينهم أطفال وأطباء ومرضى كانوا داخل المستشفى الذي تديره أطباء بلا حدود.
وقال شاهد عيان إنه تعذر تحديد هوية الجثامين، نظرا لاحتراق بعضها، ووجود جثامين دون رأس أو لتهشم وجهها».
ويستقبل المستشفى المرضى الذين يشكون من الأمراض الداخلية والمزمنة ومعظمهم من كبار السن.
فيما أكد ناشطون عدم وجود أي عنصر من أي فصيل عسكري في المستشفى عند استهدافه.
من جانب آخر أصدر المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وثيقة تقول إن أحدث جولة من محادثات سوريا حققت تقدما، لكن لا تزال هناك خلافات كبيرة بين الجانبين بشأن رؤية كل منهما للانتقال السياسي. وأكد دي مستورا في وثيقته المكونة من سبع صفحات والتي أصدرها في ختام جولة من المحادثات أن الجانبين يتشاركان الرأي بأن «الإدارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين».
وحاول المبعوث الدولي في تقريره إلى مجلس الأمن إعطاء أمل بالعملية السياسية المتعثرة، حيث أصبح اليوم ووفقا لدي ميستورا طرح الانتقال السياسي للنقاش أمرا ممكنا، وهو تقدم يجب البناء عليه.
ويملك دي ميستورا أملا لا يبدو مبررا لكثيرين بمن فيهم هو نفسه، بعد أن حذر من ما هو أسوء. حيث إن الهدنة السورية مهددة بانهيار تام، لاسيما في حلب وثلاثة مناطق أخرى.
ورغم أن دي ميستورا لم يعلن بشكل صريح عن عودة جديدة إلى جنيف، إلا أنه أكد أن جلسة أو اثنتين قد تعقد قبل يوليو القادم.
كما أصدر دي ميستورا وثيقة حول الجولة الأخيرة من المفاوضات أكد فيها على توافق على حكومة انتقالية تضم المعارضة والنظام ومستقلين، إلا أنه أكد أيضا أن الخلاف مازال كبيرا فيما يتعلق بالانتقال السياسي.
وقال دي ميستورا: «إن مواطنا سوريا يموت كل خمس وعشرين دقيقة بسبب القصف أو المعارك، وطالب روسيا والولايات المتحدة بإنعاش عاجل لوقف الأعمال القتالية».
إلا أنها تطورات ميدانية لا تشير إلى إمكانية عودة قريبة لوفد المعارضة لطاولة المفاوضات مالم تنجح مساعي دي ميستورا لإحياء عاجل للهدنة، ناهية عن تدهور الأوضاع الإنسانية في المدن المحاصرة مثل داريا، حيث قالت الأمم المتحدة: «إن نظام الأسد رفض طلبات لا تحصى للسماح لها بإدخال مساعدات غذائية وطبية إلى المدينة المحاصرة».
من جهة أخرى طالبت الأمم المتحدة، الخميس، بإيصال مساعدات عاجلة إلى 35 منطقة محاصرة في سوريا.
وقالت المنظمة الدولية إن الوضع في حلب «كارثي» بعد غارات دامية شنت الليلة الماضية على مستشفى، وحذرت من خطر توقف شريان المساعدات الذي يوصلها لملايين السوريين.
وقال يان إيغلاند، رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة للصحافيين بعد اجتماع أسبوعي للقوى الكبرى والإقليمية الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا «لا يمكنني التعبير عن مدى فداحة الوضع في الساعات أو الأيام المقبلة».
وأضاف «تم إبلاغ أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا مباشرة اليوم بالتدهور الكارثي في حلب خلال اليوم أو اليومين الأخيرين، وكذلك في أجزاء من منطقة حمص».
وطالب مسؤول الأمم المتحدة أيضا بالسماح بوصول المساعدات إلى 35 منطقة محاصرة، ويصعب الوصول إليها خلال مايو المقبل.