
عواصم - «وكالات» : قتل 16 شخصاً على الأقل الأحد في قصف جوي متواصل منذ أيام على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب في شمال سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، إن «القصف الجوي تواصل طوال الليل وأصبح أكثر شدة صباح اليوم»، مشيراً إلى أن «40 غارة استهدفت منذ فجر الأحد مدينة حلب والمناطق الواقعة إلى الشمال منها».
واستهدف القصف أحياء عدة في الجهة الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل ما أسفر، وفق المرصد، عن «مقتل تسعة مدنيين في قصف مروحي بالبراميل المتفجرة على حي القاطرجي، واثنين آخرين بينهم طفل في حي الميسر».
وأشار المرصد إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب سقوط «عشرات الجرحى في القاطرجي».
واستهدفت الغارات الجوية أيضاً بلدات عندان وحريتان وكفرحمرة في ريف حلب الشمالي، فضلاً عن طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد المتبقي لسكان الأحياء الشرقية ويؤدي إلى غرب البلاد، الذي بات بسبب القصف بحكم المقطوع.
إلى ذلك، واصلت الفصائل المقاتلة، وفق المرصد، قصفها للأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام في المدينة.
وتشهد مدينة حلب منذ أيام عدة قصفاً عنيفاً متبادلاً بين الطرفين، إذ قتل السبت24 شخصاً، بينهم ستة أطفال، في الأحياء الغربية وقتل 11 آخرون في الأحياء الشرقية، وفق المرصد.
وكان اتفاق هدنة تم التوصل إليه في مناطق عدة من سوريا، بينها حلب في نهاية فبراير، انهار بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ في المدينة، وأوقع 300 قتيل خلال أسبوعين، ما دفع رعيي الاتفاق، الولايات المتحدة وروسيا، إلى الضغط من أجل فرض اتفاقات تهدئة، ما لبثت أن سقطت أيضاً.
من جهة أخرى ندد مجلس العلاقات الدولية (كوغر) بالجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إيران في سوريا بحق العرب، وبسياسة الأرض المحروقة التي تسعى من خلالها إلى تدمير البنى التحتية وإهلاك الحرث والنسل».
وأكد المجلس أن سياسة إيران هي تدمير كل ما يمت للعروبة والحضارة والهوية العربية، بما فيها إدارة العمليات العسكرية بسوريا، وقيام الوحدات الإيرانية والطيارين الإيرانيين بعمليات القصف العشوائي للمدنيين والأسر السورية وأطفالها ونسائها، وسط سكوت من جانب المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم».
وقال الأمين العام لكوغر مؤنس المردي في تصريح صحفي «إن ما يجري في سوريا الآن من قيام وحدات النخبة العسكرية الإيرانية، بمساعدة نظام بشار الأسد على قتل العرب والآلاف من الأسر السورية، وقيام الطيارين الإيرانيين بقيادة الطائرات وإلقائهم البراميل المتفجرة بشكل عشوائي فوق رؤوس المدنيين والأطفال والنساء، من دون تفريق بين استهداف الأهداف العسكرية والمدنية، لهو دليل واضح على السياسة العرقية والطائفية الإيرانية، بتدمير كل المدن السورية التي ترفض الاحتلال الإيراني لسوريا».
وأضاف أن «الملفت للنظر هو تدخل الطيارين الإيرانيين بقيادة الطائرات السورية، وقيامهم بعمليات إلقاء البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية، خوفاً من فرار الطيارين السوريين ورفضهم القيام بهذه العمليات، نتيجة لفقدان نظام بشار الأسد الثقة بطياريه، ومنعهم من قيامهم بعمليات قصف تستهدف رموز ومنشآت النظام، مما يؤكد على أن الوضع الداخل للنظام منهار كلياً، ولهذا تمت الاستعانة بالطيارين الإيرانيين والآلاف من الحرس الثوري والتنظيمات اللبنانية والعراقية والمرتزقة الموالين لطهران، في دليل على أن المعركة الآن هي بين المعارضة العربية والاحتلال الإيراني».