
عواصم - «وكالات» : قالت منسقة الأمم المتحدة للإغاثة الإنسانية في العراق ليزا غراند خلال مؤتمر في أربيل، إن أكبر أزمة إنسانية ستحدث في العالم خلال العام الحالي، ستشهدها مدينة الموصل بعد بدء العمليات العسكرية لاستعادتها من داعش.
وفي مؤتمر في أربيل بحث خططاً لتدارك الأوضاع الإنسانية التي قد تنجم عن معركة استعادة الموصل المرتقبة، ولعدم تكرار سيناريو الفلوجة.
فيما تحكي مخيمات النازحين في الفلوجة كارثة إنسانية لمدنيين تحرروا من داعش فوجدوا أنفسهم أسرى، ظروفا حياتية مزرية، حيث تفتح تجربة العمليات العسكرية لاستعادة الفلوجة الباب أمام تساؤلات مرتبطة بخطة الحكومة العراقية غير المكتملة والتي تنصبّ على استراتيجية عسكرية تستثني لزوم تأمين المدنيين الذين تحولوا إثر المعارك إلى نازحين ظروفُهم أقلـُّها كارثية.
من ناحيتها، تحاول منظمات أممية ودولية وإنسانية غير حكومية عدم تكرار المأساة الإنسانية في أعقاب عمليات عسكرية مرتقبة لاستعادة الموصل في ظل غياب برامج حكومية واضحة لما بعد العمليات العسكرية.
من جهتها، ترى الأمم المتحدة أن ما سيحدث في الموصل سيكون من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، خصوصا الأوضاع الحالية، لأن إقليم كردستان العراق لم يدخر جهدا في مساعدة النازحين، ولم يتحمل أعباء كبيرة.
إلى ذلك، جاء كلام المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة بالعراق في مؤتمر لمركز التنسيق المشترك لإدارة الأزمات والذي أعلن عن خطة الإغاثة الإنسانية المشتركة لعملية الموصل بحضور ممثلين عن حكومة إقليم كردستان ووزارة الهجرة والمهجرين العراقية وممثلين أممين ودوليين.
فيما تغطي الخطة الإغاثية المطروحة مدة 6 أشهر لإغاثة النازحين، وتحتاج أكثر من 275 مليون دولار لمساعدة ما يقارب 400 ألف نازح.
وتضمنت خطة سيناريوهات مستقبلية وتقييما للاحتياجات للحيلولة دون تكرار كارثة نازحي الفلوجة. مع النازحين من الموصل متى تقرّر بدء العمليات العسكرية لاستعادتها من داعش.
من جانب آخر قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن داعش مشروع خارجي ولكن «أبطالنا بتضحياتهم أجهضوا المشروع»، مؤكداً وجود دواعش فساد وسياسة وإعلام.
وأعرب العبادي، في تصريحات خلال تجمع كبير لعشائر النجف عن استغرابه من «بعض القنوات التي جن جنونها كلما اقتربنا من تحقيق النصر وهذا الأمر كان واضحاً في تحرير الفلوجة».
ونقل الموقع الإعلامي اليوم الخميس عن العبادي قوله «إننا سنحاسب كل من قتل العراقيين وسفك الدماء وأننا في الوقت الذي نحرر الأراضي فإننا نعيد الحياة والخدمات والاستقرار للمناطق المحررة».
وأكد العبادي على التزامه بتوصيات علي السيستاني، موجهاً رسالة الى دواعش السياسة قائلاً إننا «لن نتراجع عن الإصلاحات ولن نتراجع عن محاربة الفساد والإصلاحات كالدواء نتيجتها الشفاء».
وبارك العبادي الانتصارات التي» يحققها أبطالنا»، مؤكداً أن «الإصلاحات في الأجهزة الأمنية أتت أكلها في إعادة الانتصارات لقواتنا البطلة بالرغم من الصعوبات التي نمر بها».
من جانب آخر جدد رئيس كتلة ميليشيات بدر النيابية وعضو لجنة الأمن والدفاع، قاسم الأعرجي، انتقاد كتلته لما اعتبرته «إصرار العبادي» على فتح معركة الموصل قبل إكمال استعادة الفلوجة.
ولفت الأعرجي إلى أن فتح معركة جديدة قبيل حسم معركة الفلوجة بشكل نهائي أمر غير صحيح عسكرياً، على حد تعبيره.
من جانبهم، اعتبر مراقبون أن هذا البيان تشويش من قِبل ميليشيات بدر، التابعة لهادي العامري رئيس ميليشيات الحشد، على معركة القيارة المرتقبة لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم «داعش».
من جهة أخرى أكدت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنها لم تتلق ضمانات أمنية من السلطات العراقية للوصول إلى الفلوجة وتقديم المساعدات للمدنيين.
وقال مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية، أمين عوض، إن قوات غير رسمية تعرقل عمل المفوضية، وتعيق تقديم المساعدات لمستحقيها.