
بغداد - «وكالات» : أعلن الجيش العراقي عن قصف رتل صهاريج مكون من 35 إلى 40 صهريجاً تابعة لمخازن وقود تنظيم «داعش»، وتدمير نفقين للتنظيم غرب قرية العذبة جنوب الموصل.
وتتواصل المعارك في محيط مدينة تلعفر - ذات الأغلبية التركمانية - حيث تحاول القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي دخول المدينة لاستعادتها من «داعش».
وتشهد تلعفر - الواقعة على المحور الغربي - عمليات قصف مدفعي وجوي عنيف.
يشار إلى أنه بتطويق تلعفر عُزلت مدينة الموصل بالكامل من جهاتها الأربع، وعن مناطق نفوذ المتطرفين في الطرف الآخر من الحدود في سوريا.
كما يقوم جهاز مكافحة الإرهاب منذ يومين، من المحور الشرقي الذي يشهد أعنف المواجهات مع «داعش»، بعمليات تحصين وتطهير لنحو 16 حياً سكنياً في الساحل الأيسر.
أما على المحور الجنوبي الشرقي، فباتت القوات العراقية على مسافة 10 كيلومترات عن الساحل الأيسر للموصل، حيث توجد قوات الفرقة المدرعة التاسعة للجيش العراقي.
كذلك لا تزال قوات الجيش العراقي على مشارف الموصل في الشمال وستقتحم الأحياء، بعد تحصين وتطهير القرى والمناطق هناك.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن أغلب المناطق في محافظة نينوى أصبحت تحت سيطرة القوات المشتركة، مشيداً بتعاون الأهالي مع القوات، فيما دعا الجبوري إلى تعاون أبناء محافظة نينوى في عمليات التحرير ومسك الأرض.
إنسانياً، من شأن عملية عزل الموصل قطع الإمدادات، التي كان «داعش» يتلقاها من الجانب السوري، إلا أنها ستزيد أيضاً من الأزمة الإنسانية داخل المدينة، حيث كشفت مصادر رسمية أن الطاقة الاستيعابية لمشافي أربيل فاقت حد قدراتها، بسبب الأعداد الكبيرة للجرحى المدنيين جراء المعارك.
من جانب اخر وصل القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي اليوم الخميس، إلى الخطوط الأمامية لقواطع عمليات قادمون يا نينوى.
وقال مكتب العبادي في بيان نقلته «السومرية نيوز» إن «العبادي، وصل ظهر اليوم الخميس، إلى الخطوط الأمامية لقواطع عمليات قادمون يا نينوى».
وتواصل القوات الأمنية المشتركة بمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي عملياتها العسكرية لاستعادة الموصل من قبضة داعش، وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي في 17 أكتوبر 2016، ساعة الصفر لتحرير نينوى.
من ناحية أخرى أفادت مصادر في الشرطة العراقية أمس الخميس بأن طيران التحالف الدولي قصف أقدم جسور مدينة الموصل على نهر دجلة.
وقالت المصادر «أن طيران التحالف الدولي قصف أمس أقدم جسور مدينة الموصل على نهر دجلة وتدميره الذي سبق تشييده في زمن الاحتلال البريطاني للعراق عام1917» .
وأوضحت أن جميع حركة المواصلات بين شطري الموصل الأيمن والأيسر قد توقفت بعد أن دمر الطيران خلال الأسبوع الحالي وقبله الجسور الأخرى في غارات جوية.
من جانب آخر طالب محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري، الأربعاء، «المرجعية العليا في النجف بالتدخل الفوري، وتوجيه الجهات المسؤولة عن أمن المناطق المحررة إلى تسهيل عودة العوائل النازحة، وإنقاذ الأطفال والشيوخ والنساء من برد الشتاء وقسوة الحياة لاسيما وهم يمرون بظروف إنسانية صعبة».
وقال الجبوري في بيان إن «أغلب المناطق المحررة لا يوجد فيها أي خلافات لا عشائرية ولا دينية ولا مذهبية، وهي من مكون واحد كالعوجة وبيجي والصينية وغيرها من مدن المحافظة، والتي ينبغي على الجهات المسؤولة إرجاعهم منذ أشهر»، مستغرباً «صمت بعض الجهات السياسية التي تنادي بالإنسانية وحقوق الإنسان، دون النظر إلى معاناة أهلهم النازحين».
