
بيروت - «وكالات» : استهدف هجوم جديد بلدة القاع اللبنانية على الحدود مع سوريا، لتبلغ حصيلة الهجمات 8 في أقل من 24 ساعة.
ونفذ انتحاريون سلسلة الانفجارات، حيث أقدم أحدهم وكان يستقل دراجة نارية على إلقاء قنبلة يدوية باتجاه تجمع للمواطنين أمام كنيسة البلدة، ثم فجر نفسه بحزام ناسف. وتلاه إقدام انتحاري ثانٍ يستقل دراجة على تفجير نفسه.
ثم أقدم شخصان آخران على محاولة تفجير نفسيهما، حيث طاردت وحدة من مخابرات الجيش أحدهما ما اضطره إلى تفجير نفسه دون إصابة أحد.
من جانبه، حاول الانتحاري الآخر تفجير نفسه في أحد المراكز العسكرية، إلا أنه استُهدف من قبل العناصر ما اضطره أيضاً إلى تفجير نفسه دون التسبب بإيذاء أحد، وفق ما جاء في بيان لقيادة الجيش اللبناني.
وبدأ الجيش، مباشرة بعد الهجوم، عملية تمشيط في البلدة بالتعاون مع المواطنين وطالبهم بعدم التجوال خشية وجود انتحاريين آخرين في البلدة. وأفادت مصادر إعلامية بقصف الجيش اللبناني مواقع تنظيم #داعش في جرود القاع.
وشهدت ساعات الصباح الأولى انتشاراً واسعاً للجيش اللبناني رافقته عمليات دهم، بحثاً عن مطلوبين، كما طلب الجيش من أهالي القاع إرجاء تشييع ضحايا التفجيرات خشية من موجة انتحارية ثالثة.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء حال الحداد العام طالباً تنكيس الأعلام فوق المباني الحكومية.
كما أصدر محافظ بعلبك، بشير خضر، قراراً بمنع تجول السوريين المتواجدين في بلدتي القاع وراس بعلبك القريبة منها.
من جهته، أكد الصليب الأحمر اللبناني وقوع 8 إصابات، من بينها واحدة خطرة.
وكانت سبقت هذه التفجيرات أربعة تفجيرات انتحارية فجراً أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.
وتبعد القاع، ذات الغالبية المسيحية، سبعة كيلومترات عن الحدود السورية، ويقطنها عدد كبير من العائلات السنية، لاسيما في منطقة مشاريع القاع الزراعية.
كذلك يوجد على أطرافها مخيمات عشوائية للاجئين السوريين.
ويحد البلدة مناطق ومعابر ذات أهمية كبيرة، ومجموعة من المعاقل التي تسيطر عليها ميليشيات حزب الله.
من ناحية أخرى أعربت الحكومة_اللبنانية، اليوم الثلاثاء، عن خشيتها من بدء موجة إرهاب جديدة على ضوء التفجيرات التي شهدتها بلدة القاع أمس.
وقال وزير الإعلام رمزي جريج في تصريحات تلفزيونية بعد اجتماع لمجلس الوزراء، إن رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام «أعرب عن خشيته من أن يكون ما حصل في القاع بداية لموجة من العمليات الإرهابية في مناطق لبنانية مختلفة»، داعيا إلى مواجهة هذا الواقع بموقف وطني موحد وكامل».
من جهته، أعلن وزير الداخيلة اللبناني نهاد المشنوق أن «معظم الانتحاريين يوم الاثنين أتوا من الداخل السوري وليس من مخيمات اللاجئين في لبنان».
وقد أرسل الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية ضخمة إلى البلدة التي تعرضت لثمانية تفجيرات انتحارية في أقل من 24 ساعة. وشهدت القاع الحدودية مع سوريا حملة مداهمات بحثا عن مشبوهين، إضافة إلى حظر للتجول.
وأُفيد أيضا عن طلب الجيش اللبناني من فعاليات البلدة إرجاء مواكب تشييع ضحايا التفجيرات خشية من وجود انتحاريين محتملين فارين.
دولياً، أدان مجلس الأمن الدولي التفجيرات الانتحارية الثمانية، مطالباً بضرورة تقديم المتورطين وممولي ورعاة تلك الأعمال الإرهابية إلى العدالة.
من جانب آخر قالت تقارير صحافية لبنانية إن حزب الله اللبناني ألغى الاحتفالات والأنشطة التي كانت مُقررة ضمن برنامج إحياء ليلة القدر في بيروت على خلفية الوضع الأمني المتوتر بعد تفجيرات القاع الحدودية الإثنين.
وأكدت وكالة أنباء النشرة، أن الحزب ألغى الاحتفال المركزي بإحياء ليلة القدر، الذي كان مقرّراً مساء الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت، بسبب الوضع الأمني المتردي، وسط استنفار أمني كبير للحزب في المنطقة.
وكانت الوكالة نفسها نقلت الأسبوع الماضي عن مصادر في بيروت أن الأيام الأخيرة من شهر رمضان ستكون حسّاسة للغاية في الضاحية الجنوبية، بعد وصول معلومات إلى جهاز أمن حزب الله عن مُخطط لضرب الضاحية.