
عدن - «وكالات» : سيطر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على منطقة الشريجة جنوب تعز، عقب تحرير منطقة كرش كاملة.
ودارت اشتباكات عنيفة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، كما جرى تبادل قصف مدفعي بين الطرفين.
وتعتبر منطقة الشريجة البوابة الجنوبية لتعز والبوابة الشمالية لعدن ولحج، وقد تمكنت قوات الشرعية من السيطرة عليها كاملة، وفق مصادر عسكرية في الجيش الوطني.
كذلك تحدثت مصادر عسكرية في المنطقة عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الانقلابيين خلال العملية العسكرية في الشريجة وكرش. وغنم الجيش الوطني كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، إضافة إلى تدمير عدد من الآليات العسكرية للميليشيات.
وكانت قوات الجيش والمقاومة في جبهات مديرية كرش قد أعلنت سيطرتها الكاملة على المنطقة بعد معارك عنيفة خاضتها مع المتمردين، الذين تكبدوا خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وقتل عدد من عناصر الميليشيات وأصيب آخرون في مواجهات بمنطقة الزنوج شمال مدينة تعز والضباب غربها. وصدت قوات الشرعية هجوماً على مواقعها في محيط جبل هان والصياحي بالضباب.
من ناحية أخرى شدد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، على أن المشروع الإيراني الطائفي لا مكان له بين اليمنيين.
وقال هادي، في كلمة له في ذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر، إن المخلوع صالح سارع لتسليم الجمهورية إلى أعداء سبتمبر وتحالف معهم وسلم البلاد لأدوات إيران في اليمن ومرتزقتها، على حد وصفه.
كما أشار إلى أن الأئمة الجدد وحليفهم صالح رفضوا المشروع الوطني ومخرجات الحوار، وانقلبوا على مشروع الدستور، وهو الموقف ذاته الذي مارسه أسلافهم من دستور 48.
من جهة أخرى عاد المخلوع صالح مرة أخرى للمناورة بطلبه حواراً مباشراً مع السعودية. وعاد حلفاؤه الحوثيون لطرح مبادرة سلام جديدة مع المملكة.
وقال المخلوع إنه يدعو السعودية للحوار، نافياً أن يكون هناك أي تحالف بين اليمن وإيران. كما دعا أيضاً الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، لدخول صنعاء وزعم أنه سيستقبله بنفسه.
وفي سياق متناغم، قدّم رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، مبادرة سلام، تقوم حسبه على وقف التحالف العربي لضرباته مقابل وقف الهجمات على حدود السعودية، مستنجداً بالأمم المتحدة لتحقيق مبادرته هذه.
وفي مدار سياسي قريب، خصوصاً ما يتعلق بتورط إيران في اليمن، ومحاولة كل من المخلوع صالح وحلفائه الحوثيين نفي هذا التورط، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، نية بلاده تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي بشأن نقل إيران أسلحة لحلفائها الحوثيين.
وشدد المخلافي على أن الحكومة تعمل على إنهاء ملف الشكوى الذي يثبت ضلوع إيران في عمليات تهريب الأسلحة للميليشيات، من ذلك أن بعض هذه الأسلحة وجدت على الحدود اليمنية السعودية وهي أسلحة إيرانية معروفة في العادة.
إنسانياً، وافق الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، على مبادئ اتفاق هدنة تبدأ الأسبوع المقبل، ولمدة 72 ساعة، وذلك بالتنسيق مع مسؤولي الولايات المتحدة والمنظمة الأممية.
من جانب آخر تواصل مقاتلات التحالف غاراتها المكثفة على معسكرات وتجمعات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في صنعاء ومحيطها، حيث قصفت أكاديمية التصنيع العسكري ومعسكر الخرافي شمال شرق صنعاء.
وطالت الغارات ثكنات عسكرية في جبل عصر، ومعسكر القوات الخاصة في ضاحية الصباحة غرب مدينة صنعاء.
كما استهدفت أيضاً محافظة الحديدة، حيث جرى قصف مواقع ونقاط أمنية للميليشيات في مناطق الكيلو 18 وس16 ومدينة باجل على الطريق الرئيس الرابط بين صنعاء والحديدة.
وفي سياق متصل، سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة على مواقع عسكرية عدة كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين في الجوف.
وصد الجيش والمقاومة هجمات للمتمردين على منطقة الصومعة بوادي الزنوج في تعز وأسفل عصيفرة شمال المدينة، كذلك في أحياء الكمب وكلابة وجولة القصر وجوار بيت المخلوع صالح، وأطراف حسنات شرق المدينة.
وفي غضون ذلك، أعلنت قوات الجيش الوطني والمقاومة في جبهات مديرية كرش سيطرتها الكاملة على المنطقة بعد معارك عنيفة خاضتها مع الميليشيات، التي تكبدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
من جهة أخرى كشفت مصادر عسكرية في مدينة المخا غرب تعز عن قيام ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بزراعة كميات كبيرة من الألغام على امتداد ساحل المدينة خلال الأيام القليلة الماضية.
وأرجعت المصادر أسباب قيام ميليشيات الحوثي وصالح بزراعة الألغام في شواطئ المخا إلى مخاوفهم من إنزال بحري لقوات التحالف العربي في شواطئ المدينة الواقعة شمال باب المندب، وذلك بعد رصد تحركات كثيفة لقطع بحرية تابعة للتحالف خلال الأيام الأخيرة.
ميدانيا أيضاً، أفادت مصادر بمقتل القيادي الحوثي علي عبدالله القوسي وعدد من مرافقيه بغارة لطائرات التحالف في صعدة شمال اليمن.
مقتل القيادي القوسي يأتي ضمن عدة عمليات قام بها التحالف العربي مؤخراً خسرت على إثرها الميليشيات عدداً من قياداتها الميدانية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبحسب مراقبين فإن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تتكتم على خسائرها في محاولة للحفاظ على الروح المعنوية لعناصرها الذين يواجهون انهيارات كبيرة.
وكانت غارة قتلت حسن الملصي، اللواء في قوات الانقلابيين، وهو كان يعتبر اليد الطولى للمخلوع صالح في فترة اندلاع الثورة اليمنية.
الملصي الذي يعتبر خسارة كبيرة للميليشيات خطط ونسق للعديد من الجرائم لصالح الرئيس المخلوع، منها الاعتداءات التي نفذت ضد المعتصمين في صنعاء عام 2011، وتفجير ميدان التحرير عام 2014.
وتشير المعلومات إلى أن الملصي عراب التحالف بين صالح والقاعدة، وأنه همزة الوصل والمنسق والمشرف على كل النشاطات وأوجه التحالف من عمليات إرهابية وغيرها، بحكم عمله كقائد كتيبة مكافحة الإرهاب.