وأضاف أن «حكومة المحافظة ورغم إمكانياتها المتواضعة، بدأت بإعادة وتأهيل المناطق المحررة وإيصال الماء والكهرباء بصورة سريعة، وما زالت تنتظر الموافقة على عودة العوائل النازحة التي باتت بين العراء وبرد الشتاء وأمل العودة».
من جهة أخرى طالب محافظ صلاح الدين، أحمد الجبوري، أمس الخميس، قوات الحشد الشعبي والجهات الأمنية العراقية الأخرى بإخلاء مصفى بيجي(220 كم شمال بغداد) للشروع بإعادة إعماره وتشغيله.
وقال الجبوري، في بيان له إنه «لا يمكن المباشرة بإعمار المصفى قبل مغادرة الجهات الأمنية المتواجدة فيه»، داعياً «قيادات الحشد الشعبي وبقية الجهات الأمنية الى إخلاء بنايات المصفى والتمركز في محيطه الخارجي» .
وأضاف أن «بعض الفصائل مازالت تتخذ من مصافي بيجي والشمال مقاراً لها، وعليهم إخلاؤها من أجل البدء بعمليات التأهيل والتشغيل وإعادة الكوادر العاملة».
وأشار الجبوري إلى أن «كل يوم يمر دون المباشرة بإعمار مصافي بيجي والشمال، هو خسارة للعراق ولمحافظة صلاح الدين».
وكانت مصافي بيجي التي تعد الأكبر في العراق وتنتج مايقرب من 250 ألف برميل يومياً تعرضت لأضرار كبيرة ناتجة عن سيطرة عناصر داعش عليها وتحولها إلى ساحات للمواجهة مع القوات الأمنية، فضلاً لعمليات نهب وتخريب من قبل القوات الأمنية التي طردت عناصر داعش منها.
وحذر الجبروي من «خطر عسكرة المصفى وعدم تأهيله على إنتاج النفط»، مشدداً على «ضرورة إخلاء مواقع المصافي من العسكر، وجميع الدوائر الحكومية في المحافظة لإعادتها إلى وضعها الطبيعي».
من جانب آخر أفاد مصدر بقوات البشمركة أمس الخميس بأن 18 أسيراً أيزيدياً عراقياً تمكنوا من الفرار من قبضة داعش في قضاء تلعفر إلى قضاء سنجار 120 كم غرب الموصل.
وقال الملازم ريزان هكاري للصحافيين إن «18 من الأسرى إلايزديين تمكنوا مساء أمس الأربعاء من الفرار من قبضة تنظيم داعش في قضاء تلعفر، وتوجهوا إلى أطراف منطقة سنجار غرب الموصل، وذلك بعد أكثر من عامين على اعتقالهم».
وأضاف أن» الأسرى تمكنوا من الفرار بعد اختفاء مسلحي داعش في المنطقة التي كانوا يتواجدون فيها»، موضحاً أن من بين الفارين 9 أشخاص من عائلة واحدة، وصلوا إلى القطعات العسكرية، قادمين من تلعفر.
ويقول الأسرى إنهم «فوجئوا، مساء الأربعاء، باختفاء الحراس التابعين لداعش، من المزرعة التي كانوا يعملون فيها (خلال اعتقالهم)، وأنهم رأوا الطرق سالكة فتوجهوا نحو قوات البشمركة (على أطراف سنجار)، وحالتهم الصحية على ما يرام».
وأشار هكاري إلى أن «الناجين من الكرد الإيزيديين كانوا قد اختطفوا مطلع أغسطس 2014 .
ومن جهته قال مدير مكتب شؤون المخطوفيين في دهوك حسين القائدي إن «هؤلاء الأسرى منهم اثنان من الرجال و 7 من النساء والفتيات و تسعة أطفال من الذكور والاناث» .
وأكد القائدي أن هناك عدداً كبيراً من الأسرى إلايزديين لدى داعش محتجزون في قضاء تلعفر ومدينة الموصل بالإضافة إلى تواجد الأغلبية في مدينة الرقة السورية.