
بغداد - «وكالات» : تتعالى مطالب شعبية وسياسية في العراق بتحرك حكومي لإنقاذ عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل قضاء الحويجة غرب محافظة كركوك، خاصة بعد مقتل المئات من الرهائن على أيدي تنظيم داعش.
وأبدى محافظ كركوك نجم الدين كريم، استغرابه من عدم وضع الحكومة في بغداد خطة لتحرير الحويجة حتى الآن.
وطالبت لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية بالإسراع بإنقاذ أهالي الحويجة من بطش تنظيم داعش.
وقال رئيس اللجنة رعد الدهلكي في بيان، إن على القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي التحرك العاجل لإنقاذ المدنيين.
وناشد الدهلكي، رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتحرك العاجل لإنقاذ أهالي الحويجة، مؤكدا أنه في حال تأخرت الحكومة في إنقاذ المدنيين سيتعرض سكان المنطقة لكارثة.
وتضغط عشائر المنطقة بدورها لمنحها الدور الكافي للشروع في العملية العسكرية التي سيكون من شأنها رفع المعاناة عن أهلهم المحاصرين، وحثت العشائر المنظمات الإغاثية المحلية والدولية على الإسراع بتوفير الدعم اللازم لتدارك الأزمة قبل حدوثها.
وداخل الحويجة، أكدت مصادر أن تنظيم داعش حفر مقابر جماعية لدفن عشرات المدنيين الذين ارتكبت بحقهم انتهاكات وجرائم قتل، ولا يزال آلاف الرجال معتقلين في سجون التنظيم من الذين حاولوا الفرار أو حثوا المدنيين على الخروج من المدينة.
وأطلق مسلحو داعش سراح أطفال ونساء، وتركوهم عرضة للمعاناة من دون معيلهم، بحسب المصادر.
من جانب آخر أعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أمس الإثنين، أن هناك تعاوناً كبيراً بين قوات البشمركة وقيادة عمليات تحرير نينوى من أجل استعادة الموصل من سيطرة تنظيم داعش.
وقال خالد العبيدي، خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش زيارته الى مقر قيادة عمليات نينوى في قضاء مخمور جنوب شرقي الموصل إن «معركة استعادة الموصل من سيطرة داعش باتت قريبة جداً، مشيراً إلى أن كل القوات الأمنية العراقية تخضع مشاركتها في عملية تحرير الموصل للخطط العسكرية.
وأضاف أن «العدو حاول أن يتعرض إلى قطعاتنا الأحد لكن قواتنا وبإسناد التحالف أوقعت أعداداً كبيرة من القتلى في صفوف الإرهابيين تقدر بـ 112 قتيلاً في هذه المعركة وقواتنا تصدت بشكل جيد، والأمور تجري بشكل أفضل في محاور أخرى».
وذكر أن «معركة تحرير الموصل تجري كما هو مخطط لها والانتقال يجري من صفحة إلى أخرى بعد تهيئة مستلزماتها، وكما مخطط لها من قبل غرفة العمليات المشتركة، وأن تنسيقاً يجري بشكل جيد مع حكومة إقليم كردستان وقيادة عمليات نينوى، وهناك استعداد كبير للتعاون من قبل البشمركة والسماح للقوات العراقية بالاستفادة والتحرك والتخندق في مناطق متاخمة لإقليم كردستان».
وقال العبيدي: «في جزيرة الخالدية في محافظة الأنبار ستحسم المعركة اليوم وحسب المعلومات الواردة إلينا، وفي الفلوجة سيجري العمل على إعادة العوائل الفارة إلى منازلها بعد تأمين مناطقهم وتطهيرها من الألغام والمتفجرات».
وذكر أن «ما حدث في البرلمان العراقي بعيد عن السياقات العسكرية، وليس هناك أي تأثير لما جرى خلال جلسة الاستجواب على حركة وقيادة القطعات العسكرية».
وكان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي يرافقه رئيس أركان الجيش وصلا صباح اليوم إلى مقر قيادة عمليات نينوى في قضاء مخمور للاطلاع على الاستعدادات الجارية لمعركة الموصل، ومن المؤمل أن يتفقد العبيدي قاعدة القيارة الجوية في أول زيارة لمسؤول حكومة للقاعدة منذ سيطرة تنظيم داعش على القاعدة في يونيو عام 2014.
من ناحية أخرى حذر عضو بمجلس محافظة نينوى العراقية من مخاطر تلوث مياه نهر دجلة جراء إقدام تنظيم داعش على ضخ كميات من النفط به.
وأضاف أن هدف التنظيم هو تدمير وإحراق الجسر العسكري العائم الذي أنشأه الجيش العراقي، وذلك عبر ضخ كميات من النفط في المجرى المائي، ما يساعد على تشكيل بقعة نفطية يتم إشعال النار بها، ومن ثم إحراق الجسر الذي يلامس المياه.
واعتبر المسؤول أن محاولة التنظيم ستبوء بالفشل، نظرا لطول المسافة بين ضخ النفط في المجرى المائي للنهر وبين موقع الجسر، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تفرق بقعة النقط وانتشارها وصعوبة اشتعال النيران بها.
وحذر من قيام داعش بضخ النفط في مناطق أخرى يمر بها نهر دجلة، لأن ذلك سيتسبب في إيقاف مشاريع تنقية مياه الشرب الواقعة على ضفتي النهر.