
الرياض - عدن - «وكالات» : يواصل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن شق طريقهما باتجاه العاصمة صنعاء، إذ تمكنت قوات الشرعية، في عملية عسكرية واسعة اُطلِق عليها «نصر اثنان»، من تحرير أجزاء كبيرة من مديرية صرواح.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري، قوله إن قوات الشرعية حررت عدة مواقع قريبة من مركز المديرية، متقدمة نحو 10 كلم، مكبدة مليشيا الحوثي وصالح خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وبعد إحكام سيطرتها على مديرية صرواح الواقعة غربي محافظة مأرب وملاحقة ما تبقى في جيوبها من عناصر الميليشيات، تكون طريق قوات الشرعية قد مهدت أكثر فأكثر للتقدم إلى صنعاء.
وفي هذه الأثناء، تفقد رئيس الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي، جبهة صرواح، وأشاد بما حققه الجيش اليمني في هذه المعركة.
المقدشي حث المقاتلين على المزيد من الاستبسال لتحرير ما تبقى من المديرية وتنفيذ الخطة العسكرية وتحقيق الأهداف المطلوبة.
من جهته، تعهد قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء الركن عبدالرب الشدادي، بتحرير صرواح قريبا، مشددا على أن عملية «نصر اثنان» لن تتوقف حتى تحرير المدينة بالكامل.
في المقابل، سقط العشرات من عناصر المليشيات بين قتيل وجريح، إثر الاشتباكات التي دارت في معظم جبهات تعز، وكان أبرزها إحباط قوات الشرعية هجوما للمتمردين على جبل هان، غرب المدينة.
من جانب آخر واصلت القوات السعودية المشتركة عملياتها الاستباقية لصد كل محاولات التسلل التي كانت تنوي مليشيات الحوثي والمخلوع القيام بها، خاصة أمام منفذ الطوال ومنفذ علب.
وتمكّنت من إفشال كل المحاولات وقتل العشرات من الانقلابيين قبل اقترابهم من الحدود السعودية اليمنية.
كذلك تمكّنت القوات السعودية من دمير مخابئ سلاح ومنصات لإطلاق المقذوفات كانت المليشيات تقوم بنقلها إلى أماكن قريبة من الحدود.
من ناحية أخرى في الوقت الذي أبدت فيه الحكومة اليمنية مراراً تمسكها بالحوار وبمشاورات السلام، حذرت العديد من الشخصيات اليمنية الرسمية من محاولات إيران التوسعية من خلال دعمها للانقلابيين.
وقال وزير الثروة السمكية اليمني، فهد كفاين، الاثنين، في مقابلة مع «الحدث» إن المجتمع الدولي أمام تحد خطير، والقوى الإقليمية يجب أن تقف بوجه أطماع إيران ومحاولتها التمدد والسيطرة على الدول العربية بتحريكها أذرعها المسلحة في العراق واليمن وسوريا.
و طالب كفاين الحكومة العراقية بتقديم توضيح حول زيارة وفد ميليشيات الحوثي إلى بغداد.
من جهة أخرى تتواصل جهود دولية لإحياء مسار مفاوضات السلام اليمنية، ومع اقتراب الموعد النظري لاستئناف هذه المفاوضات، أبدت الحكومة الشرعية مجددا حسن النية بالتأكيد على استعدادها للعودة إلى المفاوضات، فيما المناورة بدت سيدة الموقف على الجانب الانقلابي.
ورفض وفد الانقلابيين لقاء المبعوث الدولي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأحد، في مسقط لليوم الثاني على التوالي. وفي المقابل، أبدى الوفد الحكومي استعداده للمشاركة. وعلى وقع تعنت المتمردين تدور معارك عنيفة في عدة جبهات، أبرزها في حرض وميدي التابعتين لمحافظة حجة شمال غربي اليمن.
ويمضي الانقلابيون قدما في وضع العوائق أمام سير عجلة الحل السلمي. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر مقربة من الانقلابيين، تأكيدا لرفض لقاء المبعوث الأممي الذي كان وصل إلى مسقط قادما من نيويورك بعد مشاركته في جلسة لمجلس الأمن الدولي حول اليمن، وحيث يحضر حاليا للجولة الجديدة لمشاورات السلام.
وقالت المصادر إن وفد الانقلابيين اشترط أن يتم لقاء ولد الشيخ في العاصمة اليمنية، فضلا عن إلغاء الحظر الجوي المفروض على مطار صنعاء.
وبحسب ما أعلن رسميا في السابق إبان مشاورات الكويت، فإن يوم الثلاثاء هو الموعد المقرر لانطلاق الجولة الجديدة من مشاورات السلام اليمنية ولو أن ذلك ليس مرجحا أبدا.
ميدانيا، تخوض قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية معارك عنيفة ضد عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في حرض وميدي التابعتين لمحافظة حجة شمال غربي اليمن. ويأتي ذلك بالتزامن مع قصف شنته مقاتلات التحالف على مواقع المتمردين في المديريتين، ومواقع أخرى في عبس وعمران وصنعاء وصعدة وتعز.
وبحسب تقديرات أولية، فإن أكثر من 50 مسلحا من المتمردين لقوا حتفهم خلال المحاولة الفاشلة للتقدم باتجاه مواقع الشرعية في ميدي.
هذا وكشف مسؤول بقطاع النفط اليمني لوكالة رويترز أن مصفاة النفط في عدن، والتي تبلغ طاقتها 150 ألف برميل يوميا، استأنفت التشغيل الأحد بعد إغلاق استمر لما يزيد عن عام.