
بغداد - «وكالات» : بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مع وفد من شيوخ ووجهاء الأنبار تحرير باقي المناطق الغربية، وذلك حسبما أوردت صحيفة «الصباح» العراقية، أمس الثلاثاء.
وشدد العبادي على ضرورة «دور العشائر العربية في إعادة الاستقرار وبسط الأمن والمصالحة المجتمعية»، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وعرض العبادي «الإنجازات التي تحققت في تحرير الأنبار والتخطيط لاستكمال تحرير باقي المناطق الغربية».
بدورهم، ثمن شيوخ العشائر، بحسب البيان، «الدور الحكيم الذي قام به العبادي في توحيد الصفوف وتحرير الأراضي المغتصبة من قبل داعش الإرهابي».
من جهة أخرى توقع عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية في العراق عبدالعزيز حسن، أن تقوم القيادة العسكرية بتغيير الخطة العسكرية في شرق الموصل، معتبراً أن ذلك أمر طبيعي نظراً لطبيعة التطورات على الأرض.
وأكد النائب عن مدينة الموصل لصحيفة «المدى» العراقية في عددها الصادر أمس الثلاثاء، استمرار العمليات على الرغم من اعترافه بتباطؤها، متوقعاً اللجوء إلى تكتيك الإنزالات العسكرية لتحقيق أهداف سريعة.
ورأى أن العمليات ستطول إلى أشهر عدة، قائلاً إن «بداية العام المقبل سنكون سيطرنا على نصف الموصل فقط».
ولفت في الوقت عينه إلى تراجع داعش عن المقاومة داخل الموصل، إذ «كان التنظيم الارهابي يفجر 30 سيارة في بداية العمليات، لكنه اليوم لا يستطيع تفجير سيارتين في آن واحد».
من ناحية أخرى قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، إن قواته توغلت «في عمق الموصل ووصلت إلى مناطق مأهولة وبالتالي أصبحت حركتها بطيئة حرصاً على المناطق السكنية».
وأكد الأسدي، في تصريحات لصحيفة «الزوراء» العراقية، الثلاثاء، تعديل التكتيكات القتالية لقطع إمدادات تنظيم داعش وحماية المدنيين، فيما أشار إلى «إحصاء جثث نحو 1000 إرهابي قتلوا أثناء المواجهات بينهم أجانب والقسم الأكبر محليون جاءوا من عدة محافظات وليس من نينوى فقط».
وقال الأسدي: «مازالت قطعات قوات مكافحة الإرهاب في حالة تقدم ولم تتوقف، الحركة بطيئة بسبب كثرة العوائل وكلما توغلت القوات في العمق ازدادت كثافة المدنيين خاصة مع الوصول إلى الأحياء القريبة في حافة النهر».
وتابع قائد جهاز مكافحة الإرهاب أن «هناك تقدماً يومياً كما يجري باستمرار تغيير الخارطة الجغرافية لمساحة القوات الأمنية وتقلص مساحات داعش»، مشيراً إلى «تنفيذ عمل تعرضي في حي الزهور وتم تقسيم الحي إلى عدة مواقع وبقي فقط الحلقة الأخيرة ويتم الإطباق على الحي بالكامل».
وفيما يخص تركيبة عناصر داعش الذين جرى قتلهم وإصابتهم، قال الأسدي: «جثث الإرهابيين التي تمت معاينتها وتقارير استطلاع طيران التحالف الذي يتابع الحركة باتجاه داعش، أحصت 992 جثة، ومع الجرحى زاد العدد إلى الألف، مبيناً أن منطقة شقق الخضراء التي تم تحريرها كانت بها عدد الإرهابيين الأجانب أكثر من المحليين وجميعهم قتلوا، أما النسبة الأكبر من عناصر التنظيم فهم من المحليين ومن مختلف المحافظات وليس فقط من نينوى».
وأوضح الأسدي أن «القوات عدلت تكتيكاتها وأصبحت لا تطوق أكثر من حي واحد في آن واحد لقطع إمدادات المسلحين وحماية المدنيين».
وكانت أعلنت قيادة عمليات «قامون يا نينوى»، أمس، عن تحرير منطقة سهل نينوى بالكامل من سيطرة تنظيم داعش.
من جانب اخر بدأ تنظيم داعش بعد تضييق الخناق عليه في مدينة الموصل بالانتقام من المدنيين، خاصة من أصحاب المتاجر، حيث اعتقل العديد منهم وأغلق محالهم التجارية، متذرعاً باتهامهم برفع أسعار المواد الغذائية، إلا أن سكان مدينة الموصل عبّروا عن سخطهم على القرار واعتبروا تهم داعش واهية وغير صحيحة.
وعلّق شاهد عيان قائلاً: «إن التنظيم يعاقب المدنيين الذين يتواصلون مع أطراف خارج الموصل، وإن تهمة رفع الأسعار ما هي إلا حجة لتنفيذ مخططهم».
فيما وقعت أبرز الاعتقالات بمنطقة البورصة التجارية في الجهة الغربية من الموصل، حيث تم اعتقال عشرات التجار، وتم اقتيادهم معصوبي الأعين إلى منقطة غير معلومة.
من جهة أخرى، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب أن القوات العراقية قتلت نحو 1000 عنصر من عناصر داعش في الموصل منذ انطلاق العملية.
فيما تهاجم قوات الحشد الشعبي عناصر التنظيم المنتشرين بين الموصل وتلعفر على بعد 60 كيلومتراً إلى الغرب من الموصل، وذلك ضمن عملية تهدف لاستكمال محاصرة المدينة مع سيطرة قوات الأمن والقوات الكردية على الجوانب الثلاثة الأخرى.
وأكد الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قائد محور جهاز مكافحة الإرهاب، أن القوات استكملت السيطرة على حي المصارف ووصلت إلى تقاطع العبادي ومشارف حي السكر شمال شرق الموصل.