
عواصم - «وكالات» : قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، السبت، إن تركيا مستعدة «لاتخاذ إجراءات» في العراق، لأنها لم تقتنع بتعهدات واشنطن وبغداد بأن المسلحين الأكراد والميليشيات الشيعية لن تشارك في القتال الدائر حالياً في الموصل.
وأضاف يلدرم الذي كان يتحدث لمجموعة من الصحافيين، أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الوضع في العراق في ظل وجود حدود لمسافة 350 كيلومترا مع هذا البلد.
وقال يلدرم في التصريحات التي أذاعها التلفزيون على الهواء مباشرة «لا يمكن أبدا أن تقف تركيا مكتوفة الأيدي أمام المذابح وموجات اللاجئين المحتملة والاشتباكات على حدودها، وسوف تتحرك عند الضرورة».
ومضى يقول «اتخذنا كافة الاستعدادات للقيام بإجراءاتنا، لأن الوعود التي قدمتها الولايات المتحدة والعراق بألا يكون حزب العمال الكردستاني والميليشيات الشيعية جزءا من العمليات لم تقنعنا».
من جانب اخر تخوض القوات العراقية المشتركة في اليوم السابع لمعركة الموصل، بإسناد مباشر من مقاتلات التحالف الدولي، معارك شرسة في مناطق مختلفة، حيث بدأ الجيش العراقي بعد أن رفع علمه فوق المباني الحكومية بقضاء الحمدانية شرق الموصل، بخوض حرب شوارع مع المتطرفين بهذا القضاء، وذلك لإنهاء تواجد عناصر داعش هناك.
كما تمكنت قوات الفرقة 16 من الجيش العراقي من اجتياح خطوط داعش المنهارة بضربات جوية وصاروخية. ولاتزال المعارك مستمرة في تلك المنطقة القريبة من محيط الموصل الشمالي الغربي.
فيما انتشرت في المنطقة جنوب شرق الموصل قوات الشرطة الاتحادية، منطلقة من قاعدة القيارة الجوية باتجاه شمال القاعدة وبمحاذاة نهر دجلة من الجهة الغربية، وتمكنت تلك القوات من تطويق ناحية الشورة، أهم معاقل داعش بتلك المنطقة استعداداً لاقتحامها، وذلك بعد استعادتها الكثير من القرى والأراضي من داعش.
إلى ذلك، تستعد قوات الفرقة الذهبية والمعروفة أيضاً بقوات جهاز مكافحة الإرهاب من اقتحام أسوار الموصل من جهتها الشرقية، منطلقة من ناحية برطلة المحررة قبل 3 أيام.
وتطوق قوات البيشمركة الكردية لليوم الثالث على التوالي ناحية بعشيقة المتاخمة لأحياء الموصل من جهة الشمال، استعداداً لاقتحام المدينة التي تحاول البيشمركة استنزاف قدرات داعش القتالية هناك عبر صواريخ الطائرات للتحالف الدولي، وأيضاً المدفعية ومختلف الأسلحة.
من جانبه، أفادت مصادر في العراق بأن عناصر «داعش» سيطروا على مدينة الرطبة الواقعة في الأنبار.
من جهة أخرى تحقق القوات العراقية، برفقة البيشمركة، تقدماً مستمراً على أكثر من جبهة في محافظة نينوى، استعداداً لاقتحام مدينة الموصل واستعادتها من تنظيم «داعش».
وأكدت المصادر الأمنية أن قوات الأمن العراقية واصلت مطاردتها عناصر التنظيم الذين تسللوا إلى مدينة كركوك. وتأتي عمليات المطاردة هذه وسط انتشار لقناصة وانتحاريين تابعين لـ»داعش» في مواقع مختلفة، ما دفع بغداد إلى إرسال تعزيزات عسكرية.
من جهة أخرى، تمكنت قوات مكافحة الإرهاب العراقية من قتل 48 مسلحاً، وفق ما أفاد مصدر أمني في شرطة كركوك.
وأوضح قائد العمليات الخاصة في جهاز مكافحة الإرهاب، اللواء الركن معن السعدي أن التقدم باتجاه الموصل مستمر، مشدداً على أن الجهاز خطط للتعامل مع استخدام التنظيم المدنيين دروعاً بشرية.
من ناحية أخرى أفادت مصادر، نقلا عن قائم مقام قضاء تلكيف، بأنّ القوات العراقية اقتحمت القضاء الواقع شمال غربي الموصل.
وأكد انهيار دفاعات داعش في القضاء، فيما يُتوقّع وصول قطعات عسكرية مساندة بغضون ساعات لاقتحام المباني الحكومية واستعادتها. وتمكن الجيش كذلك من اقتحام الحمدانية جنوب شرقي الموصل والسيطرة على عدد من الأحياء.
وفي اليوم السادس لمعارك استعادة نينوى ومركزها الموصل تواصل القوات العراقية المشتركة بالتقدم في على الأرض لتنفيذ خطط استعادة المحافظة.
من جنوب شرقي الموصل، اقتحمت قوات الجيش مركز قضاء الحمدانية بعد اشتباكات شرسة مع داعش قتل فيها عدد من عناصر التنظيم، فيما أشارت مصادر إلى أن القوات سيطرت على ناحية قره قوش التابعة لقضاء الحمدانية بشكل كامل.
وفي شمال الموصل تمكنت القوات المشتركة من اقتحام مركز قضاء تلكيف واستعادة أحياء سومر والعسكري، بعد فرضها حصارا على القضاء من ثلاثة محاور بالتنسيق مع قوات البيشمركة الكردية.
ومن جنوب الموصل تقدمت القوات في معارك استعادة الشورة، بعد فرضها السيطرة على كامل ناحية القيارة وجميع آبار النفط المحيطة بها.
وحسب مصادر أمنية، فإن العمليات العسكرية، تزامن معها أو سبقها قصف من قبل طائرات التحالف الدولي والطائرات العراقية.
جاء ذلك فيما تواردت أنباء متضاربة عن قيام تنظيم داعش بإعدام عشرات الرجال والأطفال الذكور منهم تحت سن 14 في مدينة الموصل خلال اليومين الماضيين.