
بغداد - «وكالات» : دخلت القوات الامنية في بغداد حالة الانذار القصوى وسط قطع جسور العاصمة وعدد من الطرق تزامنا مع تظاهرات مرتقبة في ساحة التحرير بإطار تشييع رمزي لضحايا السبت الماضي الذين سقطوا في تظاهرات دعا إليها الصدر وإقامة خيم عزاء في ساحة التحرير لثلاثة ايام.
كما قطعت السلطات الأمنية في بغداد الجسور والطرق المؤدية إلى ساحة التحرير والمنطقة الخضراء أمس الثلاثاء، تحسباً لمسيرة تشييع أعلن عنها التيار الصدري.
وكان التيار الصدري أعلن أنه سيجري أمس الثلاثاء، تشييع القتلى الذين سقطوا خلال تظاهرات السبت الماضي، وقال إن التشييع سينطلق من مستشفى الجملة العصبية قرب وزارة الداخلية إلى ساحة التحرير وسط العاصمة.
من جانب اخر أعلن مصدر عراقي في قيادة العمليات المشتركة في الموصل أمس الثلاثاء، اعتقال 54 من عناصر داعش بينهم قياديون في التنظيم خلال مداهمات بمنطقة الزهور شرقي الموصل، 400 كم شمال بغداد.
وقال العميد محمد الجبوري إن القوات العراقية طوقت منطقة الزهور على خلفية معلومات وصلت مكاتب استخبارات الجيش المتواجدة بالمنطقة بوجود عناصر من داعش ومتورطين معهم، وتمكنت من اعتقال 54 منهم بحوزتهم أسلحة خفيفة وكاتمة للصوت.
وأضاف الجبوري أن القوات العراقية اقتادت المتورطين إلى مقر الجيش العراقي للتحقيق معه، فيما شنت القوات حملة مداهمة أخرى بمنطقة المصارف والسكر للبحث عن خلايا التنظيم، التي مازالت متواجدة بالمحور الشرقي بالموصل.
من جانب اخر صرح مصدر عسكري في قيادة العمليات المشتركة بالعراق أمس الثلاثاء بأن 10 مدنيين قتلوا وأصيب 24 آخرون جراء قصف صاروخي استهدف سوقاً شعبية في منطقة الزهراء التي تقع تحت سيطرة القوات العراقية في المحور الشرقي بالموصل 400 كلم شمال بغداد.
وقال العميد عبدالكريم الجبوري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «10 مدنيين قتلوا وأصيب 24 آخرون، بينهم نساء وأطفال، بقصف صاروخي نفذه داعش، استهدف سوق الزهراء الشعبية التي تعد بورصة للمواد الغذائية والاحتياجات المنزلية والملابس».
وتابع الجبوري أن «التنظيم يحاول استهداف الأهالي بغية الانتقام منهم بعد أن اعتبر سكان الساحل الأيسر «مرتدين» ولا يجوز بقاؤهم على قيد الحياة وأصدر فتوى جديدة بقتلهم لتعاونهم مع القطعات المحرِّرة في الساحل الأيسر من الموصل».
وذكر أن القوات العراقية قامت بتطويق السوق بالكامل، ونقلت الجثث والمصابين إلى المراكز الصحية.
من جهة أخرى أعلنت «خلية الإعلام الحربي» العراقية الإثنين، عن مقتل 60 إرهابياً، وتدمير 15 عجلة، بضربة جوية غرب الموصل.
وقالت القيادة في بيان نقلته «السومرية نيوز»، إن «طيران الجيش وبالتنسيق مع الحشد الشعبي، وجه ضربة جوية على منطقتي عين الحصان والشريعة الجنوبية، أسفرت عن مقتل 60 إرهابياً وتدمير 15 عجلة، ثلاث منها مفخخة وثلاث أخرى تحمل أحاديات، وحرق منصة لإطلاق الصواريخ ضمن المحور الغربي للعمليات».
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن الشهر الماضي، عن تحرير الجانب الأيسر لمدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش بشكل كامل، فيما دعا القوات الأمنية المشتركة إلى التحرك بسرعة لتحرير الجانب الأيمن للمدينة.
من ناحية أخرى أفاد أمير قبائل العبيد في العراق الشيخ أنور العاصي أمس الثلاثاء، بأن سكان الحويجة الغاضبين بدأوا يصطادون عناصر داعش طعناً بالسكين في مناطق جنوبي كركوك وغربيها.
وقال العاصي إن حالة التمرد والكراهية والجوع واليأس والفقر التي انتشرت بشكل متصاعد لدى سكان مناطق جنوبي كركوك وغربيها في قضاء الحويجة، ونواحي الزاب والرياض والعباسي والرشاد، وتأخر إطلاق عمليات تحرير الحويجة دفعت شبان ورجال وبمساعدة النسوة على اقتناص عناصر داعش المتواجدين في مداخل القرى أو نقاط تفتيش، ومهاجمتهم بالسلاح الأبيض (السكاكين) عبر طعنات تؤدي إلى مقتلهم أو إصابتهم.
وأضاف أن هذه العمليات أصابت التنظيم بالذعر وجعلته يرتكب جرائم كبيرة خلال الأسبوع الماضي، مبيناً أن داعش لجأ إلى تنفيذ إعدامات بحق 25 مدنياً عزل من رجال ونساء وأطفال، وحرق بعض الذين اعتقلهم ودمر 100 منزل.
وأوضح أن داعش دعا السكان المحاصرين للإبلاغ عن كل ما يسميه بالكافر والمرتد لقاء منحهم جوائز أو حصص تموينية بحجة الدفاع عن «خلافة الإسلام».
وأشار إلى أن «مجمل الذين قتلوا على يد داعش منذ يونيو العام 2014، تجاوز الـخمسة آلاف مدني غالبيتهم من ضباط وعناصر أمن سابقين ووجهاء ورجال دين، بينما هدم التنظيم مواقع أثرية ودور سكنية ومضايف شيوخ تجاوزت الخمسة آلاف، بينما سقط أكثر من 650 مدنياً بنيران داعش أو العبوات التي زرعوها أثناء محاولة هروبهم صوب حمرين غرب الحويجة أو كركوك شرق الحويجة.
يذكر أن مناطق جنوبي كركوك وغربيها تخضع لسيطرة داعش واستقبلت كركوك حتى الآن 104 آلاف أسرة، بينهم 30 ألف أسرة من مناطق جنوبي كركوك وغربيها.
من جهة أخرى أسفر انفجار سيارة مفخخة في العاصمة العراقية بغداد، اليوم الثلاثاء، عن وقوع عدد من القتلى والجرحى.
وأفادت وسائل إعلامية عراقية، نقلاً عن مصادر أمنية إن «التفجير ناجم عن سيارة مفخخة كانت مركونة بأحد المحال في الحي الصناعي بمنطقة البياع»، وأشارت إلى «سقوط عدد من الضحايا».
وأضافت المصادر إن «قوة أمنية طوقت مكان الحادث، واتخذت إجراءات مشددة تحسباً لأي طارئ».
وكان الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن، قال في وقت سابق من اليوم ، أن اعتداءً «إرهابياً» وقع في الحي الصناعي بمنطقة البياع جنوب غربي بغداد.