
بغداد - «وكالات» : سجلت حالات وفيات بين النازحين من مدينة الفلوجة العراقية غرقاً بعد أن استهدفهم تنظيم داعش وهم يعبرون نهر الفرات، بينما قتل نازحون آخرون على يد قناصة التنظيم.
وأفادت مصادر بغرق 13 مدنياً من أهالي منطقة الحصي جنوب الفلوجة، غالبيتهم من النساء والأطفال، حاولوا الوصول إلى الضفة الثانية باتجاه ناحية عامرية الفلوجة التي تقع تحت سيطرة القوات الأمنية.
وأعلن رئيس المجلس المحلي لناحية العامرية، شاكر العيساوي، أن قسم الطوارئ في مستشفى العامرية تلقى جثامين 13 شخصاً غالبيتهم أطفال ونساء قضوا غرقاً في نهر الفرات بعد استهداف زوارقهم بنيران تنظيم داعش الذي يستهدف جميع العوائل المتجهة عبر نهر الفرات باتجاه القوات الأمنية على الجهة الثانية.
من جهته، أكد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أن «الانتصار الكبير الذي تحقق في منطقة الصقلاوية» يفسح المجال لتطويق الفلوجة بالكامل، وأن كل ضواحي المدينة أصبحت محررة.
في غضون ذلك، حذّر مسؤولون في محافظة الأنبار من كارثة إنسانية ستحل بمئات العائلات التي نزحت مؤخراً من الفلوجة إلى مناطق في عامرية الفلوجة عبر نهر الفرات.
وناشد مدير ناحية عامرية الفلوجة، فيصل العيساوي، العالم وكل المنظمات الإنسانية والحكومة العراقية، إلى الإسراع في تقديم المعونات الإنسانية، لما وصفه بالسيل الجارف من العائلات النازحة، مؤكداً تسجيل حالات وفيات غرقاً بسبب نيران داعش أو على يد قناصة التنظيم.
وأشار إلى أن المخيمات والمنازل والمدارس قد امتلأت بالعائلات وسط شح كبير في المواد الإغاثية والإنسانية.
من جانب آخر اتهم عضو مجلس محافظة الأنبار، راجع بركات، قوات الحشد الشعبي، بممارسة عمليات قتل ضد المدنيين من سكان الفلوجة العراقية.
وقال بركات أمس الأحد، إننا «نحمل رئيس الحكومة حيدر العبادي مسؤولية حماية أرواح المدنيين من سكان الفلوجة بسبب تعرض واختفاء العشرات منهم ومن ضمنهم 73 مدنياً جرى إخفاؤهم لدى ميليشيات ترتدي زي الشرطة الاتحادية والتي أخذت تهيمن على دور الجيش والشرطة».
وأضاف «نحن في مجلس محافظة الأنبار نوجه دعوتنا للمجتمع الدولي بوجود انتهاكات ضد المدنيين في الفلوجة لأن رئيس الوزراء لم يعد قادراً على ردع هذه الميليشيات التي تحمل صفة الحشد الشعبي وترتدي زي الشرطة الاتحادية وتقوم بأعمال قتل طائفي بحجة الأخذ بالثأر وتتلفظ بألفاظ طائفية تنم عن حقد أسود تجاه الفلوجة التي وقعت ما بين جرائم داعش وجرائم الميلشيات».
وأوضح قائلاً «تلقينا تهديدات بالتصفية لأكثر من مرة بعدم اتهام الحشد الشعبي وكشف الانتهاكات التي تمارسها عناصره لكننا نؤكد أن أرواحنا أرخص من دماء أهلنا في الفلوجة، ولذلك نقول إنه إلى جانب إخفاء 73 مدنياً فأنه تم إخفاء 150شخصاً أمس في ضواحي الصقلاوية، عندما هربوا من داعش باتجاه القوات الأمنية، ونحن في حكومة الأنبار لا نعرف مصيرهم».
وطالب الأمم المتحدة بأن تتدخل بشكل مباشر لمنع دخول الحشد الشعبي وارتكاب مجازر دموية في الفلوجة.
وكان النائب حامد المطلق اعلن قبل يومين عن قيام عناصر في الحشد يرتدون زي الشرطة الاتحادية بإعدام 17 مدنياً قرب الفلوجة بينهم ستة أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاماً.
من ناحية أخرى صرح رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، أمس الأحد، بأن الوضح الحالي في العراق «لا يبشر بخير».
وقال الصدر، في معرض إجابته على استفسار من أحد انصاره، إن «وضع العراق الحالي لا يبشر بالخير، وخصوصاً مع عزوف البعض ممن ينتمي لنا من الاستمرار بالتظاهر، مما زاد حزني الكبير والعميق على العراق الجريح».
وأضاف: «أنا أنتظر الثورة الشعبية الكبرى السلمية ضد الدواعش الإرهابيين، وضد دواعش الفساد في الحكومة الحالية».
وتابع الصدر: «يبقى الخيار للشعب... فالشعب لابد يوماً أن ينتفض».
من جهة أخرى أمر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، السبت، بملاحقة مقاتلين من ميليشيات الحشد الشعبي متهمين بارتكاب «انتهاكات» بينها القتل، بحق مدنيين خلال مشاركتهم في الحملة العسكرية لاستعادة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار غربي البلاد، من قبضة تنظيم «داعش».
وقال العبادي، في تصريحات بثها التلفزيون العراقي الرسمي، إن «هناك أخطاء، وأنا أعترف، ولدينا مقاتلون شاركوا في معارك الفلوجة ليسوا على نمط واحد».
وأضاف: «إننا لا نقبل بأي تجاوز، وأكدنا على الجهات الأمنية أن تراعي حقوق الإنسان، وتحترم كرامتهم (أي: كرامة المدنيين في الفلوجة)».
وتابع: «التجاوزات (ضد المدنيين في الفلوجة) ليست منهجية، لكننا لن نسكت عنها، ولن نتستر على أحد».
وأوضح في هذا الصدد، أنه أمر بملاحقة المتهمين بـ «قتل» و «ارتكاب انتهاكات أخرى» بحق المدنيين في الفلوجة، وتقديمهم للعدالة.
وكان سكان محليون قالوا إن مقاتلي «الحشد الشعبي» «ميليشيات شيعية مدعومة من إيران»، ارتكبوا «انتهاكات» بحق المدنيين في قضاء الكرمة «13 كيلومترا شرق الفلوجة»، في أعقاب استعادة البلدة من قبضة تنظيم «داعش»، الأسبوع الماضي.