
عواصم - «وكالات» : دعت هيئة كبار العلماء السعودية أمس الثلاثاء، إلى المسارعة بالإسهام في الحملة الشعبية التي أمر بها الملك سلمان بن عبدالعزيز لإغاثة الشعب السوري الشقيق.
وقالت الهيئة في بيان لها أمس، «ليذكر المسلمون إخوانهم السوريين الذين فرقتهم السياسات الظالمة، وشردتهم القوى الجائرة، فهم ما بين مشرد ولاجئ وأبناء سبيل، تفرقوا تحت كل كوكب، وتشرذموا في كل صقع».
وتابع البيان: «هم إخوان لنا في الدين يعيشون أياماً قاسية، ويذوقون مرارات متنوعة، حتى عجزوا أن يصلوا إلى قوتهم بأيدهم، وكم فيهم من أطفال يتضورون جوعاً، وآباء وأمهات يتقطعون حسرات».
وقالت الهيئة إن النداء الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين نداء سيحرك النفوس إلى البذل في سبيل الله، وسيهز الهمم فتتبارى في سوق بضاعتها شرف الدنيا وعز الآخرة».
يشار إلى أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمر الليلة الماضية بتنظيم حملة شعبية في جميع مناطق المملكة لإغاثة الشعب السوري الشقيق، اعتباراً من اليوم الثلاثاء، معلناً تبرعه بـ20 مليون ريال.
كما وجه العاهل السعودي بتخصيص مبلغ مئة مليون ريال لهذه الحملة، وأن يتولى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع الجهات المعنية، تقديم المواد الإغاثية من أغذية وأدوية وإيواء، واستقبال الجرحى وعلاجهم، وإنشاء وتجهيز مخيم لهم، مع توزيع مساعدات شتوية شاملة بشكل عاجل جداً.
من جانب اخر تركّزت عمليات النظام وحلفائه من الميليشيات والروس على جبهتين أساسيتين هما ريف دمشق، وتحديداً وادي بردى الاستراتيجي، إضافة إلى الريف الغربي لحلب، بعد الانتهاء من الشق الشرقي للمدينة.
ويغذّي بردى العاصمة السورية بالمياه، فيما قصف النظام بلداتٍ عدة في هجومه الواسع على الوادي، بمساندة من ميليشيات حزب الله.
ويصعّد النظام غاراته الجوية على أكثر من جبهة في سوريا، ويكثف قصفه على وادي بردى الاستراتيجي بريف دمشق الواقع تحت سيطرة المعارضة، بعد انقطاع للمياه عن العاصمة نتيجة قصف قوات الأسد للبلدة.
وبحسب المعارضة، فإن قوات الأسد وميليشيات حزب الله اللبناني تسيطران على الطرق المؤدية إلى البلدات في الوادي ومنحدرات الجبال المحيطة بالمنطقة.
وبحسب سكان المنطقة، فإن القصف تركز على قرية بسيمة على طرف الوادي، حيث يسعى جيش النظام وحلفاؤه للتوغل أكثر في جيب يضم 10 قرى يقطنها نحو 100 ألف شخص.
وتتواصل الضربات الجوية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة حول العاصمة بدعم من القوات الجوية الروسية وميليشيات إيرانية.
إلى ذلك، أدى القصف المكثف من قبل النظام لسقوط العشرات من الضحايا المدنيين، بحسب ناشطين داخل وادي بردى، ما أدى لدمار كبير شمل مضخات المياه الرئيسية التي تغذي دمشق بالمياه.
كما أصاب القصف مركزاً طبياً ووحدة للدفاع المدني في المنطقة المحاصرة التي تحصل على إمدادات محدودة من الغذاء والوقود.
ويركز النظام على جبهة أخرى وهي الريف الغربي لحلب، فبعد انتهاء إجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب، يستعد النظام والميليشيات المتحالفة معها وتحت غطاء جوي روسي إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق على الريف الغربي لحلب، ويمهد للعملية بقصف جوي عنيف.
من جهة أخرى أكدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية، أمس الثلاثاء، بشكل قاطع أن ليس لها علاقة بالمحادثات، التي تقول روسيا إنها تجري بين النظام والمعارضة.
وكانت وكالة إنترفاكس الروسية نقلت عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قوله إن النظام السوري يجري محادثات مع المعارضة قبيل اجتماع أوسع نطاقاً محتمل في أستانا عاصمة كازاخستان، ولم يذكر لافروف أين تجري المحادثات الراهنة.
وفي وقت سابق نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر دبلوماسي قوله إن ممثلين عن الجيشين الروسي والتركي يجرون مشاورات مع المعارضة السورية في أنقرة، بشأن كيفية إنجاح وقف محتمل لإطلاق النار على مستوى البلاد.
وفي سياق متصل، قال جورج صبرا، العضو بالهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة السورية لوكالة «رويترز»: «لا علم لنا بوجود اتصالات بين المعارضة والنظام السوري. بالتأكيد ليس لنا علاقة بهذا الموضوع».
من جانب اخر نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الخارجية الروسية قولها أمس الثلاثاء «إنها تعتبر قرار الولايات المتحدة تخفيف القيود على إمدادات الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية «عملاً عدائياً» يهدد سلامة الطائرات الحربية وأفراد الجيش الروسي».
وقالت الوزارة «إن إدارة الرئيس باراك أوباما تحاول تعقيد الوضع في العالم قبل أن يتولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في يناير».
ورفع أوباما بعض القيود على إرسال الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية هذا الشهر.
وقال الكرملين الذي تدعم قواته الجوية الرئيس بشار الأسد إن هذه الخطوة تنطوي على مجازفة وإن الأسلحة قد تسقط في أيدي «إرهابيين».
من جانب اخر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء «إن أحد أبرز القياديين بتنظيم داعش في سوريا قتل على الأرجح في معركة عندما تصدى المتشددون لتقدم قوى سورية تدعمها الولايات المتحدة صوب سد استراتيجي في شمال سوريا».
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «إن القائد الذي يعرف باسم «أبو جندل الكويتي» قتل بغارة للتحالف الدولي أمس الاثنين قرب قلعة جعبر في ريف الرقة الغربي، شمال شرقي سوريا، والتي تشهد حالياً معارك بين قوات سوريا الديمقراطية والتنظيم.
وفشل الهجوم المضاد الذي شنه التنظيم الليلة الماضية.
وتضم قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وقال عبد الرحمن «إن القوات تقدمت لتصبح على مسافة خمسة كيلومترات من السد».
من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الثلاثاء، إن روسيا ستعزز تعاونها مع تركيا وإيران بشأن الوضع في سوريا.
وأضاف أن التعاون بين الدول الثلاث أنقذ أرواحاً من خلال المساعدة في عمليات الإجلاء من شرق حلب.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن لافروف قوله «سنعزز تعاوننا مع أنقرة وطهران ودول أخرى بالمنطقة بشأن المسألة السورية».
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزيري خارجية روسيا وتركيا اتفقا خلال اتصال هاتفي أمس الثلاثاء، على السعي إلى وقف لإطلاق النار في سوريا والتحضير لمحادثات سلام محتملة من المزمع أن تجرى في أستانة عاصمة قازاخستان.
وأضاف البيان أنه تم خلال الاتصال تأكيد «أهمية استكمال الاتفاق على معايير عملية لوقف الأعمال العسكرية في سوريا، والتفرقة بين المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية والتحضيرات للاجتماع في أستانة».