
عدن - «وكالات» : لم تنتظر ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية كثيراً لتستمر في تأجيج الأحداث، رغم زيارة المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، القصيرة لصنعاء وحديثه عن مبادرة جديدة تلقى قبولاً دولياً.
وأصبح سيناريو التصعيد محفوظاً بإطلاقهم المستمر للصواريخ، إما باتجاه المدن الحدودية للسعودية مع اليمن أو باتجاه المدن اليمنية ذاتها، وخاصة تلك الواقعة خارج سيطرتهم. وهذا ما حدث بالفعل، لكن دفاعات التحالف تمكنت من اعتراض صاروخين باليستيين أطلقتهما الميليشيات باتجاه مأرب ليسقطا في مناطق غير مأهولة، دون أن يتسببا بأي خسائر في الأرواح.
وكشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، بعد أقل من أسبوع على انتهاء هدنة لم تصمد طويلاً ولم تحترمها الميليشيات، عن توثيقه في تقرير أكثر من ألف انتهاك من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خلال أيام الهدنة الثلاثة في 10 محافظات، أبرزها محافظة تعز التي ارتكبت فيها الميليشيات أكثر من 500 تجاوز لبنود الهدنة، تلتها محافظة مأرب بنحو 150 خرقاً، إضافة لمحافظتي حجة وصنعاء ومحافظة صعدة.
وتنوعت الانتهاكات ما بين قتل أو إصابة، واعتقال أو تعذيب، إلى جانب استحداث نقاط تفتيش لتقييد تحركات المدنيين وجباية الأموال ومصادرة الحريات العامة.
وقال التقرير إن هذه الانتهاكات مارستها الميليشيات الانقلابية منذ الدقائق الأولى لسريان الهدنة السادسة في اليمن، باستخفاف كبير بالمجتمع الدولي والإنسان اليمني وبما كان بالإمكان أن يُنجز لو تم الالتزام بها.
من جانب اخر تصاعدت وتيرة المواجهات في اليمن بين الجيش الوطني والميليشيات خلال الساعات الماضية في جبهات عدة، أعنفها في مناطق بران وبني بارق والحول في جبهة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء.
وشنت طائرات التحالف سلسلة غارات على مواقع وتحصينات الانقلابيين في جبهة نهم، ومعسكرات خاضعة للمتمردين في منطقة بني حشيش القريبة من العاصمة، بالإضافة إلى المطار الحربي ومعسكر الدفاع الجوي في مدينة الحديدة غرب اليمن ومخازن أسلحة للميليشيات في منطقة باجل شمال شرق المدينة.
أما في محافظة تعز، فقد تواصلت المواجهات في جبهتي حيفان والوازعية جنوب وجنوب غرب المحافظة تصدت خلالها قوات الشرعية لمحاولات تسلل من قبل الميليشيات التي تكبدت خسائر كبيرة.
من جهة أخرى أعلنت الحكومة المحلية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، استعادتها لمنشأة حجيف النفطية في حي المعلا عقب 25 عاماً من استيلاء أحد الموالين للمخلوع صالح عليها.
وقالت مصادر حكومية في مكتب ديوان محافظ عدن إن «محافظ عدن استعاد منشأة حجيف النفطية إلى حضن الدولة عقب 25 عاماً من استيلاء أحد الموالين للمخلوع صالح عقب حرب صيف 1994».
وأكدت المصادر أن «الزبيدي استعاد المؤسسة المملوكة، للدولة عقب أن سيطر عليها رجل الأعمال الموالي للمخلوع توفيق عبدالرحيم».
وقال محافظ العاصمة عدن عيدروس الزبيدي للصحافيين إن «عودة هذه المنشأة الحيوية والهامة وشركة النفط تمثل تدشيناً لخطوات لاحقة لاستعادة مؤسسات وممتلكات شعب الجنوب التي استهلت عملية نهبها من قبل مراكز الفساد منذ توقيع اتفاقية الوحدة المغدورة قبل 26 عاماً».
وأضاف: «نحن سعداء بهذا الإنجاز ونستمد قوتنا من دعم الرئيس عبدربه منصور هادي ودعم قوات التحالف العربي وأبناء عدن».
وتابع: «سنقوم بكل ما أوتينا من قوة وجهد لاستعادة كافة مؤسسات الدولة الوطنية التي نهبت من قبل نظام المخلوع صالح وسنكافح الفساد وكل ما هو غير حضاري في عاصمتنا المؤقتة عدن».