
عواصم - «وكالات» : قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس، إن «أدلة كثيرة تُشير إلى تعرض حلب، شمال سوريا، إلى هجوم كيميائي».
وأضاف المبعوث الأممي أن «الأدلة الكثيرة تفيد بوقوع هجوم بمواد كيميائية على حلب» وإذا تأكد الأمر بعد التحقيقات التي تُجريها الأمم المتحدة، فإن ذلك يرقى إلى مرتبة «جريمة الحرب»، حسب قوله.
وكان أحد أحياء حلب تعرض الأربعاء إلى هجوم بسلاح كيميائي حسب مصادر طبية في المدينة، وأخرى من المعارضة المسلحة.
وأكد طبيب من مستشفى القدس في حلب أن الهجوم خلف أربعة قتلى على الأقل، و55 جريحاً، سبعة منهم لا يزالون يتلقون العلاج.
وقالت مصادر من الدفاع المدني السوري في حي زبيدة الخاضع لسيطرة المعارضة، أنها أحصت ثلاثة قتلى و22 جريحاً بعد هجوم ببراميل متفجرة تحتوي على مايبدو مادة الكلور التي تدخل في صناعة الأسلحة الكيميائية.
من جانب اخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أنها ستوقف العمليات العسكرية في محيط حلب لمدة 3 ساعات يوميا بدءا من اليوم الخميس وذلك للسماح بدخول القوافل الإنسانية للمدينة.
وقال قائد العمليات في هيئة أركان الجيش الروسي اللفتنانت جنرال سيرغي رودسكوي للصحافيين الأربعاء: «لضمان السلامة التامة للقوافل المتجهة إلى حلب ستكون هناك فترات تهدئة إنسانية من الساعة 10:00 إلى 13:00 بالتوقيت المحلي ابتداء من الغد سيتم خلالها وقف كل المعارك والقصف الجوي والقصف المدفعي». وستبدأ هذه الهدنات الإنسانية الخميس بين السابعة والعاشرة صباحا بتوقيت غرينتش.
وأضاف أن «جميع العمليات العسكرية والضربات الجوية وضربات المدفعية» ستتوقف خلال تلك الفترة وأن روسيا على استعداد لمساعدة جميع المنظمات المعنية على تسليم المساعدات الإنسانية بسلام إلى سكان حلب.
وقال رودسكوي أيضا إن نحو 700 عنصر من جفش (جبهة فتح الشام) احتشدوا جنوب غرب حلب خلال الأسبوع الماضي ولا يزال مقاتلون جدد ينضمون إليهم. وأضاف أنهم يملكون دبابات وعربات قتال ومدفعية.
من جهتها اعتبرت الأمم المتحدة أن الهدنة التي أعلنت عنها روسيا لن تكون كافية لتلبية احتياجات المدنيين في حلب التي تشهد معارك عنيفة.
وصرح ستيفين اوبريان نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: «لتلبية هذا الحجم من الاحتياجات نحتاج إلى ممرين ونحتاج إلى 48 ساعة تقريبا لإدخال عدد كاف من الشاحنات».
ودعت الأمم المتحدة إلى وقف القتال لمدة 48 ساعة أسبوعيا لإدخال المساعدات الإنسانية.
وقال اوبريان إنه لم يتم إطلاعه بشكل كامل على الاقتراح الروسي، إلا أن هناك مسائل لوجستية معقدة يجب معالجتها بينها ضمان منح الوقت الكافي لسائقي الشاحنات بدخول المدينة والخروج منها بأمان.
وأضاف: «عندما تعرض علينا ثلاث ساعات، علينا أن نسأل ما يمكن تحقيقه في ثلاث ساعات».
وتساءل: «هل الساعات الثلاث كافية لتلبية الاحتياجات أم لتلبية جزء صغير جدا فقط من الاحتياجات؟».
وأضاف: «من وجهة نظرنا فمن الواضح أننا متواجدون هناك لتلبية جميع الاحتياجات، ونحتاج إلى القدر الكافي للقيام بذلك
من ناحية أخرى وجه أطباء سوريون من القلة المتبقية في الأحياء الشرقية في مدينة حلب رسالة إلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اتهموا فيها بلاده بالتقاعس في مواجهة العنف والمآسي في المدينة، وحذروا من تداعيات إعادة فرض قوات النظام الحصار عليها.
وروى أبو البراء، وهو اسم مستعار لأحد الأطباء الموقعين على الرسالة، لوكالة فرانس برس معاناتهم في تلك الأحياء، الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وقال «يتعرض الطبيب لأبشع الصور في حياته اليومية»، وخصوصاً حين يتعامل مع الأطفال أو يجد نفسه مقيد اليدين لعدم توفر إمكانيات العلاج.
ووقع 15 طبيباً من أصل 35 لا يزالون يعملون في الأحياء الشرقية على الرسالة إلى الرئيس، باراك أوباما، مشددين فيها على أن الوضع سيكون ميئوساً بالنسبة للمدنيين في حال أعادت قوات النظام فرض حصار.
وقال الأطباء في الرسالة إن «واشنطن لم تقم بـ»أي جهد لرفع الحصار أو حتى استخدام نفوذها لدفع الأطراف إلى حماية المدنيين».
وأضافوا «لسنا في حاجة إلى ذرف الدموع أو التعاطف أو حتى الصلوات، نريد أن تتحركوا، أثبتوا أنكم أصدقاء السوريين».
وبعد ثلاثة أسابيع من فرض قوات النظام حصاراً على الأحياء الشرقية دفع المدنيون ثمنه بارتفاع الأسعار والنقص في المواد الغذائية، تمكنت فصائل مقاتلة ومعارضة في السادس من أغسطس من فك الحصار، وفتحت طريقاً جديداً من الجهة الجنوبية. إلا أن هذا الطريق لا يزال غير آمن.
وأكد الأطباء أنه «ما لم يتم فتح شريان حياة حقيقي إلى حلب، فستكون مسألة وقت فقط حتى تحاصرنا قوات النظام مجدداً، ويفتك الجوع، وتجف مستلزمات المستشفيات تماماً».
ويقول أبو البراء إن «أهم فرق بالنسبة لهم بعد فك الحصار هو قدرتنا على تحويل الحالات الصعبة ـو تلك التي تفوق قدرتنا إلى خارج حلب».
وتتواصل الاشتباكات العنيفة حالياً في جنوب حلب في مسعى من قوات النظام لاستعادة المواقع التي فقدتها وإعادة تطويق الأحياء الشرقية، التي يعيش فيها 250 ألف شخص.
وفي رسالتهم إلى الرئيس الأمريكي، قال الأطباء: «أكثر ما يؤلمنا، كأطباء، أن نجبر على اختيار من سيعيش ومن سيموت».
وأضافوا «يحضرون لنا أحياناً أطفالاً إلى غرف الطوارئ، مصابين بإصابات بليغة، فيتعين علينا أن نبدّي عليهم من لديه فرص أفضل للنجاة».
كما يتعرض الأطباء لمخاطر يومية خاصة بتعرض المشافي للقصف في الكثير من الأحيان.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، شكلت سوريا العام الماضي البلد الاكثر خطورة للعاملين في القطاع الصحي، حيث تم تسجيل 135 هجوماً استهدفت المرافق والطواقم الطبية في 2015.