
عواصم - «وكالات» : أعلنت الفصائل المنضوية في غرفة عمليات جيش الفتح عن البدء بهجومٍ معاكسٍ، مساء الإثنين، على مواقع قوات النظام والميليشيات الموالية لها، جنوبي مدينة حلب، وذلك بعد تقدم النظام فيها من عدة محاور قبل أكثر من يوم.
فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين في أطراف منطقة العامرية بعد تفجير المعارضة المسلحة لعربة مفخخة استهدفت قوات النظام بمحاولة لتحقيق تقدم في المنطقة.
كما تترافق الاشتباكات مع سقوط قذائف استهدفت مناطق سيطرة النظام في حي الحمدانية ومنطقة الأعظمية وحيي صلاح الدين والأشرفية ومحيط البحوث العلمية.
بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين النظام وفصائل المعارضة المسلحة في جبهتي الراموسة وغرب الكليات العسكرية.
يذكر أن النظام تمكن من السيطرة على كلية المدفعية وكلية التسليح والمدرسة الفنية الجوية، إضافة إلى سيطرته على مواقع كان قد خسرها خلال الشهر الماضي.
وفي ظل اشتباكات حلب، استمرت الغارات الروسية على مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب. واستهدفت الغارات منطقة سكنية، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
من جانب آخر أفادت وسائل إعلام سورية أمس الثلاثاء، بقيام مجهولين باغتيال ضابط للنظام في بلدة «القريتين» بريف حمص الشرقي.
وأشارت قناة «أورينت نت» على موقعها الإلكتروني أمس الثلاثاء، إلى مقتل قائد سرية «نيران» الفرقة 11 للقوات النظامية، الرائد «ياسـر عـفـوف» ، في محيط بلدة القريتين بريف حمص الشرقي برصاص مجهولين.
وحسب القناة، قامت القوات النظامية بالتحقيق مع الأهالي حول مقتل الرائد، حيث أعطت مهلة لأهالي القرية إذا لم يسلم القاتل نفسه سوف تتخذ قراراً حاسماً بحقهم، مع فرض حظر تجوال.
وسيطرت القوات النظامية على بلدة القريتين منذ 5 أشهر بعد انسحاب داعش منها، جراء القصف العنيف الذي شنته الطائرات الروسية على المنطقة.
من جانب آخر قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحافي الإثنين، في هانغتشو إن اقتراحه بإنشاء منطقة آمنة على الحدود التركية - السورية لم يلق رداً إيجابياً من طرف البلدان المهتمة، وفقاً لصحيفة «الشرق الأوسط».
وعاد أردوغان إلى طرح المطلب التركي في كلمته أمام قمة مجموعة العشرين، حيث حث القوى العالمية على إقامة منطقة آمنة في سوريا حتى تكون هناك منطقة خالية من القتال لسكان سوريا كما أنها ستساعد على وقف تدفق المهاجرين. ويأتي هذا التصريح في الوقت الذي بات فيه تنظيم داعش الإرهابي لا يملك أي نقاط تماس مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) للمرة الأولى منذ الإعلان عن نفسه في عام 2013، بعد أن فقد مناطق وجوده على حدود تركيا.
ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» حول ما يعنيه فشل المحادثات الأميركية - الروسية حول الأزمة السورية بالنسبة للوجود العسكري التركي في سوريا، قال أردوغان إن «الوجود العسكري التركي شمال سوريا لا يمثل تجاوزاً للسيادة السورية»، مضيفاً أن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف حفل زفاف في غازي عنتاب بتركيا وقتل فيه العشرات تتراوح أعمارهم بين 5 و29 عاماً كان أحد الأسباب التي شجعت الخطوة العسكرية.
وتابع أردوغان: «تعاونا مع المعارضة المعتدلة في جرابلس، وتمكنا من طرد داعش منها، ما يشجع أهالي المدينة على العودة»، لافتاً إلى أن ما يصل إلى 100 ألف سوري مستعدون للعودة بعد تطهير المدينة من الإرهابيين. وأفاد الرئيس التركي بأنّ الخطوة الجديدة تهدف إلى تطهير، بالتعاون مع قوات المعارضة المعتدلة، المنطقة من الإرهابيين، وكان يشير إلى التعزيزات العسكرية الجديدة التي دفعت بها تركيا أول من أمس في ولاية كيليس.
أما فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة، فأكّد إردوغان أنه أعاد طرح فكرة إنشاء منطقة آمنة على الحدود السورية، طولها يتراوح بين 90 و95 كيلومتراً وعرضها - عمقها بين 40 و45 كيلومتراً، وتمكين اللاجئين السوريين من الإقامة بها في أمان. ولفت أردوغان إلى أنه طرح المطلب التركي مجدداً خلال محادثاته مع الرئيسين الروسي والأمريكي فلاديمير بوتين وباراك أوباما خلال أعمال القمة.
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي: «أخبرت جميع القادة مراراً وتكراراً أن بإمكاننا حل الأزمة السورية بإنشاء منطقة عازلة من جنوب جرابلس وحتى الشمال بطول 95 كيلومتراً وعمق 40 كيلومتراً». وأكد إردوغان مجدداً أن التدخل التركي في سوريا يهدف إلى طرد تنظيم داعش من المناطق الواقعة على حدود تركيا، وضمان ألا توسع وحدات حماية الشعب الكردية السورية نفوذها في المنطقة.