
عواصم - «وكالات» : طالب مجلس الأمن الدولي الحكومة العراقية بحماية المدنيين من أي أعمال انتقامية محتملة، في رد فعل دولي على التسريبات المصورة للانتهاكات التي تعرّض لها بعضُ المدنيين الفارين من الفلوجة.
وشدد السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر، الذي يرأس مجلس الأمن على ضرورة ضمان الدولة العراقية عدم ارتكاب أي عمليات ابتزاز أو انتقام ضد المدنيين، من قبل جماعات وصفها شبه عسكرية، في إشارة إلى عناصر الحشد الشعبي.
وأعرب المجلس عن قلقه إزاء الوضع الإنساني في الفلوجة، داعيا جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بـموجب القانون الإنساني الدولي.
هذا وشدد مجلس الوزراء العراقي، الثلاثاء، على توفير كل احتياجات النازحين من الفلوجة والمناطق الأخرى المحررة، والعمل على إعادة الحياة والاستقرار إلى هذه المدن، وعودة المواطنين إلى ديارهم.
وأكد مجلس الوزراء على ضرورة تواجد الإدارات المحلية ومتابعتها الميدانية لأحوال النازحين ومتطلباتهم.
ووافق مجلس الوزراء على إقرار الحملة الوطنية لدعم النازحين وفق توصيات اللجنة المشكلة لهذا الغرض، مع صرف تعويضات للمتضررين من محافظة الأنبار.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت تخصيص عشرين مليون دولار لمساعدة #النازحين #العراقيين الذين شرّدهم القتال في الفلوجة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جون كيربي، إن المساعدات المعلنة هي جزء من مجموعة أكبر، ستُعلَن لاحقا عبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لإقامة مخيمات لإيواء النازحين.
من جانب آخر جددت الولايات المتحدة الأميركية دعمها والمجتمع الدولي للعراق في حربه ضد «الإرهاب».
جاء ذلك خلال استقبال، رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، في مكتبه، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لإدارة التحالف الدولي لمحاربة داعش، بريت ماكغورك، بحضور السفير الأميركي في بغداد، ستيوارت جونز، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للعبادي.
وأوضح البيان أن اللقاء شهد مناقشة التقدم الكبير للقوات العراقية في محاربة داعش واستعادة الأراضي التي كان آخرها في مدينة الفلوجة، فضلاً عن الدعم الدولي للعراق وتدريب وتسليح القوات المسلحة العراقية، والاستعدادات لمعركة الموصل.
من ناحية أخرى أعلن قائد العمليات الخاصة الثانية التابعة لمكافحة الإرهاب اللواء الركن معن السعدي استكمال العمليات العسكرية بالعراق شمال صلاح الدين بعد توقفها يوما واحدا، بسبب سوء الأحوال الجوية التي أعاقت مشاركة التحالف الدولي والطيران العراقي.
وأكد السعدي أنه تم استحداث محورين آخرين للتقدم نحو الشرقاط ثم إلى قاعدة القيارة الجوية جنوب شرقي نينوى.
وكانت مصادر عسكرية أعلنت وصول تعزيزات إلى #قاعدة_سبايكر من وحدات العمليات الخاصة والشرطة الاتحادية للمشاركة في عملية شمال #بيجي، فيما أعلن قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري جاهزية قطعاته لعبور شرق دجلة إلى ناحية القيارة مع وصول قوات شمال بيجي إلى القاعدة الجوية.
ومن جهته اعتبر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري أن وضع النازحين مقلق، في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة التايمز تقريرا ركزت فيه معاناة آلاف النازحين من مدينة الفلوجة في حر الصحراء، بلا ماء ولا غذاء ولا مراحيض.
وتقول الصحيفة إن نقص الخيام دفع بالكثير من العائلات إلى المبيت في العراء، كما يضطر أفرادها إلى الوقوف في الطابور لساعات من أجل استعمال المرحاض.
ويصف مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق، نصر مفلاحي، ظروف النازحين بأنها «كارثية»، داعياً الحكومة العراقية إلى المساعدة في إدارة المخيمات التي يقول إنها بحاجة إلى الغذاء والماء والأدوية.
وينقل تقرير التايمز عن أحد العاملين في المخيم، وصفه الوضع بأنه كابوس حقيقي، وبأنه جهنم على الأرض».
ويضيف: «تسمع الصراخ والبكاء من كل صوب، والحر والغبار، وامرأة تقع مغشيا عليها من الإرهاق، وعجوز تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وتقول التايمز إن 48 ألف شخص هربوا من القتال في الفلوجة بين القوات العراقية وتنظيم داعش، حسب إحصائيات الأمم المتحدة».
وتضيف أن هذا الرقم تضاعف لأن المزيد من أهالي الفلوجة كانوا عالقين في المدينة تمكنوا من الهروب بعد حسم المعارك لصالح القوات العراقية.