
عدن - «وكالات» : التقى المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، في الرياض مع سفراء الدول 18 الداعمة للمبادرة الخليجية سعيا لإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية.
ويستعد المبعوث الأممي لزيارة عدن قريباً للقاء الرئيس هادي وسط أنباء عن أنه يحمل تعديلات على الورقة الأممية السابقة التي عرضها على الحكومة اليمنية الشرعية ورفصتها آنذاك.
ميدانيا يواصل الجيش الوطني مدعوماً بطيران التحالف العربي زحفه صوب مدينة المخا الساحلية غرب محافظة تعز، بعد هروب الميليشيات الانقلابية من معظم مناطق بلدة ذباب، هذا وبدأت القوات الحكومية في تمشيط كافة المناطق التي خلفت فيها الميليشيات مئات الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح في البلدة قبل فرارها.
وعلى خطى ثابتة يمضي الجيش الوطني في تحرير ما تبقى من مواقع عسكرية في الشريط الساحلي بهدف الوصول إلى مدينة المخاء الساحلية التي تشهد قتالا عنيفا بعد أن سيطر الجيش على كل المرتفعات الاستراتيجية في منطقة العُمري واغتنامه لأسلحة متطورة والقضاء على العشرات من المتمردين بينهم المشرف العام للحوثيين وأسر عدد من ضابط الحرس الجمهوري التابع للمخلوع.
هذا وكان طيران التحالف العربي قد كثف من غاراته الجوية على مواقع وآليات الميليشيات الانقلابية في مديرية ذباب والمخا، وأحدثت الغارات دمارا كبيرا في آليات ومنصات إطلاق صواريخ في شمال معسكر العُمري ومناطق القدحة والجديد والمقعر على الشريط الساحلي.
وفي الجوف قالت مصادر ميدانية إن معارك عنيفة اندلعت بين الميليشيات الانقلابية وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مديرية المصلوب، بعد أن دكت مدفعية الجيش الوطني مواقع الانقلابيين في المصلوب والغيل، تزامناً مع معارك عنيفة تدور في المنطقة وكان محافظ الجوف الشيخ أمين العكيمي أكد بأن أكثر من 80 في المئة من مساحة المحافظة في قبضة الجيش والمقاومة بعد تلقي الميليشيات الانقلابية خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات خلال الأيام الماضية.
من ناحية أخرى قال رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، اللواء الركن محمد المقدشي، إن «الانتصارات التي تحققت للشرعية حديثاً، ستفرض معادلة جديدة على الواقع العسكري في اليمن»، بعد تحرير أحد أهم الممرات الملاحية.
وأضاف المقدشي، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أنه «سيكون هناك دعم مباشر لكل الجبهات ولن تتوقف المعارك على أي جبهة، وهذا الدعم مرهون بعدة عوامل عسكرية يصعب الإفصاح عنها».
وأشار إلى أن «هذا التغير سينعكس بشكل كبير على الجبهات، خصوصاً مع سيطرة الجيش على سلسلة الجبال في جبهة نهم».
وأكد المقدشي، أن «قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية لعب دوراً مهماً في تسليح الجيش اليمني وتزويده بكل احتياجاته، الأمر الذي مكن الجيش من التقدم في جميع الجبهات، وتدمير غالبية منصات الصواريخ التي يمتلكها الانقلابيون».
من جانب اخر قامت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس الخميس، بشن هجوم عنيف على مواقع تابعة للانقلابيين في جبهة المصلوب بمحافظة الجوف، وذلك حسبما ذكر موقع «يمن برس» الإخباري.
ودارت معارك عنيفة في المصلوب، عقب مهاجمة قوات الجيش الوطني لمواقع الحوثيين في منطقة وقز، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر الميليشيا، في حين فر البقية من مواقعهم.
وشنّت مدفعية الجيش الوطني قصفاً على مواقع الميليشيا الانقلابية في جبهة الغيل بالجوف.
من جهة أخرى شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في وقت متأخر الأربعاء، غارات جوية مكثفة على مواقع عسكرية خاضعة لسيطرة الانقلابيين بمحافظة الحديدة غربي اليمن.
وقال مصدر محلي، بحسب ما أورد موقع «المصدر أونلاين»، إن «الطيران الحربي شن 11 غارة على مواقع متفرقة بمعسكر الدفاع الساحلي بمديرية الصليف شمالي المحافظة».
وتابع أن «الطيران شن ثلاث غارات أخرى على مواقع بالقرب من منطقة النخيلة في مديرية الدريهمي».
وكانت قصفت مقاتلات التحالف بأربع غارات تجمعات الحوثيين وقوات المخلوع صالح في معسكر تدريبي بمنطقة «حرفة» قرب مقر الدفاع الجوي في ميناء الصليف، أسفر عن مقتل 22 مسلحاً حوثياً وجرح آخرين، حسب المصدر.
من جهة أخرى تمكن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من إحباط محاولة تسلل للإنقلابيين في محافظة حجة، إذ تصدى لهجوم شنته ميليشيات صالح والحوثي على مواقعه في جبهة ميدي.
وذكر مصدر عسكري أن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تصدت خلال الساعات الماضية، لهجوم شنته مليشيات الانقلابية على مواقع للواء الثاني حرس حدود، في جبهة ميدي بمحافظة حجة، شمال غربي اليمن»، بحسب موقع «اليمن الآن».
وسقط في الهجوم عدد من ميليشيات صالح والحوثي، وأصيب عدد من أفراد الجيش اليمني.
ومن جهتها، قصفت مقاتلات التحالف العربي موقع يتمركز فيها مدفع ثقيل للميليشيا الانقلابية في منطقة المخازن شرق مدينة ميدي، أثناء استعداد الميليشيا لاستهداف مواقع الجيش.
من جانب آخر أحبطت قوات الأمن اليمنية في جمارك منفذ شحن، محاولة تهريب كتب طائفية كانت في طريقها للقيادات الحوثية.
ووفقاً لما أوردته صحيفة «الوطن» السعودية، قال مصدر وصفته بالمطلع «إنه تم ضبط الكتب التي تمت طباعتها في «المجمع العلمي لأهل البيت» في إيران»، مضيفاً أن «تهريب الكتب يتزامن مع تدمير الحوثيين للمساجد وإحراق الكتب العلمية».
وأشار المصدر إلى أن المراد من إرسال هذه الكتب يتركز في سببين، الأول توزيعها على الأئمة المعينين من جانبهم، وتفخيخ المكتبات بالفكر الاثني عشري الطائفي، إضافة إلى محاولة إلغاء كتب التربية الإسلامية السليمة من المدارس.
وأضاف المصدر أن «طهران واصلت تدخلاتها العبثية لتغيير الفكر، وأدلجة العقول، وحشوها بأفكار ومعتقدات طائفية، لزرع الفتنة داخل المجتمع اليمني، ويأتي ذلك متزامناً مع قيام الحوثيين بحرق المساجد، وتدمير دور القرآن، وهدم مقرات الحديث، وإلغاء مواد التربية الإسلامية من المدارس، إضافة إلى التمهيد لتغيير كتب المناهج الدراسية».
وكشف مسؤول أمني أن إيران بعد أن أغرقت اليمن بكل أنواع الأسلحة، واصلت استهدافها لليمن بتلك الكتب المشبوهة، لاستهداف هوية وعقيدة المواطنين، مستغلة في ذلك بسط الحوثي نفوذه على بعض المناطق وسيطرته عليها.
وأضاف أن طهران، منذ فترة طويلة قامت بإرسال شحنات من الكتب، التي تمنح مجاناً وتوزع في الأرياف، على أنها كتب تابعة للمذهب الزيدي، بينما واقعها غير ذلك، ويتم تداولها في المحاضرات وجلسات مقيل القات عبر شباب تابعين للحوثي.
قال الوكيل الأول لمحافظة المهرة، مختار عويض، «إن منفذ شحن يبعد عن الغيضة، عاصمة المهرة بحوالي 250 كيلومترا، وإنه تم ضبط كميات من الكتب المهربة بالمنفذ، مغطاة بالمصاحف، وهي كتب مذهبية تحريضية طبعت في إيران، وعدد الكمية المضبوطة يبلغ 96 كرتونا، كانت محملة على شاحنة صغيرة، ضبطها أمن المنفذ، وتم تحويل القضية للتحقيق، والكتب نتحفظ عليها حاليا بالمحافظة، وهناك مراجعة شاملة للمصاحف، للتأكد من عدم وجود تحريف.
من جهة أخرى أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، الأربعاء، أن «نحو 1400 طفل قتلوا في النزاع المسلح في اليمن منذ بدايته قبل نحو عامين»، مشيرةً إلى أن «هذا العدد قد يكون في الحقيقة أكبر بكثير، إضافةً إلى تجنيد 1363 طفلاً».
وقالت ممثلة اليونيسيف في اليمن، ميريتشل ريلانو، في صنعاء إنه «منذ بداية النزاع في مارس 2015 وثقت الأمم المتحدة مقتل نحو 1400 طفل، وإصابة أكثر من 2140 بجروح». وأضافت أن «الأرقام الحقيقية قد تكون في الحقيقة أكبر بكثير».
وبحسب أرقام الأمم المتحدة، أوقع النزاع أكثر من سبعة آلاف قتيل ونحو 39 ألف جريح، بينهم هؤلاء الأطفال، وفقاً لما أوردته صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، أمس الخميس.
وتسبب النزاع بتدهور الأوضاع الإنسانية والصحية بشكل كبير لنحو26 مليون يمني، وحرم أكثر من ثلثي السكان من الحصول على العناية الطبية اللازمة، بينما أصبح الوصول إلى الغذاء أكثر صعوبة.
وأمام ذلك، يتهم التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، طرفي الانقلاب بتجنيد الأطفال والنساء واستخدامهم في الحرب، سواء على الجبهات اليمنية أو من خلال الهجوم على الحدود السعودية.
كما ترصد المؤسسات اليمنية الحقوقية في تقارير شهرية، انتهاكات الانقلاب كافة بحق اليمن، منذ استيلائهم على السلطة في البلاد منذ سبتمبر 2014.