
عواصم - «وكالات» : تلاحق الضغوط الدولية روسيا، من أجل التوصل إلى اتفاق يعالج الأوضاع الإنسانية المتردية في سوريا، تحديداً في مدينة حلب.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة، لبحث الأوضاع الأمنية والإنسانية في سوريا، انهالت خلالها الاتهامات من معظم الدول الأعضاء على روسيا بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين المحاصرين في حلب.
وبحسب مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، فإن أكثر من مئة قنبلة ألقتها القوات الروسية على المدارس. واتهمت المندوبة موسكو بأنها وضعت سكان مدينة حلب أمام خيارين.. إما الإبادة أو الخروج من حلب.
فيما قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، إن سوريا تنزف ومواطنيها يموتون، وأعرب عن قلقه المتزايد إزاء إغلاق المعابر الإنسانية لإخلاء الجرحى والمصابين.
من جهته، قال السفير البريطاني إن روسيا لم توقف القصف وتستخدم في ذات الوقت حق النقض في مجلس الأمن، وأعرب عن موقف بلاده المؤيد لأي قرار يفضي إلى وقف القصف الروسي وقوات النظام للمدن السورية.
أما الموقف الفرنسي لم يختلف عن نظيره البريطاني، حيث أشار السفير الفرنسي إلى عمليات استهداف متعمدة للطواقم الطبية في حلب، ووصف الوضع بالمأساة الإنسانية الواسعة النطاق.
من جانب آخر قتل 22 طفلاً وستة مدرسين في الغارات التي شنت الأربعاء على مدرسة في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، بحسب ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
وندد المدير العام للمنظمة الدولية أنتوني لايك في بيان، بـ»مأساة» و»جريمة حرب» محتملة.
واعتبر أن هذه الضربة قد تكون «الهجوم الأكثر دموية ضد مدرسة منذ بداية الحرب» في سوريا قبل خمسة أعوام ونصف.
وأضاف لايك: «إنها مأساة، إنها فضيحة، وفي حال كان الهجوم متعمدا، فهذه جريمة حرب».
ولفت البيان إلى أن المدرسة تعرضت لهجمات «في مناسبات عدة»، من دون مزيد من التفاصيل.
وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 35 مدنيا، بينهم 11 طفلا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «العشرات أصيبوا» كذلك «بجروح في ست غارات جوية لم يعرف اذا كانت بطيران النظام أو روسيا، استهدفت مدرسة ومحيطها في قرية حاس في ريف ادلب الجنوبي».
وقال إن «بين القتلى 11 طفلا كانوا موجودين داخل المدرسة التي تضررت جراء الغارات».
من جهة أخرى اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الحديث عن مشاركة برية لبلاده في حلب مجرد «سخافة».
ويُعقد في موسكو اليوم اجتماع ثلاثي روسي إيراني سوري على مستوى وزراء الخارجية، بحسب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، لبحث الأزمة السورية.
ويضم الاجتماع سيرغي لافروف ومحمد جواد ظريف ووليد المعلم، الذين سيبحثون آخر التطورات السورية والمنطقة عموماً، على أن يكون هناك مباحثات ثنائية روسية إيرانية لبحث التعاون الثنائي.
من جانب اخر عبرت روسيا، الأربعاء، عن تحفظات على اقتراح أميركي بتمديد مهمة خبراء الأمم المتحدة، الذين يحققون في استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا لمدة عام، بعدما اتهم هؤلاء النظام السوري باللجوء إلى هذا النوع من الأسلحة ثلاث مرات خلال النزاع.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، للصحافيين، إنه يريد «مناقشة جدية» في هذا الشأن، مشيراً إلى أنه «نعتبر أن أبعاد هذه الآلية وقيمة نتائجها يمكن أن تثير تساؤلات مع كل الاحترام الذي نكنه لعملهم الشاق».
ويفترض أن يناقش مجلس الأمن الدولي، الخميس، مشروع قرار في هذا الشأن ينص على تمديد المهمة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية لمدة عام.
ويؤكد النص، الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، أن منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية تحقق في اتهامات جديدة بهجمات كيمياوية في سوريا، وأن المسؤولين عنها يجب أن يحاسبوا.
وكان مجلس الأمن الدولي قد شكل لجنة التحقيق هذه التي تسمى «الآلية المشتركة للتحقيق» في آب/أغسطس 2015 لتحديد الجهة التي تقف وراء سلسلة من الهجمات الكيمياوية التي أفادت بمعلومات أنها وقعت في سوريا في 2014 و2015.
وأعلن خبراء اللجنة الجمعة أن جيش النظام السوري شن هجوماً كيمياوياً على بلدة قميناس في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا في 16 مارس 2015. كما أوضحوا أنه ثالث هجوم من هذا النوع يشنه جيش الأسد.
وكانت لجنة التحقيق قد اتهمت تنظيم «داعش» أيضاً باستخدام غاز الخردل في شمال سوريا في أغسطس 2015.
من ناحية أخرى تعهدت الأمم المتحدة أمس الخميس، بالمضي قدماً في سبيل تأمين عمليات الإجلاء الطبي لمئات المرضى والجرحى من مدينة حلب السورية وطالبت الأطراف المتحاربة بالتخلي عن شروطها.
وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند، للصحافيين بعد الاجتماع الأسبوعي لقوة المهام الإنسانية: «لن نستسلم».
وأضاف أن الحكومة السورية رفضت طلباً من الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات إلى شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة والغوطة الشرقية قرب دمشق في إطار خطة المنظمة الدولية لشهر نوفمبر.
وأضاف: «كان من الواضح للغاية اليوم أن الروس يريدون مساعدتنا على تنفيذ خطة نوفمبر ويودون مساعدتنا على الوصول إلى شرق حلب».