
بغداد - «وكالات» : اتهم جواد الطليباوي، المتحدث باسم مليشيات عصائب أهل الحق إحدى تشكيلات الحشد الشعبي، القوات الأمريكية بمحاولة عرقلة سير العمليات العسكرية في المحور الغربي في عمليات استعادة نينوى. وأوضح الطليباوي الأحد أن ذلك يتم من خلال بث ترددات خاصة للتشويش على منظومة الاتصالات الخاصة بهم.
يأتي هذا في وقتواصلت ميليشيات الحشد الشعبي ليومها الثاني عمليتها العسكرية جنوب غربي الموصل للسيطرة على قضاء تلعفر الاستراتيجي جنوب غرب الموصل، على الرغم من الرفض المحلي والدولي الكبير لمشاركت المليشيات في عمليات استعادة الموصل.
يذكر أن لمنطقة تلعفر أهمية استراتيجة كبيرة، فهي تبعد عشرات الكيلومترات عن سوريا وتركيا وإقليم كردستان.
والهدف العسكري الذي تسعى وراءه المليشيات هو عدم السماح لعناصر تنظيم داعش الهرب باتجاه سوريا. كما أن السيطرة على تلعفر سيسهل انتقال المليشيات من العراق إلى سوريا. وقد أكد المتحدث باسم الحشد في تصريحات سابقة أن الخطوة القادمة ستكون لمساندة نظام الأسد.
كما أنه من الأهداف الذي تسعى وراءها المليشيات هو أن يكون لها دور في رسم المستقبل السياسي للموصل.
في المقابل، تشهد العملية العسكرية التي يخوضها الحشد معارضة كبيرة من الكرد والعرب السنة بالإضافة إلى الرفض الدولي الكبير، حيث أكد الجانب الكردي أن قزته جاهزة لصد أي خروقات سيرتكبها عناصر المليشيات في تلعفر.
ويفضل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن عدم مشاركة الحشد في العمليات العسكرية الحالية بسبب سجلها الطويل في الانتهاكات.
من ناحية أخرى أفادت مصادر بأن جهاز مكافحة الإرهاب حرر الاثنين مدينة بازوايا ورفع العلم العراقي على مبانيها. وهو يستمر بالتقدم باتجاه الساحل الأيسر لمدينة الموصل.
وكانت القوات الأمنية العراقية اقتحمت في وقت سابق الاثنين، أسوار داعش في قرية بازوايا شرق الموصل.
إلى ذلك، قال مسؤول محلي في محافظة نينوى إن داعش يجبر الآن سكان ناحية حمام العليل القريبة من القوات العراقية على التوجه صوب الموصل عبر باصات جلبها من المدينة، لاستعمالهم كدروع بشرية.
يشار إلى أن حمام العليل تبعد نحو 15 كم عن الموصل جنوباً.
وكان بيان عسكري أفاد أمس الاثنين بأن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتقدم باتجاه الموصل من الجهة الشرقية وتقتحم قرية بازوايا، التي تفصل الموصل عن ناحية برطلة.
وتقترب القوات العراقية من اقتحام مدينة الموصل، وتعمل على إحكام تطويقها من محاور مختلفة.
وفي سياق متصل، أعلن قادة في الجيش العراقي الاثنين أن القوات ستقتحم خلال ساعات قضاء تلكيف شمال الموصل. وكانت خلية الإعلام الحربي العراقية أعلنت الأحد أن القوات العراقية المتمركزة عند المحور الشمالي لبلدة تلكيف شمال الموصل ما زالت تحاصر المدينة منذ أيام، دون أن تبدأ عملية اقتحامها.
وكانت القوات المشتركة قد بدأت في محيط القضاء عمليات عسكرية منذ أيام.
وبالسيطرة على قضاء تلكيف، تؤمن القوات المحور الشمالي لمدينة الموصل ومدخل المدينة الشمالي من حي العربي.
وفي شمال وشرق الموصل، أعلنت قوات البيشمركة الكردية الأحد أنها استعادت السيطرة على ست بلدات من تنظيم «داعش»، مشيرة إلى أنها تمكنت من تأمين أكثر من 500 كيلومتر مربع منذ انطلاق عملية الموصل.
وأشارت البيشمركة في بيان إلى أنها تمكنت من «تحرير ست قرى في شمال شرقي الموصل»، وقطع العديد من خطوط إمداد تنظيم «داعش» باتجاه الموصل، من خلال السيطرة على الطرق الرئيسية في بعشيقة وبطنايا وفليفل وناوران.
من جانب اخر ذكر المكتب الإعلامي للحكومة العراقية اليوم الإثنين أن رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي تفقد القوات العراقية في محافظة نينوى 400 كلم شمال بغداد.
وتأتي زيارة العبادي مع بدء قطعات من الجيش العراقي والقوات المساندة له شن عملية عسكرية في الجانب الأيسر من مدينة الموصل في إطار العملية العسكرية الدائرة لطرد تنظيم داعش منها.
ويقسم نهر دجلة مدينة الموصل إلى شطرين: الأول يطلق عليه الجانب الأيسر والآخر الأيمن.
من جهة أخرى واصلت القوات العراقية، أمس الإثنين، تقدمها في اتجاه مدينة الموصل، معقل تنظيم داعش، بهدف التموقع على بعد مئات الأمتار من الحدود الشرقية للمدينة.
وقال ضابط رفيع في جهاز مكافحة الإرهاب لمراسلي الوكالة قرب مدينة برطلة التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها أخيراً «إن بلدتين فقط تفصلان القوات عن الموصل».
وأشار الضابط وهو برتبة مقدم، إلى أن «الهدف هو استعادة بزوايا وقوج علي، آخر بلدتين قبل الموصل».
وأضاف: «إذا تمكننا من ذلك، فسنكون على بعد مئات الأمتار فقط من الموصل».
وفيما قصفت طائرة ما يشتبه بأنه موقع لتنظيم داعش يستخدم لإطلاق قذائف الهاون، أطلق موكب الضابط المؤلف من آليات هامفي النار باتجاه منطقة صناعية ما زالت بأيدي التنظيم.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة التي تنسق الحرب على تنظيم داعش في العراق، إن قوات مكافحة الإرهاب والجيش اطلقا عملية «للتقدم باتجاه الساحل الأيسر لمدينة الموصل من ثلاثة محاور».
ويمر نهر دجلة في وسط الموصل ويقسمها إلى قسمين، لذا يسمي العراقيون القسم الشرقي من المدينة بالساحل الأيسر، والغربي بالساحل الأيمن.
ودخلت عملية استعادة مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وآخر معاقل تنظيم داعش في البلاد، أسبوعها الثالث.
ويواجه بضعة آلاف مقاتلين متواجدين في كبرى مدن شمال العراق حاليا جبهات جديدة، خصوصا مع بدء تدخل مقاتلي الحشد الشعبي المؤيد للقوات الحكومية قبل يومين.
من جانب اخر ذكر مصدر محلي في نينوى، أمس الإثنين، أن تغيراً مفاجئاً طرأ على خطاب داعش الإعلامي داخل الموصل من خلال التركيز على أن المدينة ليست عاصمة لدولة الخلافة كما كان التنظيم يزعم سابقاً، مؤكداً أن التنظيم يهيئ الرأي العام المؤيد له، لخبر سقوط الموصل في قبضة القوات العراقية.
وقال المصدر، زفقاً لموقع السومرية نيوز، أن «تغيراً مفاجئاً طرأ على خطاب داعش الإعلامي داخل الموصل في الساعات الماضية، من خلال التركيز على أن المدينة ليست عاصمة دولة الخلافة، على خلاف ما كان يجري الترويج له سابقاً منذ يونيو 2014، بأن الموصل هي عاصمة «لدولة الخلافة».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «خطاب داعش بدأ يتحدث عن أن سقوط الموصل ليست نهاية المعركة، عبر سرد مواقف في التاريخ الإسلامي، وكيف مر المسلمون الأوائل بالمحن والخسائر، قبل تحقيق الانتصارات، من وجهة نظر التنظيم».
وأشار المصدر إلى أن «التغيرات الجوهرية في الخطاب الإعلامي لداعش لم تأت من فراغ، بل لتهيئة الرأي العام للقاعدة المؤيدة للتنظيم لخبر سقوط الموصل في قبضة القوات الأمنية المشتركة والتشكيلات الساندة لها»، مبيناً أن «التنظيم اتخذ هذا الإجراء للحفاظ على الروح المعنوية لأتباعه، والتي ستنهار فيما تبقى من معاقل داعش سواء في الأنبار أو صلاح الدين».
وتستمر عملية (قادمون يا نينوى) لليوم الخامس عشر على التوالي، فيما بدأت القوات الأمنية، اليوم الإثنين بالتقدم باتجاه الساحل الأيسر لمدينة الموصل من ثلاثة محاور